وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وفق الله الجميع لكل خير
هناك فرق بين البلاء وبين العقاب فقد ورد البلاء في القران الكريم كثيراً، واليك أيها القاريء بعضاً مما ذُكر:
إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ ﴿١٠٦ الصافات﴾
وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴿٤٩ البقرة﴾
وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ ۖ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴿١٤١ الأعراف﴾
فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـٰكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَاءً حَسَنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴿١٧ الأنفال﴾
وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنجَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ ﴿٦ ابراهيم﴾
وَآتَيْنَاهُم مِّنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُّبِينٌ ﴿٣٣ الدخان﴾
و الظاهر من الرواية الاتية أن البلاء سنة من السنن الإلهية، و يراد منه الاختبار و هو من عند الله عز وجل .
حيث ورد عن امير المؤمنين (عليه السلام )انه قال : إن البلاء للظالم أدب وللمؤمن امتحان وللأنبياء درجة وللأولياء كرامة .(بحار الانوار الجزء ٧٨ صفحة ١٩٨)
وعليه فالبلاء على أنواع أربع :
اولاً ماهو للتأديب
ثانياً الامتحان
ثالثاً لرفع درجة
رابعاً بيان كرامة
اما بالنسبة للعقاب فهو جزاء الأعمال وليس اختباراً من عند الله تعالى، إلا ان العقاب بسبب انفسنا التي خيرها الله بين الخير والشر ، وهو ما دل عليه الكتاب العزيز حيث قال:
( ونفس وما سواها ( 7 ) فألهمها فجورها وتقواها ( 8 ) (سورة الشمس)، فاذا اختارت النفس المعصية و الفجور استحقت العذاب.
و أما التمييز بين البلاء والعقاب ففي اغلب الحالات لا يمكن التمييز ،لذا يلتجئ الإنسان إلى الدعاء من ربّه جل وعلا دائما طالباً عفوه ورحمته.
نعم الإنسان على نفسه بصيرة فقد يتمكن من التمييز من خلال التبصر بالنفس ومعرفتها.