logo-img
السیاسات و الشروط
محمد زيدان ( 21 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

الإمام المهدي

س٢/عندما يظهر روحي له الفداء كم عمره؟ماهو شكله المقدس؟ الفهم والتوضيح


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب صفات الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) لقد بلغ الاهتمام النبوي بالإمام المهدي (عج) إلىٰ حدِّ ذكر صفاته البدنية تفصيلاً وبما يُميِّزه عن جميع الناس، وبالتالي فإنَّ هذه الصفات _ ومنها ما هو غير موجود إلَّا في الإمام المهدي (عج) _ ستكون سبيلاً مهمَّاً جدَّاً للتعرّف عليه (عج)، وعدم الاشتباه في حقيقته فيما لو ادَّعىٰ شخص المهدوية، فينقطع بذلك السبيل علىٰ من تسوّل له نفسه ادِّعاءها، وعلىٰ كلّ حال فالروايات الشـريفة ذكرت صفات الإمام المهدي (عج) تفصيلاً، ويمكن أن نُنوِّع الصفات المذكورة في الروايات إلىٰ أنواع خمسة، نستعرضها أوَّلاً، وباتّضاحها سيتَّضح بعض الروايات الواردة في صفاته (عج) ممَّا سنذكره في خاتمة المطاف: النوع الأوَّل: الصفات العامّة لجسمه الشريف: وهنا قالت الروايات بأنَّ جسم الإمام المهدي (عج) متناسق جدَّاً، وفيه كلّ حيثيات القوَّة الشديدة والجمال الإلهي، حتَّىٰ أنَّه لو صاح بجبل لتدكدك، ومن هذا القبيل ما ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) : «بأبي وأُمّي سميّ جدّي، شبيهي وشبيه موسىٰ بن عمران (عليه السلام) » أي إنَّ جسم الإمام المهدي (عج) يشبه جسم النبيّ موسىٰ (عليه السلام) من حيث التناسق والقوَّة البدنية، إذ أنَّ النبيّ موسىٰ (عليه السلام) كان معروفا بالقوَّة البدنية، ويمكن لنا أن نتعرَّف علىٰ قوَّة موسىٰ (عليه السلام) البدنية من خلال موقفين: أوَّلهما عندما وكز موسىٰ القبطي فقضـىٰ عليه بضـربة واحدة، ولم يكن قاصداً لقتله، ولكن قوَّة الضـربة قتلته. وثانيهما عندما سقىٰ لابنتي شعيب بدلو كانت حين تمتلئ لا يستخرجها إلَّا عشـرة أنفار من البئر. ومن هنا نعرف مقصود الروايات التي عبَّرت عن جسم الإمام المهدي (عج) بأنَّه «اللون لون عربي، والجسم جسم إسرائيلي»( )، فإنَّ المقصود من الجسم الإسرائيلي هو جسم النبيّ موسىٰ (عليه السلام) . وفي هذا النوع نجد أنَّ الروايات الشـريفة تصف جسمه (عج) بأنَّه (لا هو بالطويل الشامخ ولا بالقصير اللازق)، بل هو مربوع القامة يميل إلىٰ الطول، وكذلك نجدها تقول: إنَّه يخرج حين يخرج ويراه الرائي فيظنّه ابن ثلاثين أو أربعين سنة، وهذا الأمر سيكون من فتن الظهور أجارنا الله تعالىٰ من مضلَّات الفتن. النوع الثاني: تفاصيل رأسه ووجهه الشريف: ونُدرج هذا النوع ضمن عدَّة نقاط: 1 _ شعره (عج) حسن يسيل علىٰ منكبيه، وإن كان يظهر من بعض الروايات أنَّه شعر أجعد، أي ليس في غاية الاسترسال، وسيأتي الكلام عن هذا في آخر الشذرة إن شاء الله تعالىٰ. 2 _ برأسه داء الحزاز، وهو ما نُسمّيه عرفاً بـ (القشـرة) التي تظهر علىٰ شكل حبيبات بيضاء علىٰ الرأس خصوصاً في فصل الشتاء. 