السلام عليكم
عذرًا على السؤال الذي قد يبدو محرجًا،
في بعض الأحيان تخطر لي أفكار بأن الله خلق الشهوة في الإنسان من أجل التكاثر؛ لأنه إذا لم يكن هناك شهوة، لما تزوج أحد قطًّا. وبما أن في الجنة لا يوجد تكاثر، ربما على الأرجح لا توجد شهوة جنسية. هذا رأيي الشخصي وقد يكون غير صحيح. وهذا التفكير قادني إلى سؤالين فضوليين بعض الشيء:
هل في الجنة ستكون لدينا شهوة جنسية كما هي في الدنيا؟ وهل خلق الله حور العين من أجل الشهوة الجنسية أم لغير ذلك؟ وهل توجد ملذات جنسية في الجنة؟ وهل الجنة مكان للجنس والشهوات؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إن الشهوة ميل طبيعي بشري نحو اللذائذ وخلق الله الشهوة الجنسية في الإنسان في الدنيا لحكم وغايات منها التكاثر وحفظ النوع لان تكوين الأسرة وإنجاب الأولاد يقتضي جهدا وعناء فجعل الله الشهوة الجنسية والسكينة الأسرية بين الزوجين والعاطفة الأبوية اتجاه الأبناء لأجل أن يسير الإنسان باتجاه فطري نحو تكوين الأسرة و إنتاج الاولاد ولكن هذا لا يعني أن هذه الحكمة هي الحكمة الوحيدة والحصرية لخلق الشهوة في الإنسان فقد تكون اللذائذ عبارة عن جزاء إلهي يعطى للإنسان في الجنة فيكون السبب في خلق الشهوة و اللذة الجنسية هو الجزاء للإنسان حتى لو انتفت حكمة التكاثر في الجنة قال تعالى :((يُطافُ عَلَيْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَ أَكْوابٍ وَ فِيها ما تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَ تَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَ أَنْتُمْ فِيها خالِدُونَ))
وآيات كثيرة من هذا القبيل .
وعندئذٍ تتضح أجوبة الأسئلة المتقدمة
فتوجد شهوة في الجنة
كما لا دليل يحصر علة خلق الحور العين بالشهوة ،بل قد يكون لأغراض إلهية لا نعلمها.
وتبقى الجنة هي دار البقاء التي فيها من المتع المعنوية ما يفوق عقول البشر قال تعالى :((فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ))
فلا يصح حصر لذائذ الجنة بالأمور الحسية كما لا يصح انكار تلك اللذائذ.