هاني علي الحسني ( 55 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

ارني كيف تحيي الموتى

السلام عليكم ورحمة الله ...يرجى بيان تفسير قوله تعالى:- واذ قال ابراهيم رب ارني كيف تحيي الموتى قال اولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي ...الى آخر الآية...جزيتم خيرا


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب ورد في تفسير الامثل في شرح وتفسير الاية الشريفة انقله لكم: (وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى. سبق أن قلنا إن هذه الآية تكملة للآية السابقة في موضوع البعث، يفيد تعبير أرني كيف ... المزید أنه طلب الرؤية والشهود عيانا لكيفية حصول البعث لا البعث نفسه. قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي. كان من الممكن أن يتصور بعضهم أن طلب إبراهيم (عليه السلام) هذا إنما يدل على تزلزل إيمان إبراهيم (عليه السلام)، ولإزالة هذا التوهم أوحى إليه السؤال: " أولم تؤمن؟ " لكي يأتي جوابه موضحا الأمر، ومزيلا كل التباس قد يقع فيه البعض في تلك الحادثة، لذلك أجاب إبراهيم (عليه السلام) بلى ولكن ليطمئن قلبي. يفهم من هذه الآية أيضا على أن الاستدلالات العملية والمنطقية قد تؤدي إلى اليقين ولكنها لا تؤدي إلى اطمئنان القلب، إنها ترضي العقل لا القلب ولا العواطف. إن ما يستطيع أن يرضي الطرفين هو الشهود العيني والمشاهد الحسية. هذا موضوع مهم سوف نزيده إيضاحا في موضعه. التعبر بالاطمئنان القلبي يدل على أن الفكر قبل وصوله إلى مرحلة الشهود يكون دائما في حالة حركة وتقلب ولكن إذا وصل مرحلة الشهود يسكن ويهدأ. قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا. " صرهن " من " الصور " أي التقطيع، أو الميل، أو النداء، ومعنى التقطيع أنسب. أي خذ أربعة من الطير واذبحهن وقطعهن واخلطهن. لقد كان المقصود أن يشاهد إبراهيم (عليه السلام) نموذجا من البعث وعودة الأموات إلى الحياة بعد أن تلاشت أجسادها. وهذا لا يأتلف مع أملهن ولا مع صح بهن وعلى الأخص ما يأتي بعد ذلك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا وهذا دليل على أن الطيور قد قطعت أولا وصارت أجزاء. ولعل الذين قالوا إن صرهن إليك تعني استمالتهن وايناسهن قد غفلوا عن لفظة " جزءا " هذه، وكذلك الهدف من هذا العمل. وبذلك قام إبراهيم بهذا العمل وعندما دعاهن تجمعت أجزائهن المتناثرة وتركبت من جديد وعادت إلى الحياة، وهذا الأمر أوضح لإبراهيم (عليه السلام) أن المعاد يوم القيامة سيكون كذلك على شكل واسع وبمقياس كبير جدا.(تفسير الامثل، الشيخ ناصر مكارم شيرازي، ج٢/ص٢٨٢). تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

1