logo-img
السیاسات و الشروط
مصطفى عبد الله - السعودية
منذ 5 سنوات

 العلم الالهي لا يولد وظيفة قط

سؤال لماذا الله تعالى أجبر الانسان على خوض الاختبار في الدنيا ؟ ماذا عن الانسان الذي لا يريد خوض الاختبار في الدنيا ؟ يعني لا يريد جنة ولا نار ؟ لماذا الله خلقني ؟ لماذا الله تفضل علي بخلقه لي ؟ أنا لا أريد أن أخلق ؟ أريد أن أظل في العدم ؟ لماذا أخرجنا من العدم ؟ في قوله تعالى (( هَل أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهرِ لَم يَكُن شَيئًا مَذكُورًا )) يا ليتها تمت ؟ علماً أني سألتكم : هل الانسان في عالم الذر هو الذي وافق على أن يخلق ؟ فكان جوابكم : أن هذا محال أن الله يأخذ رأي الانسان قبل خلقه ؟


الأخ مصطفى المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا ندري ما هو وجه سخطك على أن خلقك الله وأوجدك، مع أن الوجود هو أجل نعم الله تبارك وتعالى على الإطلاق، فالعاقل لا يرفض نعمة وهبها الله تعالى إليه مهما صغرت وعليه شكرها فكيف بنعمة الوجود؟ وأما أنك تريد أن تبقى في العدم ولا تريد أن تخلق فهو أمر ينكره العقلاء، فالمعدوم أخس من اضعف الموجودات بل لا يمكن أن يقارن معدوم ابداً بشيء موجود مهما كان خسيساً، لأن الوجود والعدم لا يجتمعان ابداً، وهما متنافران سرمداً، والموجود أشرف من المعدوم بإجماع العقلاء جميعاً ... المزید فثمة أمر نفساني إذن وراء هذا الرفض ووراء هذا التنكر لنعمة الله عليك أن خلقك فسواك رجلا، فإذا كان سبب ذلك ما أصابك في الدنيا من فقر او مرض أو بؤس أو شقاء بحيث صرت كارها لنفسك وللخلق، فإنك لا تدري لعل الله تعالى أعد لك في الآخرة حظاً موفوراً من السعادة ما يعوضك فيه عن بلاء ايام قلائل لا ذكر لها في الحياة الأبدية الخالدة... والخلاصة أن سؤالك هذا لا تحصل فيه على جواب أكثر مما سمعت، وإلا فأنت في واد وأهل العقل في واد آخر، فاستغفر ربك وتب إليه وتفكر في عظيم نعمته عليك وإحسانه إليك. وأما قوله تعالى : (( هَل أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهرِ لَم يَكُن شَيئًا مَذكُورًا )) (الأنسان:1) فهو لم يكن مذكورا أي مكون في الارض ولكنه كان مقدراً أن يكون، وبعبارة ثانية: كان مقدر الوجود ذلك الحين عند كونه نطفة أو علقة غير مذكور بين أهل الأرض وأهل السماء من الملائكة وغيرهم بالإنسانية، إذ ما لم تكتمل صورته ولم تتم أعضاؤه وجوارحه ولم يتعلق به الروح الإنساني لا يسمى إنساناً. ودمتم في رعاية الله

1