بورضا - السعودية
منذ 4 سنوات

 الفائدة من خلق الخلق

هنا بعض التعليقات بحسب ما ورد في الإجابات: أولاً: ذكرتم في إجابتكم هنا : ((ومع ذلك ما ذكرته من امكانية ان يخلق الله خلية ثم يطورها الى ان تصل الى الانسان امر مقبول منا لكن غير مقبول من اصحاب نظرية التطور)) وأيضا قلتم في موضع آخر : ((واما ما تمثلتم به دفاعا عن نظرية التطور فربما لا يؤيدكم فيه ارباب هذه النظرية فانهم ينكرون وجود علة عاقلة حكيمة مريدة وراء هذا التطور وهاهنا بالضبط مكمن الخلاف بيننا وبينهم)) لكن المسألة من ناحية علمية موضوعية لا ترتبط بأن هناك من يحاول قراءتها بمنهج إلحادي فنرفضها بسبب إلحاد من يلحد من البشر! الملحد يقرأ كل شيء برؤية كفرية، فهل نرفض كل شيء لكفر من كفر؟ أو نتحسس منها لكفره؟ نحن أولى بالمعلومة . ثانياً: ذكرتم في موضع من إجابتكم : ((فالقرد قرد والانسان انسان ولا يمكن بحال أن يتحول أحدهما إلى الاخر إلا بانقلاب الحقيقة القردية إلى الحقيقة الانسانية أو بالعكس، وانقلاب الحقائق مستحيل عقلاً)) وذكرتم في موضع آخر : ((فانقلاب نوع الى نوع هو انقلاب حقيقة الى اخرى وهو باطل عقلا وتجربة )) وأول شيء في هذا الكلام أنه يتناقض مع الإمكان الذي تثبتونه كما مر معنا، نقلته عنكم في النقطة "1" . وثانيا، كيف تقولون أنه : "باطل عقلا وتجربة" أو "مستحيل عقلاً".. ثم تذكرون عن المسوخ : " نعم ورد في القرآن الكريم أن الله تعالى قد مسخ بعض الأقوام قردة وخنازير...ولكن الله تعالى بقدرته قد حولهم من الحقيقة الانسانية إلى الحقيقة القردية مباشرة" ؟؟ ألا نقع في الجمع بين النقيضين في هذا الكلام؟ والذي يشبه قول القائل أن يكون الخالق مخلوقا أو أن يخلق نفسه أو يفنيها؟ المستحيل العقلي لا يكون وإنما الإستحالة العادية هي التي يمكن أن تحصل بالإعجاز.. فإما أن المسوخ التي يتحدث عنها القرآن هي مجرد شكلهم تغير لا حقيقة القوم، فهم باقين على حقيقتهم لكن بصورة مهينة كأجسام قردة وخنازير، أو أن الإستحالة هنا ليست عقلية فيمكن انقلاب الحقائق، أو أن للمسخ معنى نفسانيا وليس جسديا وهذا معنى ثالث للمسخ. وهذا قد يكون شبيها بالطبع على القلوب وهو نتيجة عمل الانسان والرين على القلب مما اقترفه من الذنوب، فالطبع ليس معناه الإكراه أو الإجبار، فإذا صح ذلك فكذلك قد يكون المسخ بالمعنى الثالث. أما إذا قلنا أن المسخ مجرد صورة وشكل الجسم تتغير والحقيقة نفسها للإنسان فهو تعذيب وعقاب، بالتالي يمكن تصور أن يبدأ خلق الإنسان من خلال مرحلة متدرجة فإما منذ البداية له نفس الحقيقة بالتالي كل المخلوقات إنما تختلف شكليا أو فيما بعد استجد شيئ فيه بنفخ الروح وهذا الاحتمال أقوى من حيث القول بالإختلاف الحقيقي بين الحيوانات والإنسان . وهذا التصور والإحتمال قد يقويه الرواية التي فيها : (( إن الله عز وجل ركب في الملائكة عقلا بلا شهوة و ركب في البهائم شهوة بلا عقل وركّب في بني آدم كلتيهما)) وأيضا الرواية التي تقول ((إذا زنا الزاني فارقه روح الإيمان ؟ قال عليه السلام : هو قوله تعالى : (( وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنهُ )) ذلك الذي يفارقه ))، وهكذا الرواية التي تقول : ((سألته عن قوله تعالى : (( وَيَسأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ... )) ما الروح ؟ قال : التي في الدواب والناس. قلت : ما هي ؟ قال : هي من الملكوت من القدرة))، وأيضا الروايات التي تتحدث عن عالم البرزخ أو ما بعد الموت : ((إنهم في أبدان كأبدانهم)) وأيضا : ((فإذا قبضه الله عزّ وجلّ صيَّر تلك الروح في قالب كقالبه في الدنيا، فيأكلون ويشربون، فإذا قدِم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة التي كانت في الدنيا)) ثالثاً: ذكرتم في الإجابة : ((واما ما تمثلتم به دفاعا عن نظرية التطور فربما لا يؤيدكم فيه ارباب هذه النظرية فانهم ينكرون وجود علة عاقلة حكيمة مريدة وراء هذا التطور وهاهنا بالضبط مكمن الخلاف بيننا وبينهم فنحن نعتقد بالتطور بمعنى التغير العرضي لا التغير الذاتي فالدنيا هي دار التغير والتبدل ولكنا لا نقر بان التغير هو انقلاب حقيقة الى اخرى ونوع الى اخر بل نقول ان كل نوع جديد ينشأ بخلق جديد وليس هو تطور عن نوع سابق)) فيأتي عليه أنه من خلال ما سبق يمكن تصور التطور بحيث لا يمس ما تنفونه حيث قلتم : "فنحن نعتقد بالتطور بمعنى التغير العرضي لا التغير الذاتي"، فيكون تطورا شكليا، والأرواح تركب في هذه المتطورات المختلفة بحسب ما يريده سبحانه . أما الكلام عن كون هذا خلق وهذا تطور، فيمكن أن يقال أن الخلق لا يعني الفورية بالضرورة وإنما يأخذ زمن كما في قوله تعالى : (( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ )) (آل عمران:59)، فإنها لم تقل أن عيسى ولد مباشرة، ولو كان، فإننا اليوم خلق من خلق الله تعالى ولكننا نبقى إلى تسعة أشهر . وبالتالي، فإما أن الخالق -بناءاً على القول بالتطور- جعل الأشياء قابلة للتكيف الشكلي منذ البداية ومع الزمن يركب الروح للمخلوقات كل بحسبه أو أنها ليست قابلة للتكيف وإنما يتدخل فيكيفها ويركب الأرواح فيها بحسب المخلوق المطلوب، وعلى هذا يكون الماديون أو التجريبيون عموما، قد أدركوا التغير ولم يدركوا أنه بتدخل فوري أو بتدبير مودع فيها منذ البداية وأن البيئة تم تدبيرها لتكون عوامل تغيير هذه البذرة فيكون كل نتائجها بحسب ظروف تواجدها. وكون بداية الإنسان من طين هو البداية المشتركة فيمكن انسجام الجملة مع هذا الاحتمال . طبعا هذا كله من جهة الإمكان وليس الإثبات، خصوصا إمكانية قراءة النظرية من جهة عدم دلالتها على الإلحاد إذا ركزنا النظر على مسألة إثبات الخالق أو نفيه مع صرف النظر عن النص الديني الروائي أو غيره، وإنما فقط الإيمان بوجود خالق .


