ام عباس - الكويت
منذ 4 سنوات

 لا منافاة بين علمه تعالى وبين خلقه

يوجد الكثير من روايات الأئمة الأطهار (ع) والتي تعرف بنحوسات الأيام وسعوداتها، كما يوجد روايات أخرى تنهى عن الطيرة وتحث على التوكل على الله تعالى. فهل هذا تناقض في الروايات؟ وإذا أتينا بفعل بوقت منهي عنه واصبنا بالضرر، هل يعتبر ذلك من القدر؟


الأخت ام عباس المحترمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا شك أن العلم الحديث قد أثبت وجود ارتباط بين بعض التغيرات الفلكية وبين الحوادث التي تحصل في الارض، فكل ظاهرة فلكية لها تأثير ما على الطبيعة والكائنات الحية، فتارة تكون تلك التأثيرات ملحوظة واضحة للعيان كظاهرتي المد والجزر اللتان تحدثان بتأثير جاذبية الشمس والقمر، وتارة تكون غير ملحوظة ويقتصر تأثيرها على حصول تغيرات في الأمزجة والافكار وأنماط الطاقات الحيوية والنفسية المحيطة بنا... فاقتران بعض الكواكب ببعض في أوقات خاصة أو حصول تبدل في صورة الفلك بتغير مواقع الكواكب والتوابع والنجوم والابراج له دخالة في حصول هذه التأثيرات غير المنظورة، فيحصل بسبب صورة فلكية معينة أو دخول وقت معين تأثير خاص على الامزجة والطباع والافكار وغيرها، وتتنوع الصور الفلكية بسبب جريان الفلك، وتختلف الاوقات بسبب حركة الارض حول نفسها وحول الشمس، فربما جاءت ساعة او وقت يكون تأثير الاوضاع الفلكية موجبا لحصول مزاج حسن فيأتي الخبر بفعل كذا وكذا في ذلك الوقت، أو يجيء وقت يكون تأثير الاوضاع الفلكية موجبا لحصول مزاج سيء فيأتي الخبر بتجنب كذا وكذا في ذلك الوقت. وأما الطيرة والفأل فشيء مختلف، لأن المتطير يعتقد خطأ تسبيب حدث ما لحدث آخر سيء ينتظره، والمتفاءل يرى تأثير حدث ما لحدث حسن يتوقعه، فعلى سبيل المثال: جرت عادة بعض الناس بعدم الاقدام على السفر او الخروج من المنزل في حال تزامن العزم على السفر والخروج مع حصول فعل معين فيمتنع نتيجة لذلك من فعل أمر هو في نفسه راجح لأجل موضوع لا صلة له به، وهذا أمر منهي عنه في الشرع لأن المتطير يعزو الضرر إلى ذلك الأمر أو يجعله علامة على حصوله، وفي ذلك من مخالفة التوكل ما لا يخفى، علاوة على أنه جهل محض لعدم مؤثرية ذلك الحادث واقعا في حصول ما يتوقعه المتطير مع ما يصاحب التطير من حالة الانقباض والتوجس. وأما التفاؤل فليس هكذا، لأن المتفائل يرى أن ما عزم عليه مع طروء أمر معين يكون موجبا لتقوية العزم وشدة الاقدام، كمن يريد الذهاب في قضاء حاجة فيسمع ذكر طيب كقرآن او صلاة على محمد وآله، فيتفاءل بقضائها، فتحصل في نفسه قوة عزيمة فيقدم. وهذا أمر مرغوب فيه، ومنه ورد الخبر: تفاءلوا بالخير تجدوه. ودمتم في رعاية الله

1