حسين احمد - السعودية
منذ 4 سنوات

 لا منافاة بين علمه تعالى وبين خلقه

السلام عليكم : ايهما اصح في موضوع خلق حواء هل خلقت من ضلع ادم (ضلع اعوج) او انها خلقت من فاضل طينة ادم؟ وما هي الامور العقائدية المترتبة على اعتقاد كل من القولين ؟ وفي فرضية ترجيح القول الاول ماهي الحكمة من خلقها من ضلع ولم تخلق منفردة مثلها مثل ادم؟ وفي فرضية ترجيح القول الثاني : لماذا لم تخلق من البداية مثل ادم بل خلقت من فاضل الطينة؟ ولماذا لم يتعرض القران بذكر ذلك بما انها خلقت مثل ادم بحيث لم يسجد لها؟


الاخ حسين المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وردت رواية عن أبي عبد الله (الصادق) (عليه السلام) عندما سئل عن قوله تعالى: (( وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهراً )) (الفرقان:54) قال (عليه السلام): (ان الله تبارك وتعالى خلق آدم من الماء العذب وخلق زوجته من سنخه فبرأها من أسفل أضلاعه... الى آخر الرواية) (الكافي: 5 / 442). وقد صرح بعض العلماء بأن هذه الرواية وردت موافقة للعامة, وقد جاء في (علل الشرائع، والفقيه) ـ كلاهما للشيخ الصدوق ـ ما يدل على ردها من عدم خلقة حواء من ضلع آدم, فعن زرارة قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن خلق حواء من ضلع آدم الايسر الاقصى, قال سبحان الله وتعالى عن ذلك علوا كبيرا أيقول من يقول هذا ان الله تبارك وتعالى لم يكن له من القدرة ما يخلق لآدم زوجته من غير ضلعه وجعل لمتكلم من أهل التشنيع سبيلاً الى الكلام يقول إن آدم كان ينكح بعضه بعضاً ما لهؤلاء حكم الله بيننا وبينهم. (علل الشرائع1/17), (من لا يحضره الفقيه 3/379). فعليه يحمل ما في التفسير المتقدم إما على التقية أو يجمع بين الخبرين فيكون خلق حواء من بقية طين خلق منه ضلع آدم. وأما سؤالك بأنه لماذا لم تخلق حواء من البداية مثل آدم بل خلقت من فاضل الطينة. فنقول: إن علل الخلق لا نحيط بها كلها إلا ما وردنا من روايات في هذا الباب, وقد روى في (علل الشرائع 2/ 471): انه سأل يزيد بن سلام رسول الله (صلى الله عليه وآله) جملة من الاسئلة، ومنها ((قال: فأخبرني عن آدم خلق من حواء أم خلقت حواء من آدم؟ قال: بل حواء خلقت من آدم ولو كان آدم خلق من حواء لكان الطلاق بيد النساء, ولم يكن بيد الرجال, قال: فمن كله خلقت أم من بعضه؟ قال: بل من بعضه, ولو خلقت من كله لجاز القصاص في النساء كما يجوز في الرجال....)) (انتهى). وقد تعرض القرآن الكريم لذكر هذا الامر بقوله تعالى: (( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها )) (النساء:1). وقد استفاد منها المفسرون ان المراد بالنفس الواحدة آدم (عليه السلام) ومن (زوجها) زوجته, وهما أبوا هذا النسل الموجود الذي نحن منه وإليهما ننتهي جميعاً وكما هو عليه ظاهر القرآن الكريم. (انظر الميزان في تفسير القرآن 4/135). ودمتم في رعاية الله

2