( 23 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

الخشوع

ماهو الخشوع في القرآن والخشوع في الصلاة؟


الخشوع من وجهة نظر القرآن الكريم على نوعين: الخشوع النابع عن الإيمان و المعرفة و هو الذي ذكره الله عَزَّ و جَلَّ و أثنى عليه في قوله: ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ ﴾ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ. الخشوع النابع عن الخوف و الذل و الذي ذكره الله جَلَّ جَلاله في قوله: ﴿ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا ﴾ يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَـٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا. و نجد أيضاً في الأدعية المأثورة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام هذا التقسيم: "... اَللّهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ خُشُوعَ الايمانِ قَبْلَ خُشُوعِ الذُّلِّ فِي النّارِ..." لمقصود بالخشوع الذي حثَّ عليه القرآن الكريم و دعت اليه الأحاديث الشريفة هو الانقطاع إلى الله عَزَّ و جَلَّ و التوجه القلبي اليه حال الصلاة، مضافاً إلى الخضوع التام المستولي على البصر خاصةً و على كافة أعضاء الأعضاء و الجوارح بصورة عامة. و بكلمة أخرى فإن الخشوع في الصلاة حالة ناتجة عن المعرفة و الإيمان بالله عَزَّ و جَلَّ و نتيجة الخشوع هو الإقبال التام على الصلاة بالقلب و الجوارح، و عدم الالتفات يميناً أو شمالاً بالنظر إلى الأطراف أو التفكر في غير الصلاة. رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) أنَّهُ قَالَ: "بُنِيَتِ الصَّلَاةُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَسْهُمٍ: سَهْمٌ مِنْهَا إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ. وَ سَهْمٌ مِنْهَا الرُّكُوعُ. وَ سَهْمٌ مِنْهَا السُّجُودُ. وَ سَهْمٌ مِنْهَا الْخُشُوعُ". فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْخُشُوعُ؟ فَقَالَ: "التَّوَاضُعُ فِي الصَّلَاةِ، وَأَنْ يُقْبِلَ الْعَبْدُ بِقَلْبِهِ كُلِّهِ عَلَى رَبِّهِ، فَإِذَا هُوَ أَتَمَّ رُكُوعَهَا وَ سُجُودَهَا وَ أَتَمَّ سِهَامَهَا صَعِدَتْ إِلَى السَّمَاءِ لَهَا نُورٌ يَتَلَأْلَأُ، وَ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ لَهَا، وَ تَقُولُ حَافَظْتَ عَلَيَّ حَفِظَكَ اللَّهُ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ صَلَّى اللَّهُ عَلَى صَاحِبِ هَذِهِ الصَّلَاةِ ... " و كان مما أوصى به الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) لكميل أنه قال : " يَا كُمَيْلُ : لَيْسَ الشَّأْنُ أَنْ تُصَلِّيَ وَ تَصُومَ وَ تَتَصَدَّقَ ، الشَّأْنُ أَنْ تَكُونَ الصَّلَاةُ بِقَلْبٍ نَقِيٍّ ، وَ عَمَلٍ عِنْدَ اللَّهِ مَرْضِيٍّ ، وَ خُشُوعٍ سَوِيٍّ. وَ انْظُرْ فِيمَا تُصَلِّي ، وَ عَلَى مَا تُصَلِّي ، إِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ وَجْهِهِ وَ حِلِّهِ فَلَا قَبُولَ. يَا كُمَيْلُ : اللِّسَانُ يَنْزَحُ الْقَلْبَ ، وَ الْقَلْبُ يَقُومُ بِالْغِذَاءِ ، فَانْظُرْ فِيمَا تُغَذِّي قَلْبَكَ وَ جِسْمَكَ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَلَالًا لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ تَسْبِيحَكَ وَ لَا شُكْرَك‏ "

17