logo-img
السیاسات و الشروط
ريحانه المصطفى ( 27 سنة ) - العراق
منذ سنة

تفسير عبارة اللهم اني اسألك من شرفك بأشرفه

لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته جاء في دعاء البهاء (اللهم اني اسألك من شرفك بااشرفه وكل شرفك شريف ) فما معنى ذلك؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته، أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب الظاهر من كلمات بعض الشراح لدعاء البهاء في بيان معنى هذا المقطع، أنّ الإمام عليه السلام لما توسل إلى ربه بصفاته الظاهرة في مقامات الوجود الحق من العلم والعظمة والبهاء أراد أن يتم دعوته بالتوسل إليه بجميع مراتب صفاته الظاهرة في مقامات الوجود المقيد لتكون دعوته أكمل و توسله أبلغ و لكي يدعو اللّه بألسنة جميع خلقه و يدخل عليه من جميع أبوابه التي هي مظاهر كمالات وحدانيته جل و علا فيكمل قابلية دعوته و مقتضى إجابته لا يمنعه الله تعالى إياها إذا توسل إليه بجميع وسائله عز وجل، فشرع في التوسل بصفاته الظاهرة في عرصة الوجود المقيد و هي كثيرة لا تحصى إلّا أنّه عليه السلام قال: اللهم إنّي أسألك من شرفك الفقرة، فاعلم ان الشرف في اللغة بمعني المكان العالي و العلو في الرتبة و المجد و علو الحسب و النسب و المراد بشرف اللّه سبحانه هنا صفته الظاهرة في المقام الباطني للنفس البشرية الذي هو فوق جميع مراتب الوجود المقيد و سنامه و ذروته لا يعلو عليه عال و لا يفوقه فائق و لا يسبقه سابق و لا يطمع في إدراكه طامع فهو أشرف من كل شريف و أمجد من كل مجيد، و سأل الإمام عليه السلام الله من صنوف شرفه التي استعلى بها على خلقه و وصف نفسه بها بأشرفه أولاً ثم تدارك ذلك بأن جميع شرفه تعالى قدره شريف فسأله بعده بجميع صنوف شرفه ليكون متوسلاً بجميع وسائل اللّه واقفاً على جميع أبواب اللّه سائلاً بكل لسان و هذا ظاهر المراد. و(الشرف ) ـ في التجربة البشريةـ علو المهمة والحسب والنسب ـ اما بالنسبة الى الله تعالى فان (الشرف) يأخذ دلالته الأزلية والمطلقة فيما يعني: المجد في نهاية تصوراتنا غير المحدودة له، من هنا، فإنّ الله تعالى عندما نقول بأنّه في تعامله اللطيف مع عباده (شريف)، فهذا يعني: أنّ اللطف أو الرقة في التعامل مع العبد نابعة من عظمة الله تعالى في مجده المتفرد، إنّه لطف العالي بالداني، لطف الله تعالى بعباده، فصفة الشرف تعني: ان الله تعالى متفرد في منعته وقوته وغيره، بحيث لا وجود لمماثل له ينازعه في ذلك والنتيجة هي أنّه تعالى (شريف) وأنّه في شرفه أو مجده: ذو منعة لا يغالبها أحد البتة، إنّه متفرد في ذلك، يمتنع وجود المماثل له. دمتم في رعاية الله

2