3 _ أجلىٰ الجبين، أي إنَّ جبينه المبارك واسع وصافي يسطع نوره وبهاؤه. 4 _ مشـرف الحاجبين، أي إنَّ حاجبيه المباركين طويلان مستديران، كثيفا الشعر من وسطهما، ملتقيان من طرفيهما الداخليّين. وهما مرتفعان عن العينين، وارتفاعهما يُعزىٰ _ والله العالم _ إلىٰ أنَّ عينيه غائرتان. 5 _ غائر العينين، وذلك من طول السهر تعبّداً لله تعالىٰ، ومن كثرة السجود والبكاء وورد أنَّه أدعج العينين أي إنَّ بياض عينيه شديد البياض، وسوادهما شديد السواد وهذه الصفة هي أجمل صفة للعين. وورد أنَّه (عج) كأنَّه ينظر إلىٰ طرف أنفه، وهو كناية عن تواضعه وخشوعه وغضّه للبصر. 6 _ أقنىٰ الأنف، القنا في الأنف: طوله ودقَّة أرنبته مع حدب في وسطه أي إنَّ أنفه المبارك فيه شيء من الطول، وتحدّب من وسطه، ونهايته دقيقة، وهي صفات الأنف الجميل. 7 _ أفلج الثنايا، أي إنَّ أسنانه منفرجة غير ملتقية وغير متراكبة بعضها علىٰ البعض الآخر، وهذه الصفة من الصفات العامَّة لدىٰ جميع الأئمَّة عليهم.السلام 8 _ إنَّ لون وجهه الشـريف هو لون عربي، أي يميل إلىٰ البياض، مشرب بحمرة، أي ليس أحمر ولا أسمر، بل هو مشرب بحمرة. 9 _ نور وجهه يعلو سواد شعر رأسه ولحيته. 10 _ قالت الروايات: إنَّك لو نظرت إلىٰ وجه الإمام (عج) لأخذ حسنه بمجامع قلبك، وهو ما عبَّرت عنه الروايات الشـريفة بأنَّه (أروع)، وهو من إذا نظرت إليه أعجبك منظره وأخذ حسنه بمجامع قلبك. النوع الثالث: شامات الإمام المهدي (عج): وقد ذكرت الروايات الشـريفة أنَّ للإمام المهدي (عج) عدَّة شامات مميَّزة، هي: الشامة الأُولىٰ: شامة علىٰ خدّه الأيمن، وهي ما عبَّرت عنها الروايات بالخال في وجهه، أو بالأثر في وجه، أو بالشامة في رأسه. الشامة الثانية: شامة بفخذه اليمنىٰ، وهو ما ذكرته الروايات صريحاً. الشامة الثالثة: شامة علىٰ كتفه الأيسـر، عبَّرت عنها الروايات بما يلي: «وشامة بين كتفيه من جانبه الأيسـر، تحت كتفه الأيسـر ورقة مثل ورق الآس»، وورقة الآس حجمها كحجم عقدة من عقد الأصابع، بيضوية الشكل، فيكون لون تلك الشامة مميَّز عن لون البشـرة، مائل إلىٰ اللون القهوائي الفاتح. الشامة الرابعة: وهي ما ذكرته الروايات الشـريفة علىٰ أنَّها شامة تشبه الشامة التي في الكتف الأيمن للنبيِّ الأكرم (صلى الله عليه واله)، التي هي ختم النبوَّة في كتفه ، وهي شامة عريضة سوادها شديد، فيها شيء من البروز وشيء من الشعيرات، ومثلها ذكرت الروايات أنَّها موجودة في كتف الإمام المهدي (عج) الأيمن، والظاهر أنَّها تشير إلىٰ أنَّه (عج) هو خاتم الأوصياء للنبيِّ (صلى الله عليه واله) كما أنَّ شامة النبيّ الأكرم (صلى الله عليه واله) كانت تشير إلىٰ أنَّه هو خاتم الأنبياء والمرسلين. النوع الرابع: تفاصيل جسمه الشريف (عج): وما ذكرته الروايات هنا هو: أنَّه (عج) بعيد ما بين المنكبين، وأنَّه (مبدح البطن) أي ضخم البطن، وأنَّه (أزيل _ أذيل _ الفخذين) أي عريض