مسلم الساعدي ( 21 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

القرآن الكريم والملحدين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسأل احد الملحدين عن معجزة القرآن وما هو الدليل على انه كتاب الله فأجبته بأدلة علمية موجودة في القرآن وإعجاز رقمي لا نضير له وبالدليل ولكنه يتسائل عن معجزة القرآن للاقوام السابقة فلم يكن العلم متطورا ولا توجد أجهزة الكترونية لتقوم بحساب الآيات القرآنية والكلمات والاحرف والنقاط على سبيل المثال ومقارنة السور والكلمات وما إلى ذلك فكيف صدقوا أنه من عند الله ؟ هل اعتمدو على اللغة العربية وأن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله كان أمي والقرآن فصيح اللغة أم هناك أدلة أخرى تثبت أنه من عند الله عز وجل ؟ وهل معنى أمي ان النبي محمد صلى الله عليه وآله لم يكن يعرف الكتابة والقراءة أم لها معان أخرى؟


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب جوابا على سؤالكم الاول: انقل لكم اولا جواب مركز الدراسات العقائدية في بيان الاعجاز القراني : ( القرآن معجز ولا شك من أنه نزل على أمة الفصاحة والبلاغة والنظم في اللغة والنشر والبيان, أفلا يكفي هذا لمن شك في إعجازه, ولمّا كان العرب هم الذين يتذوقون هذا الفن والإبداع اللغوي الذي يحاكي لغتهم كان هناك معنى ومغزى لهذا الإعجاز الذي شمل كل جوانب اللغة من بلاغة ونظم وبيان ومعاني هذا إضافة إلى كل جوانب الحياة (( مَا فَرَّطنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيءٍ )) (الانعام:38). ثم إن القرآن كله أعجاز في نظمه في بيانه في حكمته في سياسته في إجتماعياته في غيبياته وأخباره وقصصه يقول الشيخ الطوسي في كتابه (الاعتقاد): (( وأقوى الأقوال عندي قول من قال إنما كان معجزا خارقا للعادة لاختصاصه بالفصاحة المفرطة في هذا النظم المخصوص دون الفصاحة بانفرادها ودون النظم بانفراده ودون الصرفة، والذي يدل على ما قلناه واخترناه أن التحدي معروف بين العرب بعضهم بعضا ويعتبرون في التحدي معارضة الكلام بمثله في نظمه ووصفه لأنهم لا يعارضون الخطب بالشعر ولا الشعر بالخطب والشعر لا يعارضه أيضا إلا بما كان يوافقه في الوزن والروي والقافية فلا يعارضون الطويل بالرجز ولا الرجز بالكامل ولا السريع بالمتقارب، وإنما يعارضون جميع أوصافه. فإذا كان كذلك فقد ثبت أن القرآن جمع الفصاحة المفرطة والنظم الذي ليس في كلام العرب مثله، فإذا عجزوا عن معارضته فيجب أن يكون الاعتبار بهما. فأما الذي يدل على اختصاصها بالفصاحة المفرطة فهو أن كل عاقل عرف شيئا من الفصاحة يعلم ذلك وإنما في القرآن من الفصاحة ما يزيد على كل فصيح وكيف لا يكون كذلك وقد وجدنا الطبقة الأولى قد شهدوا بذلك وطربوا له كالوليد ابن المغيرة والأعشى الكبير وكعب بن زهير ولبيد بن ربيعه والنابغة الجعدي )) (الاعتقاد - ص 183) وقال في صفحة (174) (( وأما اختصاصه بالنظم معلوم ضرورة لأنه مدرك مسموع وليس في شئ من كلام العرب ما يشبه نظمه من خطب ولا شعر على اختلاف أنواعه وصفاته، فاجتماع الأمرين منه لا يمكن دفعهما. ملاحظة نود ذكرها ان من عارض القرآن لم يعارضه بأمر من خارج النظم والبيان وهذا مسيلمة لما جاء وعارض القرآن كتب: والنازعات غرقا والعاجنات عجنا والخابزات خبزا واللاقمات لقما أهالةً وسمناً )). وقال العلامة السيد الطباطبائي: (( التحدي بالبلاغة وقد تحدى القرآن بالبلاغة كقوله تعالى: (( أَم يَقُولُونَ افتَرَاهُ قُل فَأتُوا