مهدويه ( 21 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

تفسير و الشمس تجري …

ماهو تفسير الايه الكريمة: بسم الله الرحمن الرحيم ( والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز الحكيم ; والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم) صدق الله العلي العظيم


عليكم السلام ١-قوله تعالى: " والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم " جريها حركتها وقوله: " لمستقر لها " اللام بمعنى إلى أو للغاية، والمستقر مصدر ميمي أو اسم زمان أو مكان، والمعنى أنها تتحرك نحو مستقرها أو حتى تنتهي إلى مستقرها اي استقرارها وسكونها بانقضاء أجلها أو زمن استقرارها أو محله. وأما جريها وهو حركتها فظاهر النظر الحسي يثبت لها حركة دورية حول الأرض لكن الأبحاث العلمية تقضي بالعكس وتكشف أن لها مع سياراتها حركة انتقالية نحو النسر الواقع. وكيف كان فمحصل المعنى أن الشمس لا تزال تجري ما دام النظام الدنيوي على حاله حتى تستقر وتسكن بانقضاء أجلها فتخرب الدنيا ويبطل هذا النظام، وأما حمل جريها على حركتها الوضعية حول مركزها فهو خلاف ظاهر الجري الدال على الانتقال من مكان إلى مكان. وقوله: " ذلك تقدير العزيز العليم " أي الجري المذكور تقدير وتدبير ممن لا يغلبه غالب في إرادته ولا يجهل جهات الصلاح في أفعاله. ٢-قوله تعالى: " والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم " المنازل جمع منزل اسم مكان من النزول والظاهر أن المراد به المنازل الثمانية و العشرون التي تقطعها القمر في كل ثمانية وعشرين يوما وليلة تقريبا. و العرجون عود عذق النخلة من بين الشمراخ إلى منبته وهو عود أصفر مقوس يشبه الهلال، والقديم العتيق. وقد اختلفت الأنظار في معنى الآية للاختلاف في تركيبها، وأقرب التقديرات من الفهم قول من قال: " إن التقدير والقمر قدرناه ذا منازل أو قدرنا له منازل حتى عاد هلالا يشبه العرجون العتيق المصفر لونه. تشير الآية إلى اختلاف مناظر القمر بالنسبة إلى أهل الأرض فإن نوره مكتسب من الشمس يستنير بها نصف كرته تقريبا وما يقرب من النصف الاخر غير المسامت للشمس مظلم ثم يتغير موضع الاستنارة ولا يزال كذلك حتى يعود إلى الوضع الأول ويعرض ذلك أن يظهر لأهل الأرض في صورة هلال ثم لا يزال ينبسط عليه النور حتى يتبدر ثم لا يزال ينقص حتى يعود إلى ما كان عليه أوله. ولاختلاف صوره آثار بارزة في البر والبحر وحياة الناس على ما بين في الأبحاث المربوطة. فالآية الكريمة تذكر من آية القمر أحواله الطارئة له بالنسبة إلى الأرض وأهلها دون حاله في نفسه ودون حاله بالنسبة إلى الشمس فقط. ومن هنا لا يبعد أن يقال في قوله تعالى: " والشمس تجري لمستقر لها " أن المراد بقوله: " تجري " الإشارة إلى ما يعطيه ظاهر الحس من حركتها اليومية والفصلية والسنوية وهي حالها بالنسبة إلينا، وبقوله: " لمستقر لها " حالها في نفسها وهي سكونها بالنسبة إلى سياراتها المتحركة حولها كأنه قيل: وآية لهم أن الشمس على استقرارها تجري عليهم وقد دبر العزيز العليم بذلك كينونة العالم الأرضي وحياة أهله والله أعلم. ٣- الآية الاولى :تبين بوضوح حركة الشمس بشكل مستمر، أما ما هو المقصود من تلك الحركة؟ فللمفسرين أقوال متعددة: قال بعضهم: إن ذلك إشارة إلى حركة الشمس الظاهرية حول الأرض، تلك الحركة التي ستستمر إلى آخر عمر العالم الذي هو نهاية عمر الشمس ذاتها. وقال آخرون: إنه إشارة إلى ميل الشمس في الصيف والشتاء نحو الشمال والجنوب على التوالي، لأننا نعلم بأن الشمس تميل عن خط اعتدالها في بدء الربيع بطرف الشمال، لتدخل في مدار (23) درجة شمالا، وتعود مع بدء الصيف قليلا قليلا حتى تنتهي إلى خط اعتدالها عند بداية الخريف وتستمر على خط سيرها ذلك باتجاه الجنوب حتى بدء الشتاء، ومن بدء الشتاء تتحرك باتجاه خط اعتدالها حتى تبلغ ذلك عند بدء الربيع. وبديهي أن جميع تلك الحركات في الواقع ناجمة عن حركة الأرض حول الشمس وانحرافها عن خط مدارها، وإن كانت ظاهرا تبدو وكأنها حركة الشمس. وآخرون اعتبروا الآية إشارة إلى حركة الشمس الموضعية بالدوران حول نفسها، حيث أثبتت دراسات العلماء بشكل قطعي أن الشمس تدور حول نفسها وآخر وأحدث التفاسير التي ظهرت بخصوص هذه الآية، هو ما كشفه العلماء أخيرا من حركة الشمس مع منظومتها باتجاه معين ضمن المجرة التي تكون المجموعة الشمسية جزءا منها، وقيل أن حركتها باتجاه نجم بعيد جدا أطلقوا عليه اسم " وجا ". كل هذه المعاني المشار إليها لا تتضارب فيما بينها، ويمكن أن تكون جملة " تجري " إشارة إلى جميع تلك المعاني ومعاني أخرى لم يصل العلم إلى كشفها، وسوف يتم كشفها في المستقبل. وعلى كل حال، فإن حركة كوكب الشمس الذي يعادل مليون ومائتي الف مرة حجم الأرض، بحركة دقيقة ومنظمة في هذا الفضاء اللامتناهي، ليس مقدورا لغير الله سبحانه الذي تفوق قدرته كل قدرة وبعلمه اللامتناهي، لذا فإن الآية تضيف في آخرها ذلك تقدير العزيز العليم.…

4