ابو امين - السويد
منذ 4 سنوات

 الحكمة من بقاء الخضر (عليه السلام)

مع ان موسى لم يكن مرسلا الى الخضر ولكن موسى كان نبيا من اولي العزم والخضرليس من الانبياء بل هو عبد صالح (مثلما أجبتم في أسئلة سابقة)فكيف يكون العبد الصالح أعلم من النبي المرسل ؟ ألا يكون هذا نقصا في كمال النبي عندما تكون علميته أقل من علمية عبد صالح؟ ثم ان المسألة لا تتعلق بالعلمية فقط بل بخصلة الصبر التي ينبغي توفرها في النبي بأعلى مراتبها والسؤال الأخير هو عن قتل الخضر للصبي فهل يجوز قتله والاقتصاص منه قبل تلبسه بفعل يوجب ذلك؟


الأخ أبا أمين المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ليس الخضر (عليه السلام) أعلم من موسى (عليه السلام) في كل علم, بل هو أعلم منه في الأمور التي لا إبتلاء فيها كعلوم الباطن والأسرار والعلل الخفية.. أما موسى (عليه السلام) فهو أعلم من الخضر في الشرعيات والوصايا وما يرتبط بمعاد الناس ومعاشهم ومعاملاتهم.. فالخضر (عليه السلام) ليس أعلم مطلقاً من موسى (عليه السلام), فكل منهما أعلم من الآخر في صنف من العلوم. أما الصبر فإن الخضر (عليه السلام) وإن كان أصبر من موسى (عليه السلام) فإن تكليف موسى (عليه السلام) إنما هو الحكم على الظاهر, والصبر على أمر قد ظهر له تبعاً لشريعته أنه مما ينبغي ردعه أو عدم السكوت عليه يكون مرجوحاً والراجح هو عدم الصبر. أما الخضر (عليه السلام) فلأنه يعلم بواطن الأمور فكانت أفعاله لا تستند الى الصبر بل الى العلم, فلاحظ. وبحسب ما أودعه الله تعالى من العلم الغيبي عند الخضر (عليه السلام) صار من واجبه أن يقتل الصبي لئلا يكون سبباً في هلاك والديه, وكان نفس الفعل عند موسى (عليه السلام) يعني خلافاً للشريعة. ودمتم برعاية الله

1