بِعَشرِ سُوَرٍ مِثلِهِ مُفتَرَيَاتٍ وَادعُوا مَنِ استَطَعتُم مِن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ * فَإِلَّم يَستَجِيبُوا لَكُم فَاعلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلمِ اللَّهِ وَأَن لَا إله إِلَّا هُوَ فَهَل أَنتُم مُسلِمُونَ )) (هود:13-14). والآية مكية، وقوله تعالى: (( أَم يَقُولُونَ افتَرَاهُ قُل فَأتُوا بِسُورَةٍ مِثلِهِ وَادعُوا مَنِ استَطَعتُم مِن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُم صَادِقِينَ * بَل كَذَّبُوا بِمَا لَم يُحِيطُوا بِعِلمِهِ وَلَمَّا يَأتِهِم تَأوِيلُهُ )) (يونس:38-39). والآية أيضا مكية وفيها التحدي بالنظم والبلاغة فإن ذلك هو الشأن الظاهر من شؤون العرب المخاطبين بالآيات يومئذ، فالتاريخ لا يرتاب أن العرب العرباء بلغت من البلاغة في الكلام مبلغا لم يذكره التاريخ لواحدة من الأمم المتقدمة عليهم والمتأخرة عنهم ووطئوا موطئا لم تطأه أقدام غيرهم في كمال البيان وجزالة النظم ووفاء اللفظ ورعاية المقام وسهولة المنطق. وقد تحدى عليهم القرآن بكل تحد ممكن مما يثير الحمية ويوقد نار الانفة والعصبية. وحالهم في الغرور ببضاعتهم والاستكبار عن الخضوع للغير في صناعتهم مما لا يرتاب فيه، وقد طالت مدة التحدي وتمادى زمان الاستنهاض فلم يجيبوه إلا بالتجافي ولم يزدهم إلا العجز ولم يكن منهم إلا الاستخفاء والفرار، كما قال تعالى: (( أَلَا إِنَّهُم يَثنُونَ صُدُورَهُم لِيَستَخفُوا مِنهُ أَلَا حِينَ يَستَغشُونَ ثِيَابَهُم يَعلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعلِنُونَ )) (هود:5). وقد مضى من القرون والاحقاب ما يبلغ أربعة عشر قرنا ولم يأت بما يناظره آت ولم يعارضه أحد بشئ إلا أخزى نفسه وافتضح في أمره. وقد ضبط النقل بعض هذه المعارضات والمناقشات، فهذا مسيلمة عارض سورة الفيل بقوله: (الفيل ما الفيل وما أدريك ما الفيل له ذنب وبيل وخرطوم طويل) )) (الميزان1 :68). ) انتهى جواب المركز اضيف لكم شيئا مهما جميع الامور المرتبطة بالدين والتي تكون محل نقاش مع الاخرين تعتمد بشكل جوهري على ساسيات واصول فالدين لا يؤخذ مقتطعا وبعضها قد لا تجد لها جوابا الا تلك الاسس الدينية فمثلا لو سالني احدهم لماذا صلاة الصبح ركعتان ولما الصيام في شهر رمضان ولماذا تطلبون خمس المال ولا تطلبون سدس المال او عشره او ربعه ولماذا ولماذا من هذا القبيل فهكذا امور وحتى التي تجد لها جوابا مستقلا كاعجاز القران الكريم لكن يبقى الجواب الذي لا يمكن ان يتزعزع هو ما كان مستندا لاصول الدين فجميع التفرعات الدينية ترجع إلى الاصول والاصول ترجع إلى الاصل الاصيل وهو التوحيد ولذا ورد في بعض المرويات ان حاججوهم بالاصول فهذا الملحد لا يريد ان يؤمن بالقران حتى انت تاتي وتتعب نفسك معه وذلك لأنه لا يؤمن برب القران اصلا ولعلك تقول انا اريد ان ادفع الشبهة عن المؤمنين واحافظ عليهم من الانحراف وهذا شيء جميل ويمكنك ان تنطلق انطلاقة رصينة مع بيانك لعظمة القران وهي ان تنطلق مع المؤمن من ثوابته الايمانية وتربط هذه الجزئية باصولها كي تكون المنظومة عنده رصينة فحتى لو لم يجد جوابا عن بعض الاشكاليات فانه سيعتمد على الاصول القوية عنده اما ما هي هذه الاصول التي يعتمدها فسوف امر بها سريعا معكم. اما الملحد فاذا اشكل في القران فارجعه إلى التوحيد فان قال انا لا اؤمن بوجود الخالق فابدأ معه من هناك فان قبلَ منك ذلك فقد سرت سيرا صحيحا وان لم يقبل