وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفق الله الجميع لكل خير
نقل عن كتاب (علم اليقين للفيض الكاشاني جزء ٢ / ص ١٠٩٧ _ ١٠٩٨ _ ١٠٩٩)
إنّ حشر الخلائق يكون على أنحاء مختلفة حسب أعمالهم و ملكاتهم:
فلقوم على سبيل الوفد يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً
و لقوم على وجه التعذيب: وَ يَوْمَ يُحْشَرُ أَعْداءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ
و لقوم: وَ نَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً
و لقوم: وَ نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمى
و لقوم: إِذِ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ وَ السَّلاسِلُ يُسْحَبُونَ* فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ .
و بالجملة لكلّ أحد إلى غاية سعيه و عمله و ما يحبّه، حتّى أنّه (لو أحبّ أحدكم حجرا لحشر معه)
قال اللّه- تعالى-: إِنَّكُمْ وَ ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ
و قال: احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَ أَزْواجَهُمْ وَ ما كانُوا يَعْبُدُونَ* مِنْ دُونِ اللَّهِ .
فإنّ تكرّر الأفاعيل يوجب حدوث الملكات، فكلّ ملكة تغلب على الإنسان في الدنيا تتصوّر في الآخرة بصورة تناسبها: قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ
و لا شكّ أنّ أفاعيل الأشقياء المدبرين إنّما هي بحسب هممهم القاصرة النازلة في مراتب البرازخ الحيوانيّة ، و تصوّراتهم مقصورة على أغراض بهيميّة أو سبعيّة أو شيطانيّة تغلب على نفوسهم؛ فلا جرم يحشرون على صور تلك الحيوانات في القيامة .
و في الحديث : (يحشر الناس على نيّاتهم).و فيه أيضا (يحشر بعض الناس على صور تحسن عندها القردة و الخنازير).
و فيه أيضا (يحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف: ركبانا، و مشاة، و على وجوههم).
فقيل: (يا رسول اللّه- فكيف يمشون على وجوههم)؟
قال: (الذي أمشاهم على أقدامهم قادر على أن يمشيهم على وجوههم).