( 31 سنة ) - السعودية
منذ 3 سنوات

الرد على فرقة الزيدية والاسماعيلية

كيف نثبت عقيده الإثنى عشر لأتباع المذهب الزيدي والإسماعيلي وللعلم أن المذهبين الإسماعيلي والزيدي لايؤمنون بحديث الإثنا عشر فكيف نثبت عقيده الإثنا عشر لهم


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في برنامجكم المجيب للجواب على هذا السؤال لابد من امرين : الامر الاول : بطلان ما ذهب اليه كل من الزيدية والاسماعيلية . الامر الثاني : اثبات حقانية ما ذهب اليه الاثنا عشرية . اما الامر الاول : ما يرتبط بالزيدية : ان عمدة ما ذهب اليه الزيدية في قضية الامامة هي ان تكون الامامة لمن قام بالسيف وهذا يرد عليه عدة اشكالات اولا : ان حديث الاثني عشر اماما حديث متواتر عند جميع المسلمين وليس لاحد من هنا وهناك ان يقول انا لا اقبله فليس هو منقول بنقل الاحاد حتى يمكن التشكيك به بل هو متواتر ان لم يكن لفظا فهو مضمونا وبعد ثبوت الامام في اثني عشر خليفة فلابد ان يقدم الزيدية وحتى الاسماعيلية الائمة الاثني عشر من بعد النبي صلى الله عليه واله وكلاهما لا يستطيع ان يؤمن الائمة الاثني عشر فمن الواضح ان الزيدية لا يقف عدد ائمتهم بالاثني عشر وكذا في الاسماعيلية. ثانيا : القول بحصر الامامة بمن قام بالسيف يخرج امامة الامام امير المؤمنين (عليه السلام) وامامة الامام زين العابدين (عليه السلام) فانهما لم يخرجا بالسيف فان الامام امير المؤمنين (عليه السلام) عندما اغتصبت منه الخلافة لم يخرج على القوم بالسيف بل كان مسالما للحفاظ على الدين وبعد رحيل الثلاثة توجه الناس اليه بلا سيف ولا قتال ولا شيء والامام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) أيضا هو امام ولم يخرج بسيف في كل حياته وحتى في واقعة الطف كان طريح الفراش ولم يسل سيفا فمقتضى كلامهم انه ليس بامام . ثالثا : ان العقل يحكم بان يكون الامام هو افضل اهل زمانه وكل من ينسبون له الامامة ما كان كذلك . رابعا : الثابت عقلا ان يكون الامام معصوما حتى يتحقق الغرض من وجوده وهو هداية الناس واتباعه بكل مايقول ويفعل ومن الواضح ان كل من يدعي له الزيدية او الاسماعيلية الامامة ليس معصوما حتى من صغره . خامسا : ان شرطية القيام بالسيف لا دليل عليه لا من قران ولا من سنة ولا من عقل وهم لم يقيموا عليه الدليل . سادسا : الثابت بالدليل ان الامام لا يشترط فيه ان يقوم بالسيف ونذكر من القران وهو الفيصل في القول : 1- قوله تعالى : ((وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإِيتاءَ الزَّكاةِ وَكانُوا لَنا عابِدِينَ)) (الانبياء:73) فالآية الشريفة تخاطب نبي الله ابراهيم عندما رزقه الله اسحاق ويعقوب وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنا صالِحِينَ)) (الانيباء:72) ويخبر الله تعالى انه جعلهم ائمة وذكر شرط ذلك الهداية وفعل الخيرات واقام الصلاة وايتاء الزكاة وكانوا لله عابدين وليس في أي شيء من هذا شرطية القيام بالسيف . 2- قوله تعالى : ((وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ)) (القصص:5) فالارادة الالهية في جعل الائمة ارتبطت بالذين استضعفوا لا في الذين يقومون بالسيف وان الله تعالى سوف يجعل الذين استضعفوا ائمة وهم الوارثون فهذا واضحة في عدم شرطية القيام بالسيف. 3- قوله تعالى : ((وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ)) (السجدة:24) الآية الشريفة تخاطب نبي الله موسى على نبينا واله وعليه السلام وتخاطب قومه بني اسرائيل وان الله يجعل منهم ائمة وايضا على غرار الآية الاولى جعلت عنصر الهداية هو المعيار لجعلهم ائمة والجميل في الموضوع ان بني اسرائيل كانوا مستضعفين من قبل فرعون والآية فيها اشارة الى شدة ما مروا به بقوله (لما صبروا) فيتضح انهم عانوا كثيرا ومع كل هذا فان الله تعالى حعلهم ائمة فاين شرط القيام بالسيف مع كل هذا الذي عانوه. 4- قوله تعالى : ((وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)) (البقرة:124) فالله تعالى جعل ابراهيم اماما وابراهيم على نبينا واله وعليه السلام لم يقاتل بالسيف والجميل في الآية ان الله تعالى اعطى صلاحية الامامة لذرية ابراهيم بشرط ان لا يكون ظالما ولم يشترط قيامه بالسيف . سابعا : ان الامامة تثبت بنص الامام السابق على الامام اللاحق فاين النص من الامام على امامة زيد بن علي (عليه السلام) فان الثابت عندنا هو نص الامام السابق على الامام اللاحق وهذا شيء لا يمكن للزيدية اثباته فان شرعية الامام انما تكون بتنصيب من الله تعالى فاين الدليل على امامة زيد بن علي (عليه السلام) ولو فرضنا ثبوته اين نص زيد بن علي (عليه السلام) على الامام من بعده