logo-img
السیاسات و الشروط
حيدر عبد - ايسلندا
منذ 5 سنوات

وجود الإنسان القديم قبل آدم

كثيراً ما نسمع ونقرأ في كتب التأريخ عن وجود إنسان قديم والمسمى النيارتندال وغيره من الاسماء موجود، ويقولون إنه قبل آدم عليه السلام. ١- فهل هذا الإنسان موجود ومخلوق قبل آدم أم بعد آدم؟ ٢- لماذا لم يذكر في القرآن الكريم؟ ٣- هل يوجد حديث مروي عن أهل البيت عليهم السلام (ألف ألف آدم موجود قبل آدم)؟


١- عرّف العلماء عن نياندرتال أو الإنسان البدائي هو أحد أنواع جنس هومو الذي استوطن أوروبا وأجزاء من غرب آسيا وآسيا الوسطى. وأنّ آثاره البيئية وجدت في أوروبا تعود لحوالي 350,000 سنة مضت، وانقرض في أوروبا قبل حوالي 24,000 سنة إمّا بسبب العوامل البيئية أو الخلقيّة على اختلاف آرائهم فيه، حتى أنّ بعض بعض الدراسات رجحت أن عيونه الكبيرة كانت أحد الأسباب لانقراضه. وموطنه مساحة واسعة من أوروبا وآسيا الغربية (المساحة الممتدة من إسبانيا وحتى أوزبكستان في فترة تزامنت مع العصر الجليدي الذي جاب معظم أرجاء أوروبا وآسيا قبل مائتين وثلاثين ألف سنة. وكشفت أحدث الدراسات عن وجود هذا الإنسان في فلسطين وليبيا بالقرب من بلدة بلغراي. والمكتشف عندهم يؤكد الفارق في الحجم بينه وبين ابن آدم الحالي حيث إنّ معدل حجم مخ النیاندرتال البالغ أكبر من معدل حجم المخ للإنسان الحالي بنسبة 10% تقریباً، مع قصر الأجسام وامتلائها. وعلى كلّ حال فهم أقدم من آدمنا بكثير - أي سواء قلنا بأنّهم ملحقون بالبشر العادي أو الحيوان - فقد ذكروا ما يدلّ على عقلهم أنّه أهم أسباب بقائهم في العصر الجليدي. وكذلك من خلال الأدوات المكتشفة معهم عرفوا بأنهم صيادون ماهرون ويتغذون على الطرائد. ويسجل العلماء بأنهم كانوا يصطادون في جماعات وفرق، وثبّتوا له المقدرة على الكلام، ولكن بملاحظة الافتقار لتركيب الكلمات المعقدة أو تكوين مفاهيم أكثر تعقيداً. ومع وجوة ثلاثة ملايين اختلاف جيني يفرق بيننا، فقد اعتبروه عاقلاً؛ لأنّ مسافته لنا أقرب بكثير من أدنى حيوان لنا وهو الشمبانزي، فبيننا وبينه 35 مليون اختلاف جيني. ٢- جميع الطوائف التي تدّعي الإسلام لا جواب عندهم على سؤالك هذا، فهو يشكّل عقبة لديهم، أمّا أهل البيت عليهم السلام فقد ذكروا أن القرآن تكلّم عنهم ووصفهم أو الأسبق منهم - إن كانوا من العقلاء - بالخلق الأوّل، ففي كتاب بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٨ - الصفحة ٣٧٤ * (باب 28) * * (ما يكون بعد دخول أهل الجنة الجنة وأهل النار النار) * نقل عن كتاب الخصال: عن محمد قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لقد خلق الله عز وجل في الأرض منذ خلقها سبعة عالمين ليس هم من ولد آدم، خلقهم من أديم الأرض فأسكنهم فيها واحداً بعد واحد مع عالمه، ثم خلق الله عز وجل أبا هذا البشر وخلق ذريته منه، ولا والله ما خلت الجنة من أرواح المؤمنين منذ خلقها، ولا خلت النار من أرواح الكفار والعصاة منذ خلقها عز وجل، لعلكم ترون أنه إذا كان يوم القيامة وصير الله أبدان أهل الجنة مع أرواحهم في الجنة، وصير أبدان أهل النار مع أرواحهم في النار إن الله تبارك وتعالى (لا يعبد خ ل) في بلاده ولا يخلق خلقا يعبدونه ويوحدونه ويعظمونه ويخلق لهم أرضا تحملهم وسماء تظلهم، أليس الله عز وجل يقول: " يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات " وقال الله عز وجل " أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد " " ج ص 112 " تفسير العياشي: عن محمد مثله. ٣- الظاهر من الحديث المتقدّم أنّ الله تبارك وتعالى خلق في أرضنا هذه قبل خلق آدم وولده سبعة أمم من النوع الإنساني أوجد كل أمة بعد انقراض أمة أخرى وفنائها فيكون ساكنو الأرض من ابتدائها إلى الآن ثمانية طبقات وأمم، وبهذا الحديث وأمثاله من مشكاة آل محمد صلوات الله عليهم تنحل عويصة بداية العالم وما يورد على الدينيين(من يهود وصابئة ونصارى واسلاميين) من أنّ علم الجيولوجيا، أي علم الطبقات الأرضية يخالف معتقدكم من بدء العالم وتاريخ أوّل إنسان وجد على الأرض وهو آدم، فأنتم يا أصحاب الديانات تحسبون أنّ الخلق بدأ قبل نحو ستة آلاف سنة، وعلى أكثر تقدير اثني عشر ألف سنة، بينما نحن وجدنا جماجم الإنسان وعظامه ما يُنبىء عن وجوده قبل مئات الآلاف من السنين.

6