logo-img
السیاسات و الشروط
حكيمة مكي عبود الوائلي ( 64 سنة ) - العراق
منذ سنة

أخت كثيرة المشاكل

لديَّ أخت أصغر مني، تسكن بالفرع الذي قبل فرعنا، أنا دائماً أتصل عليها وأحمل لها الثواب، وهي تضجر مني ومن أولادي رغم أنهم يقفون معها في البناء وكثير من الأمور رغم أنهم موظفون ولديهم عوائل وإلتزامات. وعندما تأتي إلى بيتي تتكلم بكلام بذيء عليَّ وعلى أولادي، ولا أعرف السبب. فهل تجوز مقاطعتها؟ علماً أني مريضة بالقلب وتسبب لي رجفة وهبوط.


السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب اذية المؤمن بغير وجه حق حرام وهي من المعاصي الكبيرة، يقول تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتاناً وَ إِثْماً مُبِيناً﴾ (الاحزاب: ٥٨). وروي عن رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه وآله): 'من آذى مؤمناً فقد آذاني". وعنه (صلى اللّٰه عليه وآله): "من نظر إلى مؤمن نظرة يخيفه بها أخافه اللّٰه تعالى يوم لا ظل إلا ظله'. وعنه (صلى اللّٰه عليه وآله): "من أحزن مؤمناً ثم أعطاه الدنيا لم يكن ذلك كفارته ولم يؤجر عليه". ويقول سماحة السيد السيستاني (دام ظله) في كتاب منهاج الصالحين الجزء الاول: (ومن أعظم المعاصي الأُخرى: سبّ المؤمن ولعنه وإهانته وإذلاله وهجاؤه وإخافته وإذاعة سرّه وتتبّع عثراته والاستخفاف به ولا سيّما إذا كان فقيراً، والبهتان على المؤمن وهو ذكره بما يعيبه وليس هو فيه). وعليك معرفة الأسباب التي جعلتها تسيء لك بهذه الطريقة فهل هي من الصغر إعتادت هذا الأسلوب مثلاً؟ أم بعد مجاورتك بالسكن؟ وبما أنك الأخت الأكبر تحدثي معها وبيني لها أنك تتأذين من فعلها وأنك الأكبر ولابد أن تحترم الأخت الأصغر أختها الأكبر منها، ويمكنك تكليف من يؤثر عليها من أهلك أو الأقارب، وعليك أيضاً أن تكسبيها من خلال تغيير طريقة تواصلك معها، فهي وإن كانت تؤذيك لكنها تبقى أختك ورحمك والرحم يجب وصله لا قطعه. روي عن الإمام علي (عليه السلام): "إنَّ أهل البيت ليجتمعون ويتواسون وهم فجرة فيرزقهم الله، وإن أهل البيت ليتفرقون ويقطع بعضهم بعضاً فيحرمهم الله وهم أتقياء". و تحرم قطيعة الرحم حتى لو كان ذلك الرحم قاطعاً للصلة، فقد روي عن نبينا الكريم (صلى اللّٰه عليه وآله): "أفضل الفضائل: أن تصل مَن قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمّن ظلمك". ولعلّ أدنى عمل يقوم به المسلم لصلة أرحامه مع الامكان والسهولة، هو أن يزورهم فيلتقي بهم، أو أن يتفقد أحوالهم بالسؤال ولو من بعد. ويمكن أن يتدخل من له التأثير عليها لبيان موقفها معكم. وفي حال عدم نفع ذلك إطلاقاً وبلوغ الأذية منها إلى درجة عدم التحمل مطلقاً، يجوز لكم الاقتصار ولو بالسؤال عنها. ودمتم موفقين

1