م/سلام - سوريا
منذ 4 سنوات

 لا منافاة بين علمه تعالى وبين خلقه

هل هناك مصادر من عند الائمة تتحدث عن صفة تناسل البشرية بعد آدم وحواء؟ وجزاكم الله خيرا.


الاخ المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . لا يخفى ان التاريخ البشري يرجع بدايته إلى آدم صفوة الله فهو أبو البشر ومنه بدء النسل والنوع الانساني، وقد وقع نزاع في كيفية بدء النسل بعد آدم (عليه السلام) واختلف العلماء والمفسّرون في ذلك. فقيل : يحتمل أن يكون قبل آدم (عليه السلام) بشر مخلوق كما في بعض الروايات وان كانت ضعيفة, فربما بقي من ذلك النسل ما تزوّجه هابيل وقابيل ومن ثم بدء النسل الجديد لآخر المرحلة البشرية المتكاملة . وقيل : بجواز نكاح الاخ من الاخت في النسل الأول فقط أي بين هابيل وقابيل واختيهما، اذ حواء كانت تلد توأماً من ذكر وانثى, ويكون هذا من التشريع الخاص لبدء النسل البشري, وهذا ما يتمسك به المجوس من جواز نكاح المحرمات، الا انه ورد في الروايات ان التحليل كان في النسل الأول ومن بعده كان التحريم والمجوس قالوا بما بعد الأول . والصحيح ماورد عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وانكار مقولة المجوس واتباعهم غاية الانكار, فقد ورد في خبر زرارة قال : سئل أبو عبد الله (عليه السلام) كيف بدأ النسل من ذرية آدم (عليه السلام) فان عندنا اناساً يقولون : ان الله تبارك وتعالى أوحى إلى آدم (عليه السلام): ان يزوّج بناته بنيه، وان هذه الخلق كلّه أصله من الاخوة والاخوات, قال أبو عبد الله الامام الصادق (عليه السلام) : تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً يقول من قال هذا : ان الله عز وجل خلق صفوة خلقه وأحبائه وانبيائه ورسله والمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات من حرام, ولم يكن له من القدرة ما يخلقهم من الحلال, وقد أخذ ميثاقهم على الحلال الطهر الطاهر الطيب ؟ فوالله لقد تبيّنت ( نبئت ) أن بعض البهائم تنكّرت له اخته فلمّا نزا عليها ونزل كشف له عنها, فلمّا علم أنها اخته اخرج غرموله ( أي ذكره ) ثم قبض عليه بأسنانه حتى قطعه فخرّ ميّتاً, وآخر تنكّرت له امّه ففعل هذا بعينه, فكيف الانسان في انسيّته وفضله وعلمه ؟! غير ان جيلاً من هذا الخلق الذي ترون رغبوا عن علم أهل بيوتات أنبيائهم وأخذوا من حيث لم يؤمروا بأخذه, فصاروا إلى ما قد ترون من الضلال والجهل بالعلم ـ إلى أن قال أنه في كتب الله السماوية من التوراة والانجيل والزبور والقرآن الكريم ليس فيها تحليل شيء من ذلك حقاً ـ . أقول : ما أراد من يقول هذا وشبهه الا تقوية حجج المجوس, فمالهم قتلهم الله ؟! ثم انشأ يحدثنا كيف كان بدء النسل من آدم, وكيف كان بدء النسل من ذريته، فقال (عليه السلام) : ان آدم (عليه السلام) ولد له سبعون بطناً في كل بطن غلام وجارية إلى أن قتل هابيل, فلمّا قتل قابيل هابيل جزع آدم على هابيل جزعاً قطعه عن اتيان النساء, فبقي لا يستطيع أن يغشى حوّاء خمسمأة عام ـ وفي خبر آخر بكى أربعين صباحاً ـ ثمّ تخلّى ما به من الجزع عليه فغشي حواء فوهب الله له شيثاً وحده ليس معه ثاني واسم شيث هبة الله وهو أول وصي أوصي له من الآدميين في الارض, ثم ولـد له من بعد شيث يافث ليس معه ثاني, فلمّا أدركا وأراد الله عز وجل أن يبلغ بالنسل ما ترون وأن يكون ما قد جرى به القلم من تحريم ما حرّم الله عز وجل من الاخوات على الاخوة انزل بعد العصر في يوم الخميس حوراء من الجنة ـ والملائكة يتصوّرون بصورة الآدمي كما كان جبرئيل ينزل بصورة دحية الكلبي ـ اسمها بركة, فأمر الله عز وجل آدم أن يزوّجها من شيث فزوّجها منه, ثم نزل بعد العصر من الغد حوراء من الجنة اسمها منزلة ( نزلة ) فأمر الله عز وجل آدم أن يزوّجها من يافث فزوّجها منه فولد لشيث غلام وولد ليافث جارية, فأمر الله عز وجل آدم حين أدركا أن يزوّج بنت يافث من ابن شيث, ففعل ذلك فولد الصفوة من النبيين والمرسلين من نسلهما, ومعاذ الله أن ذلك على ماقالوا من الاخوة والاخوات. (بحار الانوار : 11 : 224 عن علل الشرايع : 18) . ولنا روايات أخرى بهذا المضمون أيضاً, ومنها ما يدل على أن الله بعث إلى هابيل حوراء وإلى قابيل امرأة من طائفة الجن, والجن أيضاً يتشكل بشكل الانسان كما كان ذلك للملائكة, وان الحور في الجنان اشكالهن كشكل النساء في الدنيا, والملائكة وان كانوا من المجردات ولكن يتشكلوا بشكل الانسان أيضاً بأمر الله سبحانه لحكمة خاصة . فعن معاوية بن عمار قال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن آدم أبي البشر أكان زوّج ابنته من ابنه؟ فقال : معاذ الله والله لو فعل ذلك آدم (عليه السلام) لما رغب عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما كان آدم إلاّ على دين رسول الله (صلى الله عليه وآله), فقلت : وهذا الخلق من ولد من هم ولم يكن إلاّ آدم وحوّاء ؟ .. فأجابه (عليه السلام)... إلى أن قال : فلما أدرك قابيل ما يدرك الرجل أظهر الله عز وجل جنيّة من ولد الجان يقال لها جهانة في صورة انسية, فلمّا رآها قابيل ومقها ـ أي مال إليها ـ فأوحى الله إلى آدم : أن زوّج جهانة من قابيل فزوّجها من قابيل, ثمّ ولد لآدم هابيل فلمّا أدرك هابيل ما يدرك الرّجل أهبط الله إلى آدم حوراء واسمها نزل الحوراء فلمّا رآها هابيل ومقها فأوحى الله إلى آدم ان زوّج نزلاً من هابيل ففعل ذلك, فكانت نزل الحوراء زوجة هابيل بن آدم ... (البحار : 11 : 227) . وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ان الله عز وجل انزل حوراء من الجنة إلى آدم فزوجها أحد إبنيه, وتزوج الآخر الجن فولدتا جميعاً, فما كان من الناس من جمال وحسن خلق فهو من الحوراء, وما كان فيهم من سوء الخلق فمن بنت الجان, وأنكر أن يكون زوّج بنيه من بناته (البحار عن العلل: 45) . (وللمزيد راجع بحار الأنوار المجلد الحادي عشر الباب الخامس تزويج آدم حواء وكيفية بدء النسل منهما وفي الباب ( 44 ) رواية) . ودمتم في رعاية الله

4