هل معنى ذلك أن نظرية الانفجار العظيم صحيحة , أن الكون نشأ بسبب الانفجار العظيم والله عز وجل هو الذي خلق الانفجار العظيم وخلق الكون بسبب هذا الانفجار العظيم ؟ أن الله يستطيع أن يخلق الشيء بسبب وبدون سبب .
فبالتالي نحن الشيعة الأمامية لا نرفض نظرية الانفجار العظيم إذا نسبناها إلى الله عز وجل لأن كل شيء قائم بالله ؟
نرجو التوضيح
الأخ مصطفى المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نظرية الانفجار العظيم بصيغتها المذكورة ليست بصحيحة ألبتة، وقد أوضحنا في تعليقنا على سؤال الأخ صالح من السعودية أن الخلق هو عبارة عن تكوين وتركيب وابداع وليس انفجارا أو تفتتا أو تشظية أو ما في معناها، ونسبة الانفجار إلى الله تبارك وتعالى يعالج أحد الإشكالين (وهو إشكال عزو الانفجار الى سبب غامض) ولكنه لا يعالج إشكال التكوين والخلق لأنه لا ينسجم معه، إذ ليس للانفجار من معنى سوى تفتت الكتلة التي ينسبون نشوء الكون عنها إلى أجزاء لا حصر لها تنبث في فضاء لا حدود له، وهذا غير مقبول لتصادمه مع ما ورد في القرآن الكريم وفي الكتب السماوية الأخرى حول كيفية خلق السماوات والارض، ولتعارض معنى الخلق الذي لازمه التكوين والإضافة الإبداعية لخالق عظيم وحكيم يشهد له النظام العجيب الذي يسود في هذا الكون، تعارضه مع معنى الانفجار وما يلزمه من العشوائية وعدم التنظيم وفقدان الغائية، فما ذكرتموه في سؤالكم من أن الله تعالى هو الذي خلق الانفجار خاطيء جدا، لان الانفجار ليس خلقا كما أوضحنا إذ الانفجار يحصل نتيجة انفلاق وتشظي مادة معينة بفعل قوة تدميرية تقوم بفصل أواصر اجزاء وجزئيات تلك المادة، كما هو الملاحظ في انفجار القنابل، وهذه مفارقة يصعب حلها طبقا لما تنص عليه تلك النظرية، إلا إذا تم تعديلها بحيث لا تتعارض مع مفهوم الخلق حيث يتم الاستعاضة عن فكرة الانفجار بفكرة أخرى كالصدور وحينئذ تنهدم النظرية من أساسها. علاوة على أن نظرية الانفجار العظيم بصيغته العلمية المشهورة تتقاطع في أكثر من نقطة مع البراهين الفلسفية التي تنسب نشوء الكون إلى صانع خبير وخلاق حكيم لا حدود لقدرته.
ودمتم في رعاية الله