ذكر الشيخ المفيد (قدس سره) : " أنّ الإمام علي(عليه السلام) كان حاضراً في يوم الرزية ، وكان من ضمن الباقين بعد إخراج القوم المتنازعين عنده ، وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) لا يفارق الرسول (صلى الله عليه وآله) في مرضه إلاّ للضرورة " .
وذكر الشيخ المفيد أيضاً : " أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال لخاصّة أهل بيته : " أنتم المستضعفون بعدي " ، وأصمت ، فنهض القوم وهم يبكون ، قد آيسوا من النبيّ (صلى الله عليه وآله) " ، ولم يذكر أهل الحديث دور مخصوص للإمام علي (عليه السلام) في تلك الواقعة .
ولكن من سياق الأحداث التي عرفناها من الروايات عن تلك الحادثة ، ومن مجمل سيرة أمير المؤمنين (عليه السلام) نعرف أنّه لا يسبق رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقول أو بعمل ، فهو يده اليمنى ، والمنفّذ الحاضر دائماً ، والتابع المطلق للنبيّ (صلى الله عليه وآله) ، فمن المستبعد له أن يقول ، أو أن يفعل شيئاً في تلك الحادثة ، يسبق بها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أو يصدر عن غير أمره ، خاصّة وأنّ المقصود والمجابه في تلك الحادثة كان النبيّ (صلى الله عليه وآله) نفسه .