احمد ( 27 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

الزواج و النشور

في الاية الكريمة من سورة النساء{ اية النشوز} ماتفسير الاية....؟وهل تقتصر مفردة النشوز على الامتناع من التمتع...؟ وهل من المنطقي اذ المرأه منعت نفسها عن الرجل ان يقوم الرجل بضربها....واذا اقتصرت على التمتع فكيف يكون علاج النشوز ب(هجرتها من الفراش)كما ذكر بالاية الكريمة.....؟؟؟؟ وجزاكم الله خير الجزاء


المراد من نشوز الزوجة هو خروجها عن طاعة الزوج الواجبة عليها، وذلك بعدم تمكينه ممّا يستحقّه من الاستمتاع بها، ويدخل في ذلك عدم إزالة المنفّرات المضادّة للتمتّع بها وكذا بخروجها من البيت من دون إذن الزوج و كذلك عدم القيام بوظائفا وواجباتها تجاه زوجها، وتبدو عليهن علائم النشوز واماراته فإن للزوج القيام بما يردعها عن النشوز للحفاظ على الزواج و عدم الوصول الى الطلاق و ما يتبعه من مشاكل نفسية للزوجين و للأبناء ، وعلى كل حال يجب أن يراعي جانب العدل ولا يخرج عن حدوده وإطاره، وهذه الوظائف هي بالترتيب: 1 - المواعظة : إن المرحلة الأولى التي على الرجال أن يسلكوها تجاه النساء اللاتي تبدو عليهن علائم التمرد والنشوز والعداوة، تتمثل في وعظهن كما قال سبحانه في الآية الحاضرة: واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن وعلى هذا فإن النساء اللاتي يتجاوزن حدود النظام العائلي وحريمه لابد قبل أي شئ أن يذكرن - من خلال الوعظ والإرشاد - بمسؤولياتهن وواجباتهن ونتائج العصيان والنشوز. 2 - الهجر في المضاجع : وتأتي هذه المرحلة إذا لم ينفع الوعظ ولم تنجع النصيحة واهجروهن في المضاجع، وبهذا الموقف والهجر وعدم المبالاة بالزوجة أظهروا عدم الرضا من الزوجة، لعل هذا الموقف الخفيف يؤثر في أنفسهن. 3 - الضرب: و هذا المستوى من الردع يكون عندما لا يبقى طريق امام العناد واللجاج ولم يبق من سبيل إلا استخدام التنبيه الجسدي الذي يكون وقعه نفسياً اكثر مما هو جسدي ، حيث إن التنبيه الجسدي المسموح به هنا يجب أن يكون خفيفا، وأن يكون الضرب ضربا غير مبرح، أي لا يبلغ الكسر والجرح، بل حتى لا يبلغ حد ترك اثر سواد او احمرار كما هو مقرر في الكتب الفقهية لانه لا يجوز وعليه تترتب الديه الشرعية اذن الضرب هنا بمعنى ابداء المبغوضيه و الكره تجاه افعال الزوجه و ليس ضرباً بمعنى الوحشية و انزال العقاب. يمكن أن يعترض معترض في هذا المقام قائلا: كيف سمح الإسلام للرجال بأن يتوسلوا بأسلوب التنبيه الجسدي المتمثل بالضرب؟ الجواب: إن الجواب على هذا الاعتراض يبدو غير صعب بملاحظة معنى الآية والروايات الواردة لبيان مفادها وما جاء في توضيحها في الكتب الفقهية، وأيضا بملاحظة ما يعطيه علماء النفس اليوم من توضيحات علمية في هذا المجال، حيث إن الآية تسمح بممارسة التنبيه الجسدي في حق من لا يحترم وظائفه وواجباته، الذي لا تنفع معه أية وسيلة أخرى، و أن هذا الأسلوب ليس بأمر جديد خاص بالإسلام في حياة البشر، فجميع القوانين العالمية تتوسل بالأساليب العنيفة في حق من لا تنجح معه الوسائل والطرق السلمية لدفعه إلى تحمل مسؤولياته والقيام بواجباته، فإن هذه القوانين ربما لا تقتصر على وسيلة الضرب، بل تتجاوز ذلك. ومن المسلم أن أحد هذه الأساليب لو أثر في المرأة الناشزة ودفعها إلى الطاعة، وعادت المرأة إلى القيام بوظائفها الزوجية لم يحق للرجل أن يتعلل على المرأة، ويعمد إلى إيذائها، ومضايقتها حتى تعود إلى جادة الصواب واستقامت في سلوكها ولهذا عقب سبحانه على ذكر المراحل السابقة بقوله: فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا.