logo-img
السیاسات و الشروط
( 19 سنة ) - العراق
منذ سنة

بكاء عمر بن سعد على الامام الحسين (ع)

السلام عليكم هل صحيح ما يقال ان عمر بن سعد (لعنه الله) قد بكى على الامام الحسين (عليه السلام ) بعد مقتل الامام الحسين (عليه السلام ) بعد تأنيب السيدة زينب (عليها السلام ) له؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته نُقل في بعض المصادر التأريخية دعوى بكاء اللعين عمر بن سعد على أبي عبد اللّه الحسين (عليه السلام)،فقد روى الطبري في تاريخه: ج٥ ص٤٥٢، قال: «قال أبو مخنف: عن الحجَّاج، عن عبد الله بن عمار بن عبد يغوث البارقي .. وقد دَنا عُمر بن سعد من حسين، فقالت [يعني: زينب]: يا عمر بن سعد، أيُقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه! قال: فكأني أنظر إلى دموع عُمر وهي تسيل على خدَّيه ولحيته، قال: وصَرف بوجهه عنها». وهذا الإسناد شديد الضعف: فإن الحجَّاج بن أرطاة، كثير الخطأ والإرسال والتدليس، وهو هنا قد عَنْعَنَ ولم يصرِّح بالسَّماع، مضافاً لاتهامه بالرشوة في القضاء، والزيادة في الروايات، وتغيير ألفاظها واضطرابها. كما في تاريخ بغداد: ج٩ ص١٣٣ ت٤٢٩٤، وسير أعلام النبلاء: ج٧ ص٦٨ ت ٢٧، وتهذيب التهذيب: ج٢ ص١٧٢ ت٣٦٥. ثم إن عبد الله بن عمار ـ الراوي للرواية ـ جندي في جيش عمر بن سعد، بل قيل: إنه قائد الرَّمَّاحَة. وهو نفسه صرَّح في هذه الرواية: أنه قد أعان على قتل الإمام الحسين (ع)، حتى عُوتِبَ في ذلك! فكيف تُقبل روايته في محاولته تبرئة عمر بن سعد من تورُّطه بجريمته الشنيعة الفظيعة؟! أو بالأقل محاولته إظهار تعاطف عُمر مع قضية الإمام (ع)؟! بل في نفس الرواية ما يمنع من الأخذ ببعض تفاصيلها، مثل قول عبد الله بن عمار: «خرجتْ زينب ابنة فاطمة ـ أختُه ـ وكأني أنظر إلى قُرْطِها يجول بين أذنيها وعاتقها، وهي تقول: ليت السماء تطابقت على الأرض!». هذا كلام منكر جداً، فليس من شأن هذا المجرم أن يرى شيئاً من محاسن سيِّدة الحِجاب والحِشمة (ع)! وواضح أن قوله: «فكأني أنظر إلى دموع عُمر وهي تسيل على خدَّيه ولحيته»، وأيضاً قوله: «وكأني أنظر إلى قُرْطِها يجول بين أذنيها وعاتقها»، من زياداته وإدراجه على أصل الرواية، فإنه من انطباعه هو، لا من نقله للحدث! منقول بتصرف . المصدر : مركز الرصد العقائدي التابع للعتبة الحسينية المقدسة.

3