الشَّفاعةُ في اللغة: كلام الشَّفِيعِ لِلْمَلِكِ في حاجة يسأَلُها لغيره، وشَفَعَ إِليه: في معنى طَلَبَ إِليه، والشَّافِعُ: الطالب لغيره يَتَشَفَّعُ به إِلى المطلوب، يقال: تَشَفَّعْتُ بفلان إِلى فلان فَشَفَّعَنِي فيهِ واسم الطالب شَفِيع، والمُشَفِّعُ: الّذي يَقْبَل الشفاعةَ والمُشَفَّعُ: الّذي تُقْبَل شَفَاعَتُه1.
والمراد من الشفاعة هنا هو طلب الشفيع من الله كي يغفر الله ذنوب شخص معيّن ويدخله الجنّة، فهي في الحقيقة باب من أبواب رحمة الله تعالى، جعله من خلال هذا الشفيع المتمثّل بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام وغيرهم ممّن يأذن له الله تعالى بذلك، لأجل تكريمهم وإظهار علوّ شأنهم ومقامهم.
يقول الله تعالى مخاطباً رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: ﴿وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودً﴾2.
وقد فسّرت الروايات المقام المحمود بالشفاعة، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إنّ الناس يصيرون يوم القيامة جُثى، كلّ أمة تتبع نبيّها، يقولون: يا فلان! اشفع، يا فلان! اشفع، حتّى تنتهي الشفاعة إلى محمّد، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود"3.
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا قمت المقام المحمود تشفّعت في أصحاب الكبائر من أمّتي فيشفّعني الله فيهم"4.
والشفاعة كما ذكرنا هي باب من أبواب رحمة الله تعالى فهي لا تكون إلّا بإذنه وإرادته: ﴿مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ﴾5.
ويقول في آية أخرى: ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ﴾6.
1- لسان العرب، ابن منظور، ج8، ص143.
2- سورة الإسراء، الآية: 79.
3- كنز العمال، المتقي الهندي، ج14، ص39.
4- بحار الأنوار، ج8، ص37.
5- سورة البقرة، الآية: 255.
6- سورة يونس، الآية: 3.