عليكم السلام
نذكر لكم القصة كما مروي في كتاب ثمرات الأعواد: ج2 ص 50 وهي :
ان صاحب كتاب المنتخب عن الحائري في معاليه: كانت للحسين عليه السلام بنت صغيرة يحبها وتحبه، وقيل كانت تسمى رقية، وكان لها من العمر ثلاث سنين، وكانت مع الأسرى في الشام، تبكي لفراق أبيها ليلها ونهارها وكانوا يقولون لها هو في السفر، فرأته ذات ليلة في عالم الرؤيا، فلما انتبهت جزعت جزعاً شديداً وقالت: ائتوني بوالدي وقرة عيني، وكلما أراد أهل البيت إسكاتها ازدادت جزعاً وبكاءً، ولبكائها هاج حزن أهل البيت فأخذوا في البكاء، ولطموا الخدود، وحثوا على رؤوسهم التراب، ونشروا الشعور واعتلى الصياح.
فسمع يزيد صياحهم وبكائهم فقال: ما الخبر؟ قيل له: إن بنت الحسين الصغيرة رأت أباها في نومها فانتبهت وهي تطلبه وتبكي، فلما سمع اللعين ذلك قال: ارفعوا إليها رأس أبيها وضعوه بين يديها تتسلى به، فأتوا بالرأس في طبق مغطى بمنديل، فوضعوه بين يديها فرفعت المنديل وضمت الرأس إلى صدرها وهي تقول: يا أبتاه من ذا الذي خضبك بدمائك. يا أبتاه من ذا الذي قطع وريدك، يا أبتاه من ذا الذي أيتمني على صغر سني، يا أبتاه من لليتمية حتى تكبر، يا أبتاه من للنساء الحاسرات، من للأرامل المسبيات، يا أبتاه من للعيون الباكيات، يا أبتاه من للضائعات الغريبات، يا أبتاه من لي بعدك، واخيبتاه من بعدك، وا غربتاه، يا أبتاه ليتني لك الفداء، يا أبتاه ليتني كنت قبل هذا اليوم عمياء، يا أبتاه ليتني توسدت التراب ولا أرى شيبك مخضباً بالدماء.
ثم وضعت فمها على فم الشهيد المظلوم وبكت حتى غشي عليها.
قال الإمام زين العابدين عليه السلام: عمه زينب ارفعي اليتيمة عن رأس والدي فإنها فارقت الحياة، فلما حركتها زينب وإذا بها قد فارقت روحها الدنيا فارتفعت الأصوات وعلا الصراخ, وقيل: أحضر لها أهل البيت مُغَسِلَةُ لتغسلها، فلما جردتها عن ثيابها قالت: لا أغسلها، فقالت لها زينب عليها السلام : ولم لا تغسلينها؟!
قالت: أخشى أن يكون فيها مرض، فإني أرى أضلاعها زرق, قالت زينب عليها السلام : والله ليس فيها مرض، ولكن هذا ضرب سياط أهل الكوفة.
وتوفّيت السيّدة رقية عليه السلام في الخامس من صفر 61 هـ بمدينة دمشق, ودفنت بقرب المسجد الأموي, وقبرها معروف يزار…