الأخ بو رضا المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أولاً: حينما تعزى اسباب الكون والخلق الى محض الصدفة فان الظاهرة تكون مفسرة بغير سببها الحقيقي وكل ما يعزى الى غير اسبابه الحقيقية فنسبته الى العلم مكابرة او خطأ . والملحد الذي ينسب الخلق الى الصدفة ا والى علة ليست عليمة فانه يعزي ظاهرة الى غير سببها فلا يشفع له منهجه الحاديا ومنهج غيره اعتقاديا كما ذكرتم في الاعتراض . نعم نحن اولى بالمعلومة ان كانت معلومة يقبلها العقل وتؤيدها شواهد النقل ويشكل تسميتها بالمعلومة ان لم يكن لها شاهد من عقل او نقل او وجدان وكانت مجرد مذلكة فكرية فرض لم يثبت صحته . ثانياً: نحن ننظر الى الاشياء طبقا لثوابت حكيمة وفلسفية وعقائدية فلا تناقض بين قولينا فالله تعالى هو الخالق وهو مسبب الاسباب وهو على كل شيء قدير الا ان قدرته لا تتعلق بالمحال الذي لا يكون فاذا مسخ الله انسانا الى قرد فانه يفعل ذلك لا بعنوان التطور والمسخ كما تعلم هو انتاكس في الخلق وانقلاب عن الصورة الانسانية الى صورة احد الحيوانات كالقرد والخنزير والكلب فمن خلق الانسان وخلق سائر الانواع يسعه ان يمسخ الانسان الى قرد عقوبة للانسان ومن المعلوم ان المسوخ لا تتكاثر واطول مدة يعيش فيه المسخ ثلاثة ايام ثم يهلك. فالكلام الذي ذكرته في اعتراضك ليس الزاما لنا لاننا لم نقل ان الانسان قد انقلبت حقيقته الى حقيقة اخرى حتى يصح الانقلاب, فالانقلاب المؤقت الذي هو عقوبة من الله تعالى لمن يمسخ قردا او خنزيرا لا يناقض اصل القاعدة لان القاعدة (كلية ودائمة) والمسوخ لا تدخل تحت كليهما ولا دومها وليست هي مخصصة للقاعدة العقلية حتى تبطل وذلك ان المسخ انقلاب مؤقت للصورة وليس انقلاب دائما للحقيقة. ودمتم في رعاية الله