نعم ، ما ذكر في كتب اليهود وغيرهم من تعرض للحياة النبي عزير عليه السلام
في العام 539 (ق م) احتل الملك الفارسي كورش مدينة بابل، وكان ذلك في السنة الأولى من حكمه حيث أعاد اليهود الذين سباهم نبوخذ نصر إلى مدينة القدس ليبنوها مرة أخرى (عزرا/1_3 )[اليهودية، أحمد غوتشا]،
لكنهم لم يتمكنوا من بناء المسجد بسبب منع خليفة كورش الملك أَرْتَحْشَسْتَا الأول
[بحسب التوراة فإن اثنين من ملوك الفرس يحملون اسم أَرْتَحْشَسْتَا ، الأول منهما هو الذي منع اليهود الذين اعادهم كورش الى القدس من بناء بيت المقدس، لكن ربما بدأ البناء في السنة الثانية من حكم الملك داريوس. (سفر عزرا، 4/11) اليهودية، سليمة ليلى غورقان]
إعادة بنائه، لكن أعيد بناؤه في السنة الثانية من حكم الملك داريوس (عزرا 24-11/4) الموافق لعام 515 (ق م)
وقد كان عزير عليه السلام من ضمن أولئك الذين أعيدوا من المنفى إلى القدس، وكان هو النبي الذي جاء بالتوراة مجددا بعد فقدها أثناء النفي وقرأها على بني إسرائيل وعلَّمهم إياها من جديد.
نبوّة عزير (عزرا)
في السنة 539 (ق م) قام الملك كورش فاتح مدينة بابل بإرجاع اليهود الذين سباهم نبوخذ نصر إلى القدس من أجل إعادة بناء بيت المقدس، وكان ذلك في السنة الأولى من حكمه (عزرا، 1/1_3)، ومن ضمن العائدين كان هناك الكهان (عزرا، 2/ 2،36) ولا يحظى بلقب الكاهن سوى من كان من سلالة هارون عليه السلام حيث كان عزير (عزرا) واحدا منهم (عزرا، 7/1_6). منع الملك أَرْتَحْشَسْتَا الأوّل بناء المسجد، لكن تمّ بناؤه في عهد الملك داريوس في السنة الثانية من حكمه عام 515 (ق م) (عزرا24-11/4) الملك نحميا أعاد بناء القدس وهيكلة شعب يهوذا بدعمٍ من أَرْتَحْشَسْتَا الثاني 398-444 (ق م)
وصل عزرا إلى القدس في الشهر الخامس من السنة السابعة من حكم الملك أَرْتَحْشَسْتَا الثاني 437 (ق م) (عزرا 7/8) وقد طلب الملكُ منه تطبيق أوامر الله (عزرا 14/7) لأنّه أتى بالتوراة التي ضاعت ونسيت أثناء التدمير والسبي وقرأها عليهم ووضّحها لهم، وكان هذا القدوم الثاني لعزير، أما قدومه الأوّل فكان بعد خروجه من بابل في عام 538 (ق م). ولو كان وصوله إلى القدس في عام 538 (ق م) فيكون بين قدومه الأوّل والثاني مائة سنة من الزمن، ولعدم توضيح ما فُعل في هذه المدّة أدّى لفتح باب الشبهات في حقّ عزير. نحميا أيضاً مثل عزير غادر بابل في السنة الأولى من حكم الملك كورش 538 (ق م) (عزرا 2/2)، وقد وصل إلى القدس 537 (ق م) على أبعد تقدير، ويقال أيضاً أن قدومه كان في عهد أَرْتَحْشَسْتَا الثاني في السنة العشرين من حكمه (نحميا 20-1/2) يعني في عام 424 ق م، ولا يفهم الفرق بين التاريخين الذي هو مائة وأربعة عشر عاماً…
وإذا انطلقنا في فهم الموضوع من هذه الأصول سيظهر لنا أن الآية 259 من سورة البقرة وكذلك الآيات المتعلقة من سورة الإسراء تعطيان تفاصيل إضافية عن هوية عزير:
{أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة، 2/259).
هناك مشابهة كبيرة بين الآية السابقة وبين ما أوردته التوراة عن عزير، ويمكننا أن نورد هذا التشابه بالنقاط التالية:
1_ القرية الخاوية على عروشها
إذا قابلنا الآية 259 من سورة البقرة مع الآيات المتعلقة من سورة الإسراء فإنه من السهولة الفهم أن المكان المهدم الخاوي على عروشه هو القدس وأن المسجد الذي سيدخله الفاتحون هو مسجد بيت المقدس.…
وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَاعَلَوْا تَتْبِيرًا
مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا
أرسل الملك كورش عزيرا عليه السلام لاعادة بناء بيت المقدس لذا كان الملك محل ثقته، لكن عزيرا اصطدم بمعارضة خليفة كورش؛ الملك أَرْتَحْشَسْتَا الأول، وقد دفعه ذلك إلى اليأس والقنوط من إعادة بناء المدينة وبيتها المقدس قائلا كما أورده القرآن الكريم: “قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا”؟
2- موت عزير ( عزرا ) وإحياؤه بعد مائة سنة
عندما وقع عزير رهينة اليأس أماته الله تعالى مئة عام ثم بعثه: {فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ}
إن المئة سنة المفقودة من تاريخ عزير عليه السلام قد أظهرت الآية 259 من سورة البقرة أنها الفترة التي قضاها ميتا إلى أن أحياه الله مرة أُخرى، وبذلك يتضح لنا على وجه اليقين ان عزرا المذكور في التوراة هو عزير الذي ورد ذكره في القرآن، وبذلك تنغلق الحلقة المفرغة حوله.…