الذي يعتقدون بامامته بعد زيد الشهيد هذا كله يعد خللا في امامة من يدعون امامته ولا اثبات له ، وهذا الكلام يجري على الاسماعيلية أيضا فلا دليل لهم من الامام الصادق (عليه السلام) بامامة اسماعيل ولا يوجد دليل بامامة من هو بعد اسماعيل ممن يدعون امامته . ثامنا : ان زيدا عاش واستشهد ولم يدع لنفسه الامامة ونطالبهم بنص معتبر بان زيدا ادعى لنفسه الامامة بعد ابيه زين العابدين خاصة وهو مع اخيه الامام الباقر 16سنة فلو كان يدعي لنفسه الامامة لكان هذا واضحا ومحل قال وقيل بين الشيعة فمن اين يثبت الزيدية انه كان اماما بعد ابيه . تاسعا: الثابت عند جميع المسلمين ان من مات وليس عليه امام مات ميتة الجاهلية وفي بعض الروايات من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية والسؤال هنا زيد بن علي (عليه السلام) استشهد سنة 121هـ أي بعد شهادة ابيه بـ16سنة فمن كان امامه وقد قلنا انه لم يدعي الامامة فاما ان يدعوا ان امامه الامام الباقر فيبطل ماذهبوا اليه واما ان لا امام له وهو يبطل امامتهم أيضا، ولم يثبت انه امام اصلا. عاشرا : ان الثابت تاريخيا ان فرقة الزيدية ظهرت بعد شهادة زيد بن علي (عليه السلام) وادعت له الامامة فالسؤال اين كانت هذه الفرقة في حياة زيد بن علي (عليه السلام) فما هذا الا دليل على بطلان هذه الفرقة وانها الصقت نفسها به بعد شهادته اما كردة فعل على ما لاقاه في شهادته واما استغلالا لما له من الاثر في قلوب المحبين والمتعاطفين مع اهل البيت (عليهم السلام) بحيث كانت له شيء من الارضية التي يمكن ان تاخذ بعض هؤلاء الى جانبهم . اما الاسماعيلية: فان كثيرا من الوجوه المتقدمة تجري في بطلان فرقة الاسماعيلية وقد اشرت الي الاسماعيلية في بعض الوجوه ونضيف ردا عليهم : اولا : ان اسماعيل ابن الامام الصادق (عليه السلام) لم يثبت انه ادعى لنفسه الامامة بعد ابيه ولا ان الامام (عليه السلام) قد نصبه اماما بعده ولا دليل على ذلك . نعم وهم يستدلون من كتبنا ان الامام الصادق نصبه برواية ويذكر الاسماعيلية رواية عن الامام الحسن العسكري (عليه السلام) من مصادرنا تثبت ان الامام الحسن العسكري قد نصب اسماعيل ونص الرواية: روى الكليني والمفيد والطوسي: عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال: كنت عند أبي الحسن العسكري وقت وفاة ابنه أبي جعفر، وقد كان أشار إليه ودلّ عليه, وإنّي لأفكر في نفسي وأقول هذه قصّة أبي إبراهيم وقصّة إسماعيل, فأقبل إليَّ أبو الحسن، وقال: نعم يا أبا هاشم بدا لله في أبي جعفر وصيّر مكانه أبا محمّد كما بدا له في إسماعيل بعدما دلّ عليه أبو عبد الله ونصّبه, وهو كما حدّثتك نفسك وأنكره المبطلون. أبو محمّد ابني الخلف من بعدي عنده ما تحتاجون إليه, ومعه آلة الإمامة والحمد لله!!(الغيبة ، الشيخ الطوسي ، ص82) وهذه الرواية رواها الكليني بصغية أُخرى، فبدل قول الإمام ابي الحسن العسكري(عليه السلام): (بعد ما دلّ عليه ونصّبه)، جاء في (الكافي): (بعد مضي إسماعيل)، (الكافي ، الشيخ الكليني ، ج1 / ص327/ ح10) وبذلك لا يكون فيها أي دليل على امامة اسماعيل لدوران الرواية بين وجود هذه العبارة وعدم وجودها فهناك نسختان للرواية وكلاهما عن ابي هاشم الجعفري مما يعني ان الرواية واحدة وليس بعيدا انه زيد في الرواية لاثبات امامة اسماعيل فضلا ان الكافي هو المصدر المعتمد. ثانيا : ان الثابت تاريخيا ان اسماعيل قد مات في زمن ابيه الامام الصادق (عليه السلام) فكيف يعقل ان يكون هو الامام بعد ابيه وهو قد مات في زمن ابيه اليس هذا من الخرافات التي يتمسك بها امثال هؤلاء كي يصححوا مذهبهم . ثالثا: لم يثبت لا من نفس اسماعيل ولا من الامام الصادق (عليه السلام) انه نصب اسماعيل اماما بعده نعم اقصى ما قيل ان المعروف هو امامة الاكبر وهذا مع عدم الدليل عليه لو سلمنا به فان هذا يكون فيما اذا كان الابن حيا اما اذا مات فكيف يمكن ان يتصور ان يكون اماما . رابعا : سلسلة الائمة من بعد اسماعيل كيف ثبت انهم ائمة هل بنص اسماعيل الذي توفي في زمن ابيه ام من الذي اعطى الامامة لهؤلاء وهنا تعجز فرقة الاسماعيلية ان تثبت شرعية امامة من يدعون لهم الامامة بعد اسماعيل . اما الامر الثاني : حقانية مذهب الاثني عشرية فان الادلة على حقانيته كثيرة من كتب المسلمين ويمكنكم مراجعة كتاب الالفين للعلامة الحلي حيث يذكر الفي دليل على امامة اهل البيت وحقانية ما ذهب اليه الاثنا عشرية ولولا طول المقام لاوردت لكم بعض هذه الادلة . اساله تعالى ان يثبتنا على القول الثابت واتباع الحق وان ينصرنا بنصر امامنا الحجة ابن الحسن عجل الله فرجه الشريف . تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

6