السلام عليكم ..
ما معنى الاذكار التالية ؟
١ . سبحان ربي العظيم و بحمده
٢. سبحان ربي الاعلى و بحمده
٣. اللهم صل على محمد و آل محمد
٤. الله أكبر
٥. الله الصمد
٦. استغفر الله
٧. سبحان الله
٨. بحول الله و قوته اقوم و اقعد
و جزاكم الله خير الجزاء
عليكم السلام السلام …
١-فسبحان مصدر بمعنى التنزيه، فحينما يسبح الانسان ربه فهو يقول نزهت ربي عمّا لا يليق به، وأثبتّ له ما يليق به، فليس كل صفة تنسب لله هي صفة محمودة إلّا أن تكون مطابقة لمعاني الذات الإلهية المقدسة، ولذا ورد بعد التسبيح عبارة
(ربي العظيم)، أي العظيم في صفاته الذي يقصر عنه كل شيء سواه، أو الذي تجتمع له صفات الكمال وتنتفي عنه صفات النقص، ثم أضيف له (وبحمده) أي سبحت الله حامداً، أو سبحته بحوله وقوته لا بحولي وقوّتي على توفيقه لعبادته، فيكون المعنى الكامل للتسبيح في الركوع هو: أُنزّه ربّي العظيم عمّا لا يليق بعزّ جلاله وأنا متلبّس بحمده على ما وفّقني له من تنزيهه وعبادته، فهذه العبارة تضم معنا عميقا معنى الشكر لله على توفيقه لهذا الفضل وكأنّ العبد الراكع لـمّا أسند التسبيح والتعظيم لله إلى نفسه بقوله: (ربي العظيم)، خاف أن يكون في هذا الإسناد نوع تبجّحٍ وغرور بأنّه هو مصدر هذه الطاعة فتدارك ذلك بقوله: وأنا متلبس بحمده على أن صيّرني أهلاً لتسبيحه وقابلاً لعبادته، فكل هداية هي من الله وكل توفيق هو منه وحده فالله سبحانه ليس بحاجة الى تعظيم خلقه او الى اي عمل منهم وما الركوع والسجود الا لمصلحتهم في حفظ سلامة ابدانهم وارواحهم.
٢-سبحان ربي الأعلى وبحمده»، فهو لا يقصد العلو في المحل والمكان لله كما قد يظن بعض السذج وكأن الله في السماء او بعيدا عن عبده، وإنّما المراد بالقول هو العلو في المنزلة والشأن والعظمة لله تعالى، فحاشا لله أن يكون في مكان دون مكان، أو أن يحويه مكان أو زمان معين، فمن قال ذلك فهو جاهل بالله لا يعرفه بألوهيته التي عرف بها نفسه، فالله سبحانه حاضر مع خلقه اينما كانوا وكيفما كانوا يلاحظهم ويراهم ويعلم سرائر نفوسهم كما اوضح في كتابه بقوله:
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ).
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ، مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ، وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ، وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا، ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
فحاشى لله سبحانه ان يكون له شيء من الابعاد المادية كالطول أو العرض، أو الوزن او الكثافة، أو الحجم والشكل، أو شيء من الصفات المادية التي تحد وجوده وحضوره وهيمنته على الاشياء كلها، فهذه هي صفات المخلوقين من خلقه وليس صفات الخالق العظيم الذي خلق المادة ووضع لها قوانينها وحدودها، فلا يمكن لهذا المخلوق المحدود الفاني ان يتجاوز الحدود التي وضعها الله له وقيده بها فيصل عقله إلى معرفة كنه الخالق العظيم،
فان العقل له حدوده كما لكل اعضاء البدن حدودها، فهناك حد للسمع وحد للبصر وحد لقوة الأيدي والأرجل وحد للعقل وحد لكل جزء من أجزاء الإنسان والتي هي محكومة بالعجز والفناء، فمهما بلغ الإنسان في سعيه وجهده الفكري فلن يبلغ معرفة كنه الذات الإلهية المقدسة والتي وصف نفسه بها في كتابه فقال: ﴿ليس كمثله شيء﴾،
وهو ما يستوجب ان يكون الساجد في ذروة الخشوع عندما يسجد لله ويقترب منه معنويا ثم يسبحه ويمجده بما اعطاه الله هذه المنزلة في القرب والرفعة في عبادته، وهو ما يستوجب من الساجد ان يعي معنى قوله: [سبحان ربي الاعلى] والذي يتضمن التنزيه من النقص والعيب وكل صفات المخلوقين، ثم يحمده بعد ذلك بإضافة الحمد اليه ان وفقه لهذا الذكر وهذه المنزلة في القرب منه والتي خصها الله بقوله: ﴿وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾، فكلا السجود والتمجيد لله بالقول: (سبحان ربي الاعلى وبحمده)، هو قرب من الله ودنو من عنايته وفضله مما يستوجب من المصلي ان يعطي السجود مكانه ومنزلته في القرب من الله وفي تحصيل افاضاته الربانية،
وهو ما اشار اليه الحديث النبوي في مقدمة البحث بقوله:
[قال الله عزّ وجلّ: ما أطّلعُ على قلب عبد فأعلم فيه حبّ الإخلاص لطاعتي لوجهي وابتغاء مرضاتي، إِلَّا تولّيت تقويمه وسياسته (اي، تولى الله هدايته ورعايته)، ومَن اشتغل في صلاتي بغيري فهو من المستهزئين بنفسه واِسمه مكتوب في ديوان الخاسرين].
