السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ما هي الادلة على ولادة الامام علي عليه السلام في الكعبة الشريفه؟
عليكم السلام ورحمة الله
لقد ورد في التاريخ وفي الروايات أنّه عليه الصلاة والسلام قد ولد في جوف الكعبة المشرّفة في يوم الجمعة في الثالث عشر من شهر رجب ، وإنّ هذه فضيلة اختصّه اللّه بها لم تكن لأحد قبله ولا لأحد بعده ، وقد صرّح بذلك عدد كبير من العلماء ، ورواة الأثر ، ونظّمها الشعراء والأدباء ، وذلك مستفيض عند شيعة أهل البيت عليهم السلام كما أنّه مستفيض بل متواتر في كتب غير الشيعة.
قال الحاكم في [ المستدرك ] : « تواثرت الأخبار أنّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه في جوف الكعبة ».
وصرّح بأنّه لم يولد فيها أحد سواه عدد من العلماء والمؤرّخين ، راجع : [ مستدرك الحاكم ۳ : ٤۸۳ ، وتلخيص للذهبي هامش نفس الصفحة ، ونور الأبصار : ۷٦ ، والفصول المهمة لابن الصباغ : ۱۲ ، وكفاية الطالب للكنجي الشافعي : ٤۰۷ ـ ٤۰٦ ، ومناقب الإمام أمير المؤمنين لابن المغازلي : ۷ ].
وقد ذكر ولادته عليه السلام في الكعبة أيضاً :[ أسد الغابة ٤ : ۳۱ ، والسيرة الحلبية ۱ : ۱۳۹ ، ونزهة المجالس ۲ : ۲۰٤ ، وتذكرة الخواص : ۱۰ ، ونقله الأميني رحمة الله عليه في الغدير ٦ : ۲۲ـ ۳۸ عن عشرات المصادر من علماء السنّة وعلماء الإماميّة ] فليراجع .
يقول السيّد الحميري المتوفى سنّة ۱۷۳ :
ولدته في حرم الإله وأمنه والبيت حيث فناؤُه والمسجدُ
بيضاء طاهرة الثياب كريمة طابت وطاب وليدها والمولودُ
في ليلة غائب نحوس نجومها وبدا مع القمر المنير الأسعدُ
ما لُفّ في خرق التوابل مثله إلّا ابن آمنة النبيُ محمّدُ
ويقول عبد الباقي العمري :
أنت العلي الذي فوق العُلى رفعا ببطن مكّة وسط البيت إذ وضعا
إلّا أنّ نفوس أعداء علي عليه السلام وشأنيّة قد نفت عليه هذه الفضيلة التي اختصّه اللّه تعالى بها ، فحاولت تجاهل كلّ أقوال العلماء والمؤرّخين ورواة الحديث والأثر ، وضربها عرض الجدار حيث نجدهم وبكلّ جرأة ولا مبالاة يثبتون هذه الفضيلة لرجل آخر أيضاً غير عليّ عليه السلام ، بل ويحاولون التشكيك في ما ثبت لعليّ عليه السّلام أيضاً ، حتّى قال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح النهج : « كثير من الشيعة يزعمون أنّه ولد في الكعبة ، والمحدّثون لا يعترفون بذلك ، ويزعمون أنّ المولود في الكعبة حكيم بن حزام » [ شرح النهج ۱ : ۱٤ ].
وكيف يصحّ هذا الكلام ونحن نجد عدداًَ كبيراً من العلماء ممّن ذكرنا كتبهم وغيرهم يصرّون على أنّه لم يولد في جوف الكعبة سوى عليّ عليه السلام لا قبله ولا بعده ، وأنّ تلك فضيلة اختصّه اللّه بها دون غيره من العالمين ؟
وكيف نقبل كلام ابن أبي الحديد وأمثاله ونحن نجد الحاكم يصرّح بتواتر الأخبار في ولادة أمير المؤمنين عليه السلام في جوف الكعبة ؟ فهل الحاكم جاهل بالحديث ؟ أم ليس من المحدّثين ؟
بل إن انشقاق الجدار كرامة لأمير المؤمنين «عليه السلام» ، وحديث ولادته داخلها ، قد روي عن أناس حارب بعضهم علياً «عليه السلام» ، وسعى إلى قتله ، أو كان يكرهه ، وينصب العداء له ، ولا يرضى بالإقرار بفضيلة له . .
