الامام علي (عليه السلام) وقصة الاسد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخي الكريم ارجو بيان قصة الامام علي (عليه السلام) مع الاسد ولو مختصر ان امكن 🌹
عليكم السلام وردت حوادث تذكر هذا منها : ١- ما رواه عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر الباقر (عليهما السلام) من قوله (عليه السلام )لجويرية بن مسهر وقد عزم على الخروج : أما إنّه سيعرض لك في طريقك الأسد قال : فما الحيلة له؟. قال :«تقرظ منّي السلام وتخبره أنّي أعطيتك منه الأمان» . فخرج جويرية، فبينا هو كذلك يسير على دابّته إذ أقبل نحوه أسد لا يريد غيره ، فقال له جويرية : يا أبا الحارث ، إنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام )يقرؤك السلام ، وانّه قد آمنني منك ، قال : فولّى الليث عنه مطرقاً برأسه يهمهم حتّى غاب في الأجمة، فهمهم خمساً ثمّ غاب ، ومضى جويرية في حاجته . فلمّا انصرف إلى أمير المؤمنين (عليه السلام )وسلّم عليه وقال : كان من الأمر كذا وكذا فقال : ما قلت للّيث وما قال لك؟. فقال جويرية: قلت له ما أمرتني به وبذلك انصرف عنّي ، وأمّا ما قال الليث فالله ورسوله (صلّى الله عليه وآله )ووصيّ رسوله أعلم . قال : «إنّه ولّى عنك يهمهم ، فأحصيت له خمس همهمات ثمّ انصرف عنك. قال جويرية : صدقت يا أمير المؤمنين هكذا هو. فقال (عليه السلام ): فإنّه قال لك : فاقرأ وصيّ محمّد (صلّى الله عليه وآله)منّي السلام وعقد بيده خمساً. ( اعلام الورى بأعلام الهدى : ج1, ص355-356.) ٢- روى شهاب الدين أحمد الشيرازي الحسني الشافعي في (توضيح الدلائل) (نسخة المكتبة الملية بفارس) عن روح بن مقذ بن الأنقع أحد خواص أمير المؤمنين علي قال: كنت مع أمير المؤمنين لنصف من شهر شعبان وهو يريد موضعا كان يأويه بالليل للصلاة وأنا معه حتى أتى موضع ورده فنزل عن بغلته وسلم إلي مقودها، فما عبر ساعته أو حمحمت البغلة وجعلت تنفر وتتقهر فلا أدري ما دعاها. فنظر أمير المؤمنين سوادا فقال: سبع ورب الكعبة. فقام أمير المؤمنين رضوان الله تعالى عليه من محرابه متقلدا بسيفه فجعله يخطو نحو السبع حتى دنا من الأسد فقال صائحا به: قف فخف الأسد وكل ووقف، فعندها استعرف البغلة فقال أمير المؤمنين: ويلك يا ليث أما علمت أني الليث والأسد والقسورة وحيدرة ما جاء بك إلينا أيها الليث، اللهم اطلق لسانه. فقال السبع: يا أمير المؤمنين ويا وارث علم النبيين ويا مفرق بين الحق والباطل ما افترست منذ ثلاثة أيام فقد أضر بي الجوع فرأيتكم من فرسخين فقلت أظهر وأنظر من هؤلاء القوم فإن كان لي بهم قدرة أحصل منهم فريسة. فقال أمير المؤمنين: أما علمت إني أسد الله وأبو الأشبال الاثني عشر. فعند ذلك أمد السبع بين يديه وجعل أمير المؤمنين يمسح رأسه وهو يقول: ما جاء بك يا ليث ليس أنت كلب الله في أرضه. وقال: أمير المؤمنين الجوع الجوع، والله يا أمير المؤمنين نحن من قبيل سحل محبة الهاشميين لا نأكل معاشر السباع رجلا يحبك ويحب عترتك. ثم قال: يا أمير المؤمنين أنا مسلط على من أبغضك من كلاب الشام وكذلك أهل بيتي وهم فريستنا ونحن نأوي النيل. قال: فما جاء بك من الكوفة. قال: أتيت في هذه الفيافي لعلي ألقاك وإني لمنصرف من ليلتي هذه إلى رجل يقال له سنان بن وأمل ممن أفلت من حرب صفين من أهل الشام وهو يريد القادسية ورزقني في ليلتي هذه. ثم قام من بين يدي أمير المؤمنين رضوان الله عليه فقضيت عجبا من هذه الحالة فقلت في نفسي: سبحان الله سبع تكلم مع أمير المؤمنين. فقال أمير المؤمنين: ويلك مم تتعجب هذا أعجب أم للشمس والكوكب أم سائر ذلك، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو أخليت لأري الناس مما علمني رسول الله صلى الله عليه وعلى آله من الآيات والعجائب ولو أريهم ليرجعون الناس كفارا، ثم رجع أمير المؤمنين كرم الله تعالى وجهه إلى مستقره ووجهني إلى القادسية لأستيقن الحال، فركبت من ليلتي فوافيت باب القادسية قبل أن يقم المؤذن، فسمعت الناس يقولون: سنان افترسه السبع، فأتيت أنا فيمن أتى إليه ننظره وما ترك إلا رأسه وبعض أعضائه مثل الأنامل وأطراف الأصابع وأتى على باقيه كله، فحملت ورأسه إلى أمير المؤمنين فبقي متعجبا وأخبرت الناس مما كان من حديث أمير المؤمنين والأسد، فجعل الناس يتبركون بتراب قدم أمير المؤمنين ويستشفون به. رواها جماعة من أعلام القوم… شرح إحقاق الحق - السيد المرعشي - ج ١٨ - ص ٢٢٢ نقلا عن كتب و علماء المخالفين …