فلا تناقشه فالنقاش معه عقيم ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم. اما ماهي الاصول التي هي الجذور لكل المنظومة الدينية فاصل الاصول هو التوحيد بشعبه الثلاثة ١-وجود الخالق. ٢-وحدانية الخالق. ٣-صفات الخالق. والنبوة والامامة والمعاد. ولابد من اثبات هذه الاصول بادلة عقلية ونقلية رصينة واي تساؤل اربطه بهذه الاصول. الان ناتي إلى اشكالية اعجاز القران الكريم المطروحة فنجيب عليها بالرجوع إلى الاصول ١-هناك خالق ………… الجواب (نعم) ٢-الخالق واحد لا شريك له…………الجواب (نعم) ٣-الخالق الواحد ارسل الانبياء وخاتمهم وسيدهم محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وعليهم اجمعين)………الجواب (نعم) ٤-هؤلاء الانبياء لهم معاجز من الله وان معجزة النبي الخاتم هي القران الكريم ………الجواب (نهم) ٥-النبي معصوم عن الخطا ولا يمكن ان يكذب…………الجواب (نعم) ٦-النبي قال ان القران من الله وانه مكلف بتبليغه للناس وان هذا القران كل ما فيه حق ولا ياتيه الباطل…………الجواب (نعم) اذاً ثبت المطلوب وان القان من الله تعالى وان كل ما فيه هداية للناس وليس هو من البشر وكل من يشكك بالقران لابد ان نعرف باي نقطة يشكك فيها ونجيبه. واي اشكال ياتينا بالامكان السيطرة عليه بارجاعه إلى الاصول حتى الاشكالات التي اثرتها قبل قليل نعم نحتاج إلى شيء في كل هذا وهو المعرفة الكافية في اصول الدين حتى نعرف كيف نرجع الفروع إلى الاصول. وهذا الطريق هو احد الطرق المهمة في الاجابة وهناك طرق ترتبط بكل جزيئية وتحليلها كما تفضل جنابكم بالاجابة ببيان انحاء الاعجاز. اطلت قليلا للفائدة السؤال الثاني: في تفسير امية النبي هناك آراء : الاول: قيل نسبة الى ام القرى بلاده ومسقط رأسه الشريف كما ورد هذا المعنى في القرآن الكريم بلحاظ تسمية مكة ام القرى قال تعالى (( وَلِتُنذِرَ أُمَّ القُرَى وَمَن حَولَهَا )) (الانعام:92). وقال تعالى (( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ )) (الاعراف:157) وبالجمع بين الإيتين نفهم ان صفة الامي مأخوذة من ام القرى لا غير . الثاني: الرأي القائل بان امي بمعني من امة الناس أي من جمهور الناس فاذا كنا نقسم المجتمع الى قسمين طبقة القرار واصحاب دار الندوة واهل الرأي والفصل والقسم الاخر بقية الناس من جمهور الامة سيكون الرسول من الطبقة الثانية وفقا لاعتقاد القائلين بهذا الرأي . الثالث: الرأي القائل بان اليهود كانوا يسمون كل ما عداهم بالامي أي ليس من اهل الديانة اليهودية وبما ان النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) لم يكن منهم لذا فهو امي بهذا الاعتبار . الرابع: على ما ولدته عليه امه أي على فطرته وطبيعة خلقه الاول فهو لم يلوث ولم تدنسه الاشياء الاخرى . الخامس: انه امي أي لا يقرأ ولا يكتب حيث درجت تسمية من لا يقرأ ولا يكتب بالامي وبما ان النبي ما كان يقرء ولا يكتب لذلك هو يحسب على الاميين... وفي المقام يطول الكلام. اما سؤالكم عن قول جبرائيل اقرأ وجواب الرسول ما انا بقارئ فهو محل خلاف بل عدم رضى بالنسبة لنا . نعم نقول ان الامين جبرائيل قال للنبي اقرأ ولكن لا نقول انه اجاب بهذه الصيغة (ما انا بقارئ) بل كان جواب النبي (صلى الله عليه وآله) يتفق مع طلب جبرائيل في الصياغة التي ننقلها نحن وهي (وما أقرأ) والا فالجواب الاول ترد عليه نقوض عديدة نحن ليس بصددها الان . ودمتم في رعاية الله تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

2