صالح - السعودية
منذ 5 سنوات

 مسألة كون الأرض على قرن ثور

هل يمكن القول أن الامام إنما نفى كون الارض والسماء ملتصقتين بهيئتهما الحالية التي نراها اليوم وأن الرواية لا تنفي النظرية المذكورة كأن تكون احتمال لكيفية خلق الله تعالى لهذا الكون؟ كما أن الرواية ذكرت أن السائل شامي وهي في ذلك الزمان يصعب على الناس والعوام القول بشيء كنظرية الانفجار العظيم، والتي ربما يأخذها الشامي مطعنا أو مكسبا..ففي بعض الروايات ذكر أنه جاء بهذا السؤال ممتحنا للامام عليه السلام؟ وحتى الامر بالاستغفار ألا يمكن حمله على أن قول الشامي أنهما بهيئتهما التي نراها الآن كانتا ملتزقتين ملتصقتين لا كما تصفه النظرية؟ فأعطاه الامام تفسيرا تفهمه وتقبله عقول العوام وقتها وهو في نفس الوقت لا يتنافى مع النظرية (مع تذكيرنا برفضنا للصدفة و قولنا بالخالق وانما نأخذها فقط كنظرية تصف كيفية ما حدث ومراحله الامر الذي لا يصطدم بالدين) إضافة لما ورد من أن للقرآن تأويلا..وبعض الروايات من مثل : 1ـ عن مسائل الرجال لعلي بن محمد (عليه السلام), أن محمد بن علي بن عيسى كتب إليه, يسأله عن العلم المنقول إلينا عن آبائك وأجدادك (عليهم السلام), قد أختلف علينا فيه, فكيف العمل به على اختلافه ؟ أو الرد إليك فيما أختلف فيه ؟ فكتب (عليه السلام) : ما علمتم أنه قولنا فالزموه, وما لم تعلموا فردوه إلينا . 2ـ عن جابر, عن أبي جعفر (عليه السلام) - في حديث - قال : انظروا أمرنا وما جاءكم عنّا, فإن وجدتموه للقرآن موافقاً فخذوا به, وإن لم تجدوه موافقاً فردّوه, وإن اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده, وردّوه إلينا حتى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا . فما ترون مشكورين؟


الأخ صالح المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان نظرية الاتفجار العظيم بصيغتها المشهورة لا يمكن أن تكون مدلولا لما فسر به الامام صلوات الله عليه خلق السماوات والارض في الرواية المذكورة بالفتق عن رتق سابق، فالنظرية لا يمكن قبولها لسببين رئيسين: السبب الاول: وهو الذي اوضحناه في الجواب المذكور على صفحتنا وهو عزو الانفجار الى مبدأ غامض أو الى الصدفة. والسبب الثاني الذي لم نذكره: وهو أن الانفجار بمعناه المعروف ليس خلقا، بل هو ضد عملية الخلق، وهذه ملاحظة جديرة بالتأمل! وكأن من يروم تفسير الفتق بعد الرتق بالانفجار العظيم الذي نشا عنه الكون (حسب تلك النظرية) يلزمه أن يستبعد استعمال لفظ الخلق في معناه الذي وضع له، لأن عملية الخلق تستلزم التكوين والتركيب بحسب تبادر أهل اللغة وليس العملية المضادة لهما وهي التفكيك والتحليل والتفتيت والانفجار وما في معناها. والحاصل ان تفسير الامام للفتق بنزول المطر من السماء وخروج النبت من الارض لا يمكن تأويله الى ما يتفق مع ما تنص عليه نظرية الانفجار العظيم. ودمتم في رعاية الله

1