الأخ ياسين المحترمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاً: الذبيحة المحرمة في الاسلام هي التي يذكر اسم غير الله عليها عند ذبحها كما قال تعالى (( وَلَا تَأكُلُوا مِمَّا لَم يُذكَرِ اسمُ اللَّهِ عَلَيهِ وَإِنَّهُ لَفِسقٌ )) (الأنعام:121)، (( وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيرِ اللَّهِ )) (البقرة:173) والطعام الذي يقدم للامام الحسين (عليه السلام) والذبائح التي تذبح وتنحر لتوزع كثواب لابي عبد الله (عليه السلام) يذكر اسم الله عليها عند ذبحها ونحرها وليس مما اهل به لغير الله تعالى قطعا فاشكالهم غير وارد بالنسبة للذبح من كونه لغير الله!!
ثانياً: قال امام الوهابية عبد العزيز ابن باز في تعليقه على كتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد لابي عبد الوهاب ص 140 ما يلي تعليقا واعتراضا على حامد الفقي الوهابي في تعليقه وشرحه على فتح المجيد : (واما اذا كان مراد الشيخ حامد ان النقود والطعام والشراب والحيوانات الحية التي قدمها ملاكها للانبياء والاولياء وغيرهم يحرم اخذها والانتفاع بها فذلك غير صحيح، لانها اموال ينتفع بها قد رغب عنها اهلها وليست في حكم الميتة فوجب ان تكون مباحة لمن اخذها كسائر الاموال التي تركها اهلها لمن ارادها كالذي يتركه الزراع وجذاذ النخل من السنابل والتمر للفقراء ويدل على ذلك ان النبي (صلى الله عليه وآله) اخذ الاموال التي في خزائن اللات وقضى منها دين عروة بن مسعود الثقفي ولم ير تقديمها للات مانعا من اخذها عند القدرة عليها .أهـ
ثالثاً: ما يفعله الشيعة من صنع الطعام في بيوتهم وفي الشوارع وتوزيعه على الناس نيابة عن الامام الحسين (عليه السلام) وسائر المعصومين (عليهم السلام) وغيرهم من اهل البيت (عليهم السلام) قربة الى الله تعالى جائز شرعا بل مستحب فعله النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله) وامر به فاطعام الطعام عموما ورد الترغيب فيه على لسان الشارع (صلى الله عليه وآله) كثيرا فدل على مشروعيته. حيث روى البخاري 1/9 : ان رجلا سأل النبي (صلى الله عليه وآله) أي الاسلام خير؟ قال : تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف .
بالاضافة الى التطبيق العملي من قبل الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله) لهذا الامر فقد روى البخاري 4/231 عن عائشة قالت: ما غرت على امرأة النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة هلكت قبل أن يتزوجني لما كنت اسمعه يذكرها وأمره الله ان يبشرها بيت من قصب وإن كان ليذبح الشاة فيهدى في خلائلها منها ما يسعهن. وفي رواية اخرى عنده : وما رأيتها ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة ثم يقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة فربما قلت له كأنه لم يكن في الدنيا الا خديجة فيقول انها كانت وكانت وكان لي منها ولد .وعند مسلم (7/132-133) : وإن كان ليذبح الشاة ثم يهديها إلى خلائلها.وفي رواية اخرى: وانى لم أدركها قالت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة فيقول أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة قالت فأغضبته يوما فقلت خديجة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انى قد رزقت حبها .
وجاء في الفتوى رقم (6949) من فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء برئاسة عبد العزيز بن باز ما يلي:س 6 : يقول بعض الناس بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يذبح ويتصدق عن خديجة، وجعلوه حجة للذبح على الأضرحة، ويقولون : بأننا نتصدق عليهم فهل يجوز ؟ج 6 : ليس عمل النبي صلى الله عليه وسلم مثل العمل المذكور في السؤال ؛ لأنه لم يذبح على الأضرحة ولا تبركا بالصالحين، إنما ذبحها تقربا إلى الله ووزعها في صدائق خديجة رضي الله عنهن صلة وصدقة .
فها هو كبير الوهابية وامامهم يعتر فان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) كان يذبح الذبائح ويوزعها عن خديجة (عليها السلام) صلة لها وصدقة عنها . وقال الشيخ الوهابي محمد صالح المنجد على موقعه (اسلام ويب) في معرض اجابته على سؤال حول حكم صنع الطعام كصدقة عن المتوفى رقم الفتوى (52481) : اما بعد : فان العلماء اتفقوا على قبول الصدقة عن المتوفى ... المزید وقد حكى الامام النووي الاجماع على وصول ثواب الصدقة ويدخل في ذلك صنيعة الطعام وغيره فكل ذلك من البر .ثم قال : واما ما رواه الامام احمد بسند صححه الالباني في احكام الجنائز عن جرير قال : كنا نعد الاجتماع الى اهل الميت وصنعه الطعام بعد دفنه من النياحة. فان في هذا الاثر ان المحظور هو صنع الطعام بعد الدفن لان فيه مشقة على اهل الميت على ما هم فيه من الحزن ولما فيه من مخالفة السنة وهو قول النبي (صلى الله عليه وآله) اصنعوا لال جعفر طعاما فقد اتاهم ما يشغلهم . رواه احمد وابو داود وحسنه الالباني . والله اعلم .
رابعاً: فتبين ان الوهابية قوم يرمون الشيعة من اتباع ومحبي اهل البيت (عليهم السلام) بالذبح لغير الله كذبا وتزويرا للحقائق وتضليلا للناس مع ان الشيعة اعزهم الله لا يذبحون ذبيحة الا لله تعالى ولا يذكرون الا اسم الله تعالى بل تشددهم معروف مشهور في شروط الذبح حيث يوجبون ان يكون الذابح مسلما وان يذكر اسم الله عند الذبح بخلاف الوهابية وغيرهم الذين يجيزون اكل ما ذبح لغير الله تعالى حيث اجازوا اكل عموم طعام اهل الكتاب ومنها ذبائحهم التي يحكم الشيعة بانها ميتة ولم يذكر اسم الله عليها او ذكر اسم غير الله عليها فلا يجيزون اكلها او الانتفاع من أي جزء او شيء منها.ودمتم في رعاية الله