بو جمعة - إسبانيا
منذ 4 سنوات

 رأي الشيعة في الخلفاء

السلام عليكم ورد في الجواب (ولا يجوز ان يخبر الحكيم مكلفاً غير معصوم بأن لا عقاب عليه فليفعل ما يشاء.) ماذا تقول في سورة المسد, التي يخبر الله تعالى فيها أبو لهب بمكانته من النار و هو ما زال حيا, من دلالات الإعجاز القرآني أن أبو لهب لم يستطع أن يخالف سياق السورة و لو نفاقا, كأن يظهر الإسلام نفاقا من باب الطعن في القرآن. أرجو إجابة واضحة


الأخ بو جمعة المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن علم الباري عز وجل بمصير أبي لهب النهائي والإخبار عنه لا يستلزم الجبر, لأن أبا لهب يبقى مختاراً ان شاء اختار طريقة الهداية وإن شاء أختار طريق الغواية, وإن اخباره سبحانه بأن أبا لهب سوف لا يختار طريق الهداية ليس معناه أنه أجبره على دخول النار, بل أبو لهب بنفسه اختار ذلك الطريق والباري عز وجل كشف عن هذا الاختيار, وكذلك الحال لو وعد أحداً بالجنة فليس معناه أنه مجبور على هذا الطريق, بل هو باختياره اختار ذلك والله سبحانه كشف ذلك. وهذا يختلف عما ذكرناه من أن الحكيم لا يخبر مكلفاً غير معصوم بأنه لا عقاب عليه فليفعل ما يشاء, لأنه يناقض التكليف! فليس عندنا من يجيز فعل المعاصي, فحتى لو فعل من الأفعال الحسنة الأعمال الكبيرة والجليلة ذات الثواب العظيم فتبقى المعاصي محرمة ولا يجوز ارتكابها وليس هناك مسوغ شرعي لعملها, فكيف يأتي هذا الخبر ليقول بجواز فعل المعاصي المقطوع عدم جوازها في كل حال؟! فالمحصل أن هناك فرقاً بين الاخبار من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الغيب بأن مصير فلان النار أو الجنة, وبين أن يعطي لأحد المكلفين الصلاحية بأن يفعل ما يشاء, فإن الإجازة بفعل ما يشاء نقض للتكليف وهو باطل, فتأمل. ودمتم في رعاية الله