السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كما هوا معروف ان المراة لا يحل لها الزواج بأكثر من رجل واحد بعكس الرجل الذي يحق له الزواج من اربع بحجة كثرة السفر وامور اخرا .
..................
ومن الاسباب التي منعت تعدد الزوجات للمرأة هوا الخوف من اختلاط الانساب والأمراض الجنسية...الخ
...
بشكل عام الدافع هوا جنسي. حنساً انا لم اقل شيء جديد كل ما قلته بديهي جدا لاكن هناك اسباب ارا فيها ضلم للمراة ولا يوجد بها اي عذر اطلاقا مثل : ((عدم امكان المرأة العاقر او المراة المتزوجة من رجل عاقر الزواج باكثر من رجل فما الخطاء في ذالك يمكنها تزوج اكثر من شخص مثلها مثل اي شخص ويضا مع استخدمام ادوات الوقاية الجنسية فهنا يسقط عذر اختلاط الانساب ول أمراض الجنسية بل كامل))
فما رائيكم بذالك هل يوجد عذر او حكمة من ذالك في هاذه الحالة او هناك فتوة تجيز تعدد الزوجات للمراة في هذاه الحالة
.
وشكرا لكم جزيل الشكر على جهودكم المبذولة
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
اسمح لي قبل الجواب ان ابين لكم شيئا مهما في احكام الله تعالى:
ان الله عز وجل هو العالم بكل دقائق خلقه وما من شيء في السموات والأرض الا في كتاب مبين
والله عز وجل اذا شرع حكما من الاحكام فهو انما يشرعه لمصلحة الانسان فمثلا لحم الخنزير حرام ولحم البقر حلال والسمك ما كان فيه قشور حلال وما لم يكن فيه قشور حرام والطائر الجوارح كالنسر حرام واما الدجاج حلال وهكذا كثير من الاحكام الشرعية التي لا نعرف العلة في حلالها وحرامها
ومن هذا القبيل أيضا الاحكام الخاصة بتنظيم حياة الانسان الخاصة كالبيع والشراء فهو حلال والربا حرام والزواج حلال والزنا حرام وكلاهما فيه اتصال جنسي ولكن الاول فيه شروط خاصة فهو حلال والثاني فاقد للشروط فهو حرام.
ولا يمكن الاعتراض على الله تعالى في أي حكم يشرعه ويثبته للعباد فالانسان ماهو قدره حتى يحيط بحكم الله تعالى ويحيط بالعلل التي لاجلها احل الله او حرم فهذا شيء محال ومن هنا كان التسليم لكل ما يريده الله تعالى لأننا على يقين ان الله تعالى لا يمكن ان يشرع مافي مفسدة للإنسان بل كل شرع الله تعالى هو مصلحة للإنسان
اذا اتضح هذا نقول
ان تشريع تعدد الزوجات للرجال وعدمه للنساء انما هو شرع الله تعالى ونحن لا نعرف ما هي العلة التي لاجلها احل للرجال وحرم للنساء وكل ما ذكره جنابكم الكريم انما هي حكمٌ وليس العلة التي لاجلها حرم الله تعالى فما دام ورد التحريم من الله بشكل مطلق فلا يمكن ان ناتي ونقول ان المانع ان كان قضية اختلاط الانساب فنحن نعالجها لكم خاصة المراة التي ترفع الرحم نهائيا او هي عقيم قطعا فلا تخافوا على اختلاط الانساب فهذا امر لا يمكن ان يحصل لها
هذا الكلام لا يمكن ان نقبله لانه ببساطة المولى لم يصرح لماذا حرم على النساء التعدد نعم لو كان صرح ان علة التحريم هذه واني أخاف عليكم لاجل هذه القضية امكن هذا القول لكن الحرمة عامة سواء اختلطت الانساب او لم تختلط واي شيء يذكر في سبب التحريم لا يمكن ان يكون هو العلة الحقيقية في التحريم مالم يصرح نفس المشرع بالعلة وان الحكم يدور مدار هذه العلة
ثم انه من الغريب ان يأتي شخص ويقول لماذا لا تعدد في زواج المراة وبعيدا عن شرع الله هل يوجد رجل غيور يقبل ان زوجته يطؤها الرجال وتكون عنده يوما وعند غيره يوما وعند ثالث يوما ، فأي كلام هذا، حتى الحيوانات لا تقبل ان يفعل هذا بها فكيف بالإنسان صاحب العقل والفكر.
ثم ان عدم تعدد الأزواج هو تكريم للمراة كي لا تكون سلعة تدور بين أحضان الرجال ولكي لا تكون مجرد أداة جنسية يشبع الرجال غريزتهم بها متى شاؤوا، ويرمونها متى ما شبعوا منها ، وكل رجل يتبرا منها بعد ان تفقد كل مقومات الجنس
فهل يعقل ان تكون المراة التي كرمها الله تعالى بهذه الصورة وهذا بخلاف لو كانت في بيت زوج واحد فهي ملكة بيتها وتدير كل مفاصله ولها رسالة تؤديها مع زوجها مع أولادها والقضية الجنسية قضية فرعية في حياتها لا انها هي الشيء الرئيسي في الحياة فالجنس وسيلة لا غاية فلسنا حيوانات حتى نفكر بالجنس كغاية بحيث نربط كل كياننا ووجودنا بالجنس ما لكم كيف تحكمون ، ولعل الكلام قد طال في هذه القضية وللكلام شجون في هذه المسالة او في غيرها
وخلاصة الكلام ان الاحكام الشرعية هي شرع الله وهو اعلم بكل تفاصيل العباد وما يشرعه بقول مطلق هو اعلم بالحكمة فيه وليس لنا نحن ان ناتي ونتعدى على ساحة ملكه تعالى بل ليس لنا الا ان نشكره تعالى على ما تفضل به علينا اذ شرع لنا ما فيه مصلحتنا وخيرنا في الدنيا والاخرة.
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته