logo-img
السیاسات و الشروط
KHadijh ( 17 سنة ) - العراق
منذ سنة

كيف اتعامل مع امي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أمي دائما عصبيه وتدعي عليّ وعلى أخواتي الصغار وأخواتي الكبار بالمرض والموت بل وتضربنا وتصرخ علينا حتى اختي الصغيرة التي كانت تحب أمي أصابها الاكتئاب وعزلت نفسها عنّى وعن الناس وحاولت أن أصلح الحال بالتقرب إلى الله وأنصح أمي أيضاً ولكن تراني معقدة ولا تقبل النصيحة ودائما تقارنا بالبنات الأخريات فحاولت إرضاء أمي بكل الطرق وليس هناك أي فائدة فماذا أفعل؟


وعليكم السلام : يجب على الأولاد ( بنين وبنات ) مراعاة المعاشرة بالمعروف مع الوالدين، فإنّ حقّهما من آكد الحقوق بشهادة الضمير الإنساني والفطرة السليمة، وقد أكّد عليها الله تعالى حيث ذكر الإحسان إلى الوالدين بعد عبادته تعالى، فقال عزّ من قائل: (وقضى ربّك ألّا تعبدوا إلّا إيّاه وبالوالدين إحساناً) وأثبت حقّهما حتّى وإن كانا كافرين رغم عظم هذه المعصية، كما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله: (من أحزن والديه فقد عقهما )، وروي عنه صلى الله عليه واله وسلم: ( ثلاثة من الذنوب تعجل عقوبتها ولا تؤخر إلى الآخرة : عقوق الوالدين ، والبغي على الناس ، وكفر الاحسان). وقال الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام: ( ثلاث لم يجعل الله عزوجل لاحد فيهن رخصة: أداء الامانة إلى البر والفاجر، والوفاء بالعهد للبر والفاجر، وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين) وروي عن الامام الصادق عليه السلام: ( من نظر إلى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له، لم يقبل الله له صلاة)، واعلمي أنّ للمعاشرة الحسنة مع الوالدين بركات وآثاراً في الدنيا والآخرة من حيث يحتسب المرء ومن حيث لا يحتسب، كما أنّ للمعاشرة السيّئة آثاراً سلبيّة سحيقة فيهما، فعلى المرء أن يحسن إليهما ويحذر عقوقهما، وتجب مصاحبتهما بالمعروف وعدم إيذائهما، ويجوز للولد أو البنت أن يناقش والديه فيما لا يعتقد بصحّته من آرائهما، ولكن عليه أن يراعي الهدوء والأدب في مناقشتهما، فلا يحدّ النظر إليهما ولا يرفع صوته فوق صوتهما فضلاً عن استخدام الكلمات الخشنة معهما وفي الرواية عنهم عليهم السلام: ( وان ضرباك فلا تنهرهما وقل غفر الله لكما)، وعليك أن تقرأي دعاء الإمام زين العابدين عليه السلام المروي في الصحيفة السجادية تحت عنوان دعاؤه لوالديه والذي جاء فيه: ( اللَّهُمَّ خَفِّضْ لَهُمَا صَوْتِي، وَ أَطِبْ لَهُمَا كَلَامِي، وَ أَلِنْ لَهُمَا عَرِيكَتِي، وَ اعْطِفْ عَلَيْهِمَا قَلْبِي، وَ صَيِّرْنِي بِهِمَا رَفِيقاً، وَ عَلَيْهِمَا شَفِيقاً. اللَّهُمَّ اشْكُرْ لَهُمَا تَرْبِيَتِي، وَ أَثِبْهُمَا عَلَى تَكْرِمَتِي، وَ احْفَظْ لَهُمَا مَا حَفِظَاهُ مِنِّي فِي صِغَرِي)، وتمعني جيداً بكلامه عليه السلام في رسالة الحقوق: (وأمّا حقّ اُمك أن تعلم أنّها حملتك حيث لا يحمل أحد أحداً، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحداً، ووقتك بجميع جوارحها، ولم تبالِ أن تجوع وتطعمك ، وتعطش وتسقيك، وتعرى وتكسوك، وتضحّي وتظلك، وتهجر النوم لأجلك، ووقتك الحر والبرد لتكون لها، وانك لا تطيق شكرها إلاّ بعون الله وتوفيقه). وعليك أن تبحثي في الأسباب التي أدت بتعامل والدتك بخشونة كما تقولين ربّما لعدم وضوح تصرفك أو أختك معها، تعمقي في معرفة الأسباب وتقربي لها، وأسمعيها كلمات المودة، إبتسمي، تذللي بتصرفاتك، أشعريها بانّها فاهمة وأنّك تتعلمي منّها في كل احتياجات حياتك، خصصي وقت للحديث الجميل معها، بادري بتقديم هدية بسيطة بالاشتراك مع أخواتك وأعملوا لها مفاجئة تقدرون تعبها فربما هي بحاجة إلى دعمكم لتشعر بذاتها، راقبي وضعها فربما هي مريضة ولم تصرح وربما ضغوطات الحياة أتعبتها فلا تيأسوا من كسب قلبها الحنين، وأستعينوا انت وأخوتك بالله سبحانه وتعالى على برّها وإذا لم تفلحوا فحاولوا إشراك أحد الأقارب المأثرين مثل الخال أو الخالة أو غيرهما.