وهو تأكيد لما مضى ذكره من ضرورة اشتغال القلب بالله اثناء الصلاة قبل اشتغال الجوارح في العبادة …
٣-الصلاة لغة هي: الدعاء, قال الراغب مفرداته ص285: (والصلاة قال كثير من أهل اللغة: هي الدعاء والتبريك والتمجيد, يصال صليت عليه, أي دعوت له وزكيت), وقال افيروز آبادي في قاموسه 4/303: (والصلاة الدعاء والرحمة والاستغفار وحسن الثناء من الله (عز وجل) على رسوله (صلى الله عليه).
وأما معنى الصلاة من الله على النبي (صلى الله عليه وآله): فهي ترد لمعانٍ ثلاثة (الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) وأثرها في النشأتين ص303).
1- إن صلاته تعالى هي ثناؤه عليه (تفسير عبد الله شبر ص403).
2- إنها رحمته, قال صاحب تفسير الميزان 16/338: (إن أصل الصلاة الانعطاف فصلاته تعالى انعطافه عليه بالرحمة انعطافاً مطلقاً ... المزید).
3- إن صلاة الله مغفرته: (التفسير الصافي 1/205) معالم الدين وملاذ المجتهدين ص41).
وأما سؤالكم لماذا لا نقول: (اللهم بحق محمد وآل محمد صل علينا, فذلك باعتبار أنا تعلمنا الصيغة الصحيحة للصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) وآله (عليهم السلام) من الكتاب المفسّر بالسنة الصحيحة, ثم إن طلب الصلاة من الله علينا معناه طلب نزول الرحمة, وهذا يتحقق إذا صلى العبد على النبي وآله كما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (... وبالصلاة تنالون الرحمة, فأكثروا من الصلاة على نبيكم وآله, (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسلِيماً )) (الأحزاب:56) ). بحار الأنوار 91/48.
وأما المعنى الفلسفي والعقائدي, فيمكن القول: إن الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) وهو أشرف الموجودات في عالم الإمكان تزيده تكاملاً, وكذلك الأئمة (عليهم السلام) في عروجهم إلى الله, جاء في كتاب أصول الكافي1/254, عن المفضل قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) ذات يوم وكان لا يكذبني قبل ذلك: يا أبا عبد الله, قال: قلت: لبيك, قال: إن لنا في كل ليلة جمعة سروراً, قلت زادك الله وما ذاك؟
قال: إذا كان ليلة الجمعة وافى رسول الله (صلى الله عليه وآله) العرش ووافى الأئمة (عليهم السلام) معه ووافينا, معهم فلا ترد أرواحنا إلى أبداننا إلا بعلم مستفاد ولولا ذلك لأنفدنا).…
و الكلام في بيانها يطول يمكن مراجعه كتاب فلسفة الصلاة لكوراني و ايضا كتاب اسرار الصلاة للملكي التبريزي و كتاب صلاة الخاشعين للسيد داستغيث و كتاب الآداب المعنويه في الصلاة للسيد الخميني …
فانها تقف على مفردات الصلاة و بيان اثارها و معانيها …