حديث قدسي
ولاية علي ابن أبي طالب حصني فمن دخلَ حصني أمن من عذابي. ما هو الشرح المفصّل لهذا الحديث القدسي عن مولانا الإمام الرضا عليه السلام
الحصن جمع حصون ، وهو المكان المحرز الذي لا يوصل إلى داخله، أي يكون الشخص فيه في مأمن من كل ما يكدّر، ولا شك إنّ الدخول في حصن ولاية أهل بيت العصمة والطهارة عبارة عن الفرار من الشيطان، والفرار من الهوى، والإبتعاد عن التبعية لأعدائهم، إنّ من يريد الدخول في حصن الله عز وجلّ يجب عليه - قبل كلّ شيء - أن يدخلَ في الولاء لأمير المؤمنين وبقية أولاده المطهرين سلام الله عليهم أجمعين، فقد جاء في الكتب الحديثية أن ولاية أمير المؤمنين عليّ (صلوات الله عليه وآله) هي الحصن الذي أشار إليه حديث السلسلة، ففي عيون أخبار الإمام الرضا عليه السلام (الجزء الاول الباب ٣٨ للشيخ الصدوق المتوفى عام ٣٨١ هجري) بسند صحيح عن مولانا الإمام الرضا عليه السلام نقل عن آبائه عن أمير المؤمنين عن النبيّ محمد صلى الله عليه وآله عن جبرائيل عن ميكائيل عن إسرافيل عن اللوح المحفوظ عن القلم قال: يقول الله عزّ وجلّ:(ولاية علي بن أبي طالب حصني، فمن دخل حصني أمِنَ مِنْ عذابي) ورواها في الأمالي بسند آخر صحيح وفي ذيله هكذا (أمِنَ مِنْ ناري). ولا ريب أنّ ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) التي أمر الله سبحانه وتعالى نبيه (صلى الله عليه وآله) بأن يبلغها من يوم الدار حين أمره الله بتبليغ عشيرته الأقربين إلى آخر حياته مروراً بيوم الغدير ، والولاية جزء من دين الإسلام الحنيف، وقد دلت نفس الآيات القرآنية التي نزلت في مناسبة الغدير على ذلك، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ كما أن ولايته صلوات الله وسلامه عليه شرط لإكتمال التوحيد، وفقاً لما روي عن الإمام الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن جبرئيل (عليه السلام)، عن الله سبحانه وتعالى: «كلمة لا إله إلا الله حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي». ثم قال الإمام الرضا (عليه السلام): « بشرطها وشروطها، وأنا من شروطها ». ومعناه كما ذُكر في تفسير الصراط المستقيم للبروجردي 3/128 قال : قال الرضا عليه آلاف التحية والثناء : (( إن اللَّه سبحانه وتعالى يقول : لا إله إلا اللَّه حصني فمن دخل حصني وجبت له الجنة، ثم قال عليه السّلام : بشرطها وشروطها وأنا من شروطها )). وإنما لم يكتف عليه السّلام بذكر الشروط من الشرط مع وضوح شمول الجمع للمفرد، للإشارة إلى ترتب المراتب، وصيانة للأدب مع جده رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم فإن الشرط إشارة إلى التصديق بنبوة النبي صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم، والشرائط إشارة إلى الإيمان بأوصيائه وكافة شريعته ولذا عدّ نفسه الشريفة من جملة الشروط لا الشرط.