الأخ عبد العزيز المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر الشيخ المفيد في الامالي ص 260 كتاب امير المؤمنين الذي كتبه لمحمد بن ابي بكر امره ان يقرأه على اهل مصر ورد فيه ان من يعمل الحسنات طالباً بها خير الاخرة فان الله تعالى يمحو بكل حسنة سيئة مما يعني لا عقاب على السيئة وهذا نص كلامه:
اعلموا يا عباد الله إن المؤمن يعمل لثلاث من الثواب : إما لخير [ الدنيا ] فإن الله يثيبه بعمله في دنياه، قال الله سبحانه لإبراهيم : (( وَآتَينَاهُ أَجرَهُ فِي الدُّنيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ )) . فمن عمل لله تعالى أعطاه أجره في الدنيا والآخرة، وكفاه المهم فيهما، وقد قال الله عز وجل : (( يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُم لِلَّذِينَ أَحسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنيَا حَسَنَةٌ وَأَرضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسَابٍ )) . فما أعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة، قال الله عز وجل : (( لِلَّذِينَ أَحسَنُوا الحُسنَى وَزِيَادَةٌ )) فالحسنى هي الجنة والزيادة هي الدنيا، [ وإما لخير الآخرة ] فإن الله عز وجل يكفر بكل حسنة سيئة، قال الله عز وجل : (( إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكرَى لِلذَّاكِرِينَ )) ، حتى إذا كان يوم القيامة حسبت لهم حسناتهم ثم أعطاهم بكل واحدة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل : (( جَزَاءً مِن رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا )) ، وقال : (( أُولَئِكَ لَهُم جَزَاءُ الضِّعفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُم فِي الغُرُفَاتِ آمِنُونَ )) ، فارغبوا في هذا رحمكم الله واعملوا له وتحاضوا عليه .
ودمتم في رعاية الله