بندر - السعودية
منذ 4 سنوات

 العلم الالهي لا يولد وظيفة قط

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهعودا على بدء في مسألة نظرية التطور ونشوء الأنواع هناك تساؤل مهم في نظري على الأقل وهو: أننا نسلم بوجود الخالق سبحانه وتعالى وأنه الفاعل والمؤثر الحقيقي في هذا الكون واستحالة وجود الكون صدفة من غير علة وأن الله خلق البشر من طين لازب كما قال تعالى وأنه هيأ له الأرض بمختلف أنواع الثمار والحيوانات ومهدها له كي يعمرها ويستخلفها كما أراد الله ولكن السؤال هو كيف نشأت كل هذه الأنواع من النباتات والحيوانات بل والإنسان كذلك؟ فنحن نعلم من القرآن الكريم وروايات النبي وأهل بيته بأن الله أول ماخلق من البشر آدم ثم حواء ومنهما انتشر الناس ولكن كيف تنوعت الأعراق والأجناس واللغات هل عن طريق التطور التدريجي مثلا كما يقول أنصار نظرية التطور أو عن طريق الطفرات الوراثية فلا بد أن آدم عليه السلام كان ذا سمات بشرية معينة ولون معين ولعله السمرة كما يستفاد من الروايات بأن سبب تسميته بآدم لأنه خلق من أديم الأرض ولابد بأنه كان يتكلم لغة معينة كذلك فكيف نشأ كل هذا التنوع من أبيض وأسود وأسمر وأشقر وآسيوي وأفريقي وأوروبي وغير ذلك؟ وكذا بالنسبة للحيوانات والنباتات فطيور الحمام منها مئات الأنواع وكذا الخيول والكلاب والقطط فمنها الصغير جدا ومنها الضخم جدا، فمن الكلاب مايشابه حجمه حجم القط ومنها مايكبر جدا حتى يقارب حجم الدب. والنباتات كذلك فالتفاح مثلا منه الأحمر والأخضر والأصفر ومنه الحلو والحامض والتمور منها آلاف الأنواع أيضا. فإذا كان الله أول ماخلق شجرة تفاح واحدة فكيف تنوع التفاح بعد ذلك بهذا الشكل؟ ... وماهو التفسير المقبول دينيا دون الدخول في متاهات نظرية النشوء والارتقاء؟ وجزيتم خيرا


الأخ بندر المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ليس المهم أن نعرف كيف حصل هذا التنوع بقدر ما نعرف أن هل هناك تعارض بين هذه النظرية وبين العقائد الإسلامية؟ فلو سلمنا أن تلك الاختلافات تحصل وفق تلك النظرية، لكن لا معارضة. فبعد الاعتراف بالله ووحدانيته وانه هو المؤثر والفاعل الحقيقي فلا أهمية أن تكون وان هذه التطورات في اللون واللغة وبعض المواصفات الجسدية قد جاءت وفق طفرات أو معلومات مخزونه في كرموسومات الخلايا للإنسان الأول، إنما المهم هو أن نفهم ان هذه كلها بأرادة الله تعالى وانه هو الذي اعطاها هذه القدرة على التغير. إن هذا المقدار من فهم نظرية دارون بما لا يتعارض مع العقائد الإسلامية لا مشكلة فيه، أما أن ننتقل بنظرية دارون بما يصطدم مع المبادئ الاساسية فهذا هو المرفوض. وببساطة نقول: انه لم تستطع نظرية التطور أن تثبت أن اختلاف الأنواع! مثلاً أنواع الطيور كان عن طريق التطور الصرف لا الخلق من قبل الله لكل نوع، وأما اختلاف بعض المواصفات في نفس النوع كاللون والطول والملامح في الإنسان أو ألوان ريش نوع معين من الطيور، فهو يدعم نظرية الخلق لا التطور بعد أن وصل العلم الحديث إلى ما وصل من نظريات تشرح عمل الجينات والتفاعل العضوي الكيمياوي بين جزئيات DNA، وبعد أن أقر العلم الحديث بصعوبة حدوث تغير ولو بسيط على وحدة DNA، وان هذا التغير لو حدث يحتاج إلى عوامل كثيرة وزمن طويل، مما يدحض البساطة المطروحة لنشوء الخلية في نظرية التطور، خاصة اذا لاحظنا العدد الهائل لجزئيات الأحماض الأمينية التي يجب أن تنشأ أو تتغير، بل أثبت العلم الحديث أن الصفات الوراثية تنتقل من جيل إلى جيل، بل إلى أجيال بأمانة! وان هذه الصفات محفوظة في أصل الذي تفرعت منه سلسلة النسب، وأن أصول الصفات المختلفة للون وهيئة الجسم مثلاً كانت محفوظة أيضاً في النسخة الأولى للجينات وان لم تظهر للعيان لعدة أجيال. وبالجملة، فإن هذه الفروقات الظاهرية قد أوضحتها النظريات في علم الوراثة ولا علاقة لها بنظرية التطور. ودمتم في رعاية الله