السلام عليكم
١) مالفرق بين طور وطود في القرآن؟
وهل هن نفس المعنى؟
﴿وَشَجَرَةٗ تَخۡرُجُ مِن طُورِ سَيۡنَآءَ تَنۢبُتُ بِٱلدُّهۡنِ وَصِبۡغٖ لِّلۡأٓكِلِينَ (٢٠)﴾
﴿فَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰ مُوسَىٰٓ أَنِ ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡبَحۡرَۖ فَٱنفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرۡقٖ كَٱلطَّوۡدِ ٱلۡعَظِيمِ (٦٣)﴾
واذا هي نفس المعنى لما ذكرت بغير صيغة؟
٢) احتاج إلى رواية صحيحة السند تثبت على عدم تحريف القرآن عن إمام معصوم، رواية وليس دليل.
جزاكم اللّٰه ودمتم في حفظ اللّٰه ورعايته
وعليكم السلام ورحمة اللّٰه وبركاته
أهلاً بكم في تطبيقكم المجيب
نقدم الإجابة عن السؤال الثاني لأهميته فنقول:
على كل باحث عن الحقيقة أن يتبع الدليل، ومهما كانت النتيجة فيقبلها برحابة صدر، وإن كانت مخالفة للموروث العقائدي الذي وصل إليه.
تارة نبحث عن مسألة التحريف في مقام أن أهل السنة يتهمون الشيعة بوجود أحاديث تدل على التحريف، فنذكر لهم من باب النقض وجود أحاديث في مصادرهم أكثر مما هي في مصادر الشيعة.
وتارة نبحث عن أصل مسألة التحريف، وهل وقع تحريف أم لا؟
نقول: القرآن غير محرف قطعاً، وهذا مما تسالمت عليه الأمة الإسلامية، والأدلة العقلية والنقلية على عدم وقوع التحريف، وما ورد في مصادر المسلمين مما ظاهره التحريف، فإنه إما ضعيف السند لا يعمل به، أو مؤول بحيث لا يدل على التحريف.
وعلى أي حال، ننقل لكم نص جواب الإخوة في مركز الأبحاث العقائدية حيث تم سؤالهم بما نصه:
(كثرت الأحاديث التي تثبت التحريف لدى الإمامية ووصلت حد التواتر حتى جمعت في كتاب أكثر من 2000 رواية من العصومين. والسؤال هو نريد حديث واحد صحيح على شرط الإمامية من أحد المعصومين ينفي التحريف عن القرآن الكريم).
وكان الجواب :
لم تصل الأخبار الواردة في هذا الجانب وهو التحريف حد التواتر وإلاّ تكون قد أفادت العلم، وهي ليست كذلك اليوم، بل وقبل اليوم، وها هم علماء الإمامية قد حققوا في الموضوع منذ عصر الغيبة الصغرى إلى اليوم وانتهوا إلى القول بعدم التحريف نذكر منهم:
شيخ المحدّثين الصدوق عليه الرحمة (المتوفى 381 هـ)
عميد الطائفة الشيخ المفيد (ت 413 هـ)
الشريف المرتضى علم الهدى (ت436 هـ) شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي (ت 460 هـ)
المفسر الشهير الطبرسي (ت 548 هـ)
العلاّمة الحلي (ت 726 هـ)
المحقق الأردبيلي (ت 993)
شيخ الفقهاء جعفر كاشف الغطاء (ت 1228 هـ)
الشيخ البهائي (ت 1031 هـ)
الفيض الكاشاني (ت 1090 هـ)
المحقق محمد حسين كاشف الغطاء (ت 1373 هـ)
وهكذا الكثير غير هؤلاء الأعلام، ويمكن للمتابع مراجعة أقوالهم ومصادرها في كتاب الشيخ محمد هادي معرفة ((صيانة القرآن من التحريف)) وهو مطبوع حديثاً ومتداول.
وأمّا عن طلب لرواية صحيحة عن أهل البيت (عليهم السلام) تنفي التحريف عن القرآن الكريم، فنقول أن هناك الكثير من الروايات الصحيحة التي يستفاد منها عدم التحريف إمّا تصريحاً أو تلويحاً أو تقريراً، ويكفيك أن تعرف ما تظافر نقله من الروايات الدالة على عرض أحاديث الأئمة (عليهم السلام) على القرآن الكريم وجعلهم (عليهم السلام) القرآن ميزان صحة أحاديثهم من عدمها، وهو أوضح دليل على تمامية القرآن وعدم تحريفه وإلاّ لم يصح جعله ميزاناً؟!
(أنظر الكافي للكليني ج 1 ص 69 باب الأخذ بالسنّة وشواهد الكتاب).
ونضيف إليها ما ورد بإسناد صحيح في رسالة الإمام الباقر (عليه السلام) إلى سعد الخير: "وكان من نبذهم الكتاب, أن أقاموا حروفه, وحرّفوا حدوده ... المزید" (الكافي 8/83) فالرواية تدل على التحريف المعنوي لا اللفظي بدليل قوله (عليه السلام) بعدها ـ راجع تمام المتن ـ : "فهم يروونه ولا يرعونه، والجهال يعجبهم حفظهم للرواية والعلماء يحزنهم تركهم للرعاية، وكان من نبذهم الكتاب أن ولّوه الذين لا يعلمون! فأوردهم الهوى، وأصدرهم إلى الردى، وغيّروا عفرى الدين, ثم أورثوه في السفه والصبا...".
ونضيف إليه أيضاً ما ورد بسند صحيح عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه السلام) عن قوله تعالى: ﴿أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم...﴾ وما يقوله الناس: ما باله لم يسمّ عليّاً وأهل بيته؟ ـ [ملاحظة: وهذه هي أهم الدعاوى من غير المحققين القائلين بالتحريف] ـ قال (عليه السلام): إن رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه وآله وسلم) نزلت عليه الصلاة ولم يسمّ لهم ثلاثاً أو أربعاً، حتى كان رسول اللّٰه (صلى اللّٰه عليه وآله وسلم) هو الذي فسّر لهم ذلك. (أصول الكافي 1/286).
اما الفرق بين الطود والطور :
اما الطود: الجبلُ العظيم الذاهبُ صُعُداً في الجوِّ، ويُشَبَّهُ به غيرهُ من كل مرتفِعٍ أَو عظيمٍ أو راسخٍ.
اما الطور: ذكر المفسرون لهذه الكلمة احتمالين: الأول: أنها إشارة إلى جبل الطور المعروف في صحراء سيناء. وإذا وصف القرآن المجيد شجرة الزيتون باعتبارها الشجرة التي تنمو في جبل الطور، لأن عرب الحجاز كانوا يمرون بهذه الأشجار المباركة عندما كانوا يتوجهون إلى الشمال، حيث تقع منطقة الطور في جنوب صحراء سيناء كما يدل على ذلك موقعها الجغرافي بوضوح.
والاحتمال الثاني: طور سيناء ذات جانب وصفي يعني الجبل ذي الخيرات، أو الجبل ذي الأشجار الكثيرة، أو الجبل الجميل (لأن " الطور " يعني الجبل، و " سيناء " تعني ذات البركة والجمال والشجر).
(الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ١٠ - الصفحة ٤٣٩)
ودمتم موفقين