( 26 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

عقائدي اعجاز القران

هناك وجوه اعجازيه عمليه في القرآن الكريم تعتبر من الأمور التي تدل على سماويه القرآن وأنه من عند الله نزل على قلب النبي محمد ص اذكر وجها من تلك الوجوه الاعجازيه


قولـه تعالى:{وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} إذا كان معنى التسجير هو اشعال النار، تقول سجّرت التنور أي أشعلته ناراً، أو بمعنى امتلأت البحار ناراً فكيف يدرك العربي آنذاك أنّ البحر يشتعل، والذي يدركه بفطرته أنّ الماء يطفئ النار، لا أنّ الماء يشتعل ناراً، إلاّ أنّنا الآن ندرك أنّ الماء مركب من عنصرين هما الأوكسجين والهيدروجين والأوّل يساعد على الاشتعال والثاني يشتعل وباتحداهما تتكون شعلة أوكسهيدروجينية تذيب الحديد من حرارتها، كان المسلم آنذاك يسلّم بما أُنزل لأنّه من عند الله تعالى، وهناك آيات كثيرة من هذا القبيل. ثمّ إنّ القرآن كتاب هداية، ودستور للأمّة الإسلامية يضم بين دفتيه القوانين الإلهية التي يجب أن تسير عليها الأمّة وليس كتاباً كيمياوياً أو فيزياوياً، أمّا ما جاء فيه من إشارات علمية، فإنّما جاءت بطريقة عرضية ثانوية، وجاءت بطريقة ضرب الأمثال أو ما شاكل ذلك من الأمور، ولأنّه من عند الله سبحانه فلابدّ أن يكون صادقاً صدقاً مطلقاً سواء في أمثلته أو في أساليبه أو تشبيهاته أو بيانه. فهو قول الحقّ والفيصل الصدق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ووسطه كطرفيه في الإعجاز والبلاغة والنظم والبيان لا تفاوت فيه ولا اختلاف: {...وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} والمنهج فيما جاء في هذه الأوراق من شرح لبعض مفردات الآيات الكريمة وبعض معانيها قسم منها من باب الاحتمال لا القطع لانّ القرآن الكريم لا يعلم تأويله إلاّ الله والراسخون بالعلم، ولا نريد أن نحمّل الآية أكثر مما يقتضيه ظاهرها وسياقها، وإنّما أوردناه مجرّد احتمال يحمله ظاهر الآية الكريمة، وإلاّ فالله تعالى أعلم بمراده. ثم إن هناك نظريات علميّة لم يقطع بها العلم فلا يصح حمل الآيات الكريمة عليها بشكل قاطع، أمّا ما قطع العلم بصحته واحتمله ظاهر الآية الكريمة، ولم يأت بتفسيره نصٌّ شريف من السنة المطّهرة، فلا باس بحمل الآية على ما قطع به العلم الحديث ثم إنّ المنهج في أغلب هذه الآيات الكريمة التي تشير إلى قضايا علمية كشفها العلم الحديث يثبت عدة أُمور: منها: أنّ القرآن الكريم خالٍ خلوّاً مطلقاً من ذكر أيّ قضيّة تخالف ما توصلت إليه العلوم الحديثة رغم كثرة الإشارات العلمية التي تتحدث عن السماء والأرض والجبال والبحار وغيرها من الأمور. ومنها: أنّ القرآن الكريم سبق الكشوفات العلمية الحديثة بذكر حقائق علميّة مقطوعة الصحّة لم يتعرّف عليها الإنسان إلا بعد قرون من نزول القرآن الكريم، وهذا ما نقصد به من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم. ومنها: أنّ أيّ كتاب أرضي يُؤلّف فإنّه مع تقدم العلوم ونضج الفكر الإنساني يوماً فيوماً وقرناً فقرناً فانّ الإنسان يكتشف أخطاءه في كثير مما كان يعتقد من نظرته نحو الظواهر الكونية وتفسيرها، ومع تقدم الكشف العلمي تنكشف تلك الأخطاء وتُرسى الحقائق العلمية بشكل تدريجي واضح يشكل ظاهرة وسنة في مسيرة الإنسان وكذلك كلّ ما كتبه الإنسان في حياته على مدى القرون التي عاشها على هذا الكوكب فإنّه مع تقدّم العلوم يكتشف أخطاءه فيما كتب وهذه ظاهرة لا شكّ فيها. وقد خرق القرآن الكريم هذه السنّة بثباته في صحة المعلومات التي احتواها في شتى المجالات التشريعية والعلمية واللغوية والبلاغية ومفهوم العدالة والتوزيع وقضايا العقيدة ونظرة الإنسان عن الكون والحياة وغير ذلك من أُمور الدنيا والآخرة، رغم تنوع البحوث القرآنية فإنّها جاءت صادقة صدقاً مطلقاً وخرقت العادة في خلوها من الخطأ بشكل مطلق خلافاً لكل الكتب التي كتبها الإنسان ولكل الأفكار والمعتقدات التي يعتقدها الإنسان وهذا أمر معجز بحدّ ذاته أشار إليه قولـه تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً} لكنّه من عند الله، إذن فلا اختلاف فيه، ولا تعارض في آياته وبيّناته وعلومه، وبلاغته وبيانه، واسلوبه وحكمته، وما وضعه من دساتير لخير البشر في الدنيا والآخرة. ومنها: أنّ القرآن مستمر في بيان الآيات وغير متوقّف عن هذه العملية الكاشفة، فكلّما تقدمّت العلوم وتدبّرنا الآيات الكريمة وجدنا الآيات قد سبقت العلوم إلى ما توصلت إليه، وهذا ما تشير إليه الآية الكريمة: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} فالسين في قولـه تعالى: {سنريهم} لا شكّ أن يقرأها جيل عصر التنزيل الشريف ومن يليهم ومن يليهم، ونقرأها نحن ومن يلينا والجميع يقرأها للمستقبل والكل مرّوا بهذه الظاهرة، ظاهرة الكشف عن معلومات لم تكن مكتشفة لعامة الناس في زمانهم، وهذا إعجاز آخر يقطع به المتدبر لآيات القرآن الكريم. فالقرآن ثابت الصدق فيما ذكره من الحقائق العلمية، سابق لما اكتشفه البشر، خالٍ من كل خطأ علمي.…

3