الفخذين ولا التقاء بينهما، وهما في غاية القوَّة، وأنَّه (عبل الذراعين) أي شديدهما. وهذه الصفات متلازمة، فمن كان عريض المنكبين فلا بدَّ أن يكون صدره واسعاً، وإذا كان الصدر واسعاً كانت البطن ضخمة، حتَّىٰ تتلاءم مع الصدر، وإذا كانت البطن ضخمة فلا بدَّ أن يكون الحوض الذي تعتمد البطن عليه عريضاً، وإذا كان الحوض عريضاً فإنَّ الفخذين مهما عظما فإنَّهما لا يلتقيان مع بعضهما، لتباعد مفصليهما، لأنَّهما يكونان في طرفي الحوض. النوع الخامس: روايات الشبه بالرسول الأكرم (صلى الله عليه واله): وهنا أكَّدت الروايات الشـريفة علىٰ شبه الإمام المهدي (عج) بالرسول الأكرم (صلى الله عليه واله) من حيث الخَلْق والخُلُق، كما ورد ذلك في رواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ستعرفها بعد قليل. ولتوضيح هذا النوع نقول: إنَّ الإمام المهدي (عج) يشبه النبيّ الأكرم (صلى الله عليه واله) من حيث الخَلْق والخُلُق. أمَّا من حيث الخَلْق، فمن جهتين: الجهة الأُولىٰ: أنَّه كان لجسم النبيّ الأكرم (صلى الله عليه واله) خصائص تكوينية مختصَّة به، من قبيل أنَّه (صلى الله عليه واله) كان لا ظلَّ له _ لشدَّة نورانية جسمه الشـريف بما يصل إلىٰ أنور من نور الشمس وبالتالي لا يحصل لجسده الشـريف ظلّ _، وأنَّه (صلى الله عليه واله) إذا مرَّ بمكان عرف الناس أنَّه مرَّ به، لما يتركه مروره من عَرف زكي ورائحة عطرة، وهكذا لو مسح بيده علىٰ صبي، وأنَّه كان يرىٰ من خلفه كما يرىٰ من أمامه، وأنَّه كانت تنام عيناه ولا ينام قلبه، وغيرها من الخصائص المذكورة في محالّها، وطبقاً لرواية أمير المؤمنين (عليه السلام) فإنَّ هذه الخصائص التكوينية قد اتَّصف بها الإمام الحجَّة المنتظر (عج) وإن اشترك فيها بقيَّة الأئمَّة الطاهرين عليهم.السلام ، ولكن في زمنه (عج) حيث إنَّه لم يتَّصف بها غيره فتكون من مختصّاته حينئذٍ. الجهة الثانية: جهة المنظر الخارجي، فقد كان النبيُّ الأكرم (صلى الله عليه واله) بديناً _ يميل إلىٰ السمنة _، ضخم البطن، بعيد المنكبين، مربوع القامة، يميل إلىٰ الطول، عبل الذراعين وهذا ما سمعناه قبل قليل أنَّه من صفات الإمام المهدي (عج). وأمَّا من حيث الخُلُق، أي المشابهة بالأخلاق، فهذا من الأُمور العامّة لكلِّ أهل البيت (عليهم السلام)، لأنَّ أخلاقهم هي أخلاق النبيّ الأكرم (صلى الله عليه واله)، ولكن لظرف من الظروف السياسية أو الاجتماعية أو غيرها، كانت تبرز بعض الصفات علىٰ الأئمَّة بروزاً بحيث يشتهر الإمام بتلك الصفة، رغم تمتّعه ببقيَّة الصفات الحميدة، فالإمام الحسن (عليه السلام) كريم، والإمام الحسين (عليه السلام) شجاع، والإمام موسىٰ بن جعفر (عليه السلام) كاظم للغيظ، وهكذا، مع أنَّهم كلّهم كرماء شجعان كاظمون للغيظ نقيّون تقيّون. (منقول بتصرف من موقع مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي (عج) ). تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

4