فقد رواه : سفيان بن عيينة عن الزهري ، عن عائشة
(الأمالي للطوسي ص715 و 716 و (ط دار الثقافة قم سنة 1414هـ) ص706 و 707 وبحار الأنوار ج35 ص35 و 36 و 17 و 18 عن مناقب آل أبي طالب ، وحلية الأبرار ج2 ص20 ومدينة المعاجز ج1 ص45 وغاية المرام للسيد هاشم البحراني ج1 ص52 والأنوار العلوية ص36 )
ورواه : أبو داود ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن عباس بن عبد المطلب ( نفس المصادر السابقة ) .
ورواه : ابن شاذان ، عن إبراهيم ، بإسناده عن جعفر بن محمد «عليه السلام» ( نفس المصادر السابقة ).
ورواه : الحسن بن محبوب عن الإمام الصادق «عليه السلام»
( بحار الأنوار ج35 ص17 و 18 والأنوار العلوية ص36 وعن مناقب آل أبي طالب ).
ورواه : علي بن أحمد الدقاق ، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن الحسين بن يزيد النوفلي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس
( الأمالي للصدوق (ط الأعلمي سنة 1410هـ) ص99 ومعاني الأخبار ص62 .).
ورواه : علي بن أحمد الدقاق ، عن محمد بن جعفر الأسدي ، عن موسى بن عمران ، عن النوفلي ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن ثابت بن دينار ، عن ابن جبير ، عن يزيد بن قعنب
( الأمالي للشيخ الصدوق (ط مؤسسة البعثة) ص194 وكتاب التوحيد للصدوق ص62 وعلل الشرايع (ط المكتبة الحيدرية) ج1 ص135 والثاقب في المناقب لابن حمزة الطوسي ص197 ومعاني الأخبار للصدوق (ط مركز النشر الإسلامي) ص62 وروضة الواعظين ص76 و 77 وبشارة المصطفى ص26 وكشف الغمة للإربلي ج1 ص61 وقاموس الرجال للتستري ج12 ص312 والمحتضر لحسن بن سليمان الحلي ص264 وبحار الأنوار ج35 ص8 و 9 عنهم ، وعن كشف اليقين ص31 و 32 وعن كشف الحق ، والأنوار البهية للشيخ عباس القمي ص67 وعن بشائر المصطفى ص9 وكتاب الأربعين للشيرازي ص60 وراجع : الخرايج والجرايح ج1 ص171 والخصائص الفاطمية للكجوري ج2 ص98 والأنوار العلوية ص30 وموسوعة الإمام علي بن أبي طالب «عليه السلام» في الكتاب والسنة والتاريخ ج1 ص73 ).
فظهر مما تقدم : أن أكثر الذين رووا هذه القضية هم من غير الشيعة ، بل فيهم من عرف بعدائه لعلي «عليه السلام» ، وبغضه له ، بل فيهم من حاربه . ومن تتوفر لديه الدواعي لإخفائها ، وذلك يكفي قرينة قاطعة على ثبوتها .
وظهر أيضاً : أن الرواية به مستفيضة . .
وظهر : أن هذه الرواية قد جاءت عن :
1 ـ عائشة بنت أبي بكر .
2 ـ العباس بن عبد المطلب .
3 ـ عبد الله بن عباس .
4 ـ يزيد بن قعنب .
5 ـ الإمام جعفر الصادق «عليه السلام» .…