أم عباس - الكويت
منذ 4 سنوات

 مسألة كون الأرض على قرن ثور

هل يدل ما جاء في الجواب من زواج ابن آدم من الجنية على جواز وإمكانية التزاوج بين الإنس والجن؟ وفي الإجابة الأولى ذكرتم زواج ابني آدم من حوريتين، فهل معنى ذلك أن جميع البشر خليط من الحور والإنس؟ وإن كان كذلك فلم اختص لقب "الحوراء الإنسية" بالسيدة فاطمة عليها السلام؟


الأخت ام عباس المحترمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من الوضوح بمكان (بناءً على صحة الروايات المذكورة في قصة زواج ابني آدم (عليه السلام) من الحورية والجنية) امكان التزاوج بين الانس والحور وبين الانس والجن، لأن ابني آدم هما فردين من البشر، ويكفي لاثبات الامكان أو الجواز (بل الوقوع) تحقق ذلك الزواج بين فرد واحد من البشر وفرد واحد من الحور أو الجن على الأقل. ولكن لا دليل على حصول ذلك لغير ابني آدم عليه السلام، وما ذكر من حكايات وقصص العامة بخصوص زواج الانس من الجن لا يمكن إثباته بدليل قاطع، وأكثر ما يفيده هو الظن بحصول ذلك التزاوج. وأما مسألة كون البشر خليط من الانس والحور، ففيه تسامح في التعبير، فعلى فرض ثبوت أن إحدى الجدات العليا للإنسان كانت من الحور لا يدل على أن النوع الانساني قد اصبح كله خليطاً. وأما تسمية فاطمة الزهراء صلوات الله عليها حوراء إنسية، فلأجل ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله: ((لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرئيل (عليه السلام) فأدخلني الجنة، فناولني من رطبها فأكلته، فتحول ذلك نطفة في صلبي، فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، ففاطمة حوراء إنسية، فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة))، وهذا لا يدل على كونها صلوات الله عليها خليط من الانس والحور، فإن أباها صلوات الله عليه وأمها عليها السلام كلاهما من البشر. ودمتم في رعاية الله

1