السلام عليكم
من الاشاعات المنتشرة ان الامام علي عليه السلام كان قصير القامة وبحثت عن مصدر ولكن لم اجد رواية واضحة وصحيحة و الرواية ذُكرت في كتب السُنة ومن خلال بحثي وجدت ان في ذاك الزمن كانو يعتبرون القصر للفارس من العيوب والاستنقاص من الفارس وشجاعتة وسمعت ايضاً من احد رجال الدين قال ان احد الاصحاب المنافقين نشر هذه الاشاعة عن الامام علي بمحاولة للتقليل من قدره وان الامام علي كان ليس بالرجل الطويل او الرجل القصير بل كان طوله متوسطا وعاديا.
كل ما اريد معرفته هل كان الامام علي قصيرا.
شكراً
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
جاء في الصحيح من سيرة الإمام علي (عليه السلام) ، للسيد جعفر مرتضى العاملي الجزء : 1 صفحة : ١٧٥ -١٨٣: وقالوا في صفة أمير المؤمنين "عليه السلام": عن زهير بن معاوية ـ ونسب إلى الإمام الباقر "عليه السلام" أيضاً ـ في صفة علي "عليه السلام" قوله: "وهو إلى القصر أقرب". أضاف بعضهم قوله: "لم يتجاوز الإعتدال في ذلك".وقالوا: "كان رجلاً دحداحاً".والدحداح: القصير القامة.
ونقول: إنّ هذا الكلام غير دقيق لما يلي:
أولاً: قال أبو رجاء العطاردي، وأبو إسحاق السبيعي وغيرهم:"رأيت علي بن أبي طالب ربعة ـ وقال ابن الأكفاني: رجلاً ربعة". وقال الشعبي: رأيت علي بن أبي طالب يخطب على المنبر، شيخاً، مربوعاً.
ثانياً: عن رزام بن سعيد، عن أبيه قال: "كان رجلاً فوق الربعة".
وقال الشبلنجي الشافعي: "أقرب إلى الطول". والغريب في الأمر: أن بعضهم جمع بين الوصفين المتناقضين، فقال: "كان علي "عليه السلام" رجلاً دحداحاً، ربع القامة" عن جابر وابن الحنفية.
مع أن الدحداح هو: القصير السمين.والربعة: الوسيط القامة، الذي ليس بالطويل ولا بالقصير.
وبعدما تقدم نشير إلى الأمور التالية:
ألف: علي (عليه السلام) كرسول الله (صلى الله عليه وآله):
إن ملاحظة الروايات تعطي:
أن صفة نبينا الأكرم "صلى الله عليه وآله" هي نفس الصفة التي ذكرها هؤلاء لأمير المؤمنين، فإنه كان أيضاً أطول من الربعة، ليس بالطويل ولا بالقصير. أي ربعة من الرجال.
ب: داود (عليه السلام) كان قصيراً:
إن القصر ليس من الصفات المذمومة بجميع مراتبه، فإنهم يقولون: إن داود "على نبينا وآله وعليه الصلاة السلام" كان قصيراً أيضاً.
والقصر أمر نسبي، فقد يكون المرء طويلاً أو ربعةً بالنسبة لفئة من الناس. ويكون قصيراً بالنسبة إلى جيل آخر من الناس.
بل قد يكون الطول الخارج عن المألوف في جماعة بعينها مثاراً للتعجب، وربما يصبح موضع تندر لدى بعض الناس.
ج: القصر المذموم:
لكن الحقيقة هي: أن علياً "عليه السلام" كان معتدل القامة كما تقدم، كأن وجهه القمر ليلة البدر حسناً..
وحتى لو كان إلى القصر أميل ـ كما زعمته بعض الروايات التي كذبتها الروايات التي ذكرت أنه كان إلى الطول أميل ـ فإن ذلك لا يضر إذا لم يصل إلى حد اعتباره قزماً، لافتاً للنظر، ومستغرباً.. ولا سيما إذا صاحبه هذا الجمال الباهر الذي تحدثت عنه الروايات..
والذي يبدو لنا هو: أن ثمة عقدة كانت تدفع مناوئي علي "عليه السلام" إلى نسبة هذه الأمور إلى أعدى أعدائهم، فإن أسيادهم وكبراءهم كانوا يعانون من صفتي القصر والدمامة أيضاً. والصلع، وحماشة الساقين ونتوء الجبهة، وقصر القامة وغير ذلك كما سنوضحه..
فبالنسبة للقصر والدمامة نقول: كان أبو سفيان قصيراً ودميماً. وأمية كان قصيراً. وعمرو بن العاص كان قصيراً أيضاً.
وسيأتي: أن عمرو بن العاص هو الذي أثار الإختلاف في أوصاف علي أمير المؤمنين "عليه السلام".
دمتم في رعاية الله