السلام عليكم.
في الاونه الاخيره بدأت تقع مع ولدي (أبني)مشاكل كثيره و متعدده بسبب عناده معنا و يتفوه بكلمات بذيئه معي ومع أمه وعندما نطالبه بتحضير واجباته المدرسيه و الخاصه يتعصب علينا ولايعير لنا أي أهميه ومتمسك بتلفونه المحمول وبسببه أهمل كل شئ بحيث ضربته ضربا مبرحا اكثر من مره . في الحقيقه أتعبني كثيرا و أرهقني ولا أعرف كيف أعامله مع العلم هو في دور مراهقه وعمره الان 13 عام. أتمنى أن تنصحوني و ترشدوني لطريقة معينه لكي أتعامل معه بشكل يرضي الله و رسوله وآل بيتة الأطهار وبدأت أعاني من مشاكل كثيره بسبب العصبيه التي يسببها لي..حفظكم الله ورعاكم وسدد خطاكم
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
اخي الكريم أولا عليك ان تعلم ان اولادكم (الذكور والاناث) امانة عندكم وعليكم ان تؤدوا الأمانة التي ائتمنكم الله عليها وكثير من النتائج السلبية هي وليدة مقدمات طويلة في طريقة التعامل مع الأولاد وقليلا ما تكون وليدة ظروف آنية ولست في مقام توجيه تأنيب لجنابكم بقدر ما اريد ان ابين ان المسؤولية تبدا من اول يوم ولد فيه الطفل بل حسب الروايات الشريفة فالمسؤولية تقع على الوالدين من اول يوم قررا ان ينجبا طفلا فكثير من العوامل الغذائية والنفسية وحتى اختيار الوقت وغير ذلك كله له التاثير الفاعل في نشوء الطفل نشوء قويما بعيدا عن الانحرافات النفسية والأخلاقية والسلوكية.
كيف ماكان الان نحاول لملمت ما يمكن كي نعيد لابننا ثقته بنفسه وبالتالي ثقته باهله ويستقر نفسيا وبالتالي يتغير سلوكه والقضية تحتاج الى صبر وروية وحكمة في التصرف وإدارة الملفات.
الامر الأول: ترك الضرب: ان استخدام الضرب في التعامل مع الأولاد لهو الخطاء الأكبر فما بعد عبادان طريق كما يقولون فان الضرب يعني ان كل الطرق والسياسات السلمية التي تؤثر في تغيير الأولاد قد اغلقناها عندما نضرب الأولاد.
الامر الثاني: إعادة الثقة للأولاد : كثيرا ما يحصل ان المراهق بعد ان يفقد الثقة في نفسه وفي اهله لا يجد بدا من ان يثبت وجوده ولو بالسلوكيات الغريبة والكلمات النابية فتراه يكون ذا سلوك عدائي ظنا منه ان القوة والقسوة في التعامل مع الجميع تجعله ذا شان عند الجميع ومن هنا فالخطاء الكبير انك تواجهه بالقوة والقسوة لانه سوف يصر ان الذي يوصله الى ما يريد هو هذا الطريق بدليل ان اباه يستعمله أيضا فيحصل اشبه بصراع الارادات على مستوى استعمال القوة واذا استمررت انت بهذه الطريقة فانه قد يأتي يوم يغلبك ويكون هو الأقوى منك وبالتالي انت ستكون ضحية ابنك وفي الحقيقة انت وابنك ضحية عدم قدرتك على إدارة الملف بشكل حكيم
طيب هنا نحتاج شيئا مهما منك
أولا: اظهر لابنك باي طريقة من الطرق انك تحبه واجعله يحس منك انك تحبه والقضية بالتأكيد ليست صورية بل حقيقية فبالتاكيد انت تحبه فبعد ان حصل ما حصل منك تجاهه وضربته بامكانك ان تجلس معه منفردا بلا ان يراك احد امه او اخوته وتكلم معه وقل له :
ولدي انا احبك واني احب ان أكون قريبا منك وانت قريب مني
ولدي انا الدنيا كلها لا اتحملها عندما اراك منزعجا او متكدرا
ولدي انا ادعو الله لك ان يوفقك في هذه الدنيا وان تكون في اعلى المراتب
ولدي ولدي ولدي ولدي ... المزید....
ثانيا: احضر له هدية ولو بسيطة كي يشعر انك تهتم به وليس مهم المناسبة كأن تصنعوا له عيد ميلاد ان كان قريبا عيد ميلاده واهتموا به جيدا يقول الله تعالى ((وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلاَ السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)) (فصلت:34)
ثالثا: اوكل له بعض المهام شرط ان تكون له الرغبة فيها أي شيء فيه عمل يبدع هو فيه بابا يصبغها ارضا يحرثها سيارة يغسلها اشغله دائما باشياء تجده يرغب فيها وعندما ينتهي من عمله امدحه واثني عليه قل له ولدي (انت مبدع، انت جيد، عاشت ايدك، ماشاء الله شنو هاي الابداعات) وحذار حذار ان توجهوا له التانيب خاصة كثرة التانيب وخاصة من له تاثير عليه فان أي تانيب من قبله تجده يثور بسرعة ولا يحتمل أي كلام من الاخرين وعندها سوف يواجه أي تانيب منكم اليه بسلوكيات شديدة بينما لو كنتم تحاولون تشجيعه لا تانيبه والنتيجة واحدة بالنسبة لكم فمثلا اذا أخطاء لا تؤنبوه بل بينو الجانب الحسن والايجابي فاذا كفناه ان يأتي ببيض واتى ببيض صغير لا تقولوا له (شنو هذا البيض ما تشوفه شبيك انته لو رايح اخوك الصغير يجيب احسن من هذا البيض) هذا الكلام يحطمه من الداخل وبامكانكم ان تقولوا له (هذا البيض زين شنو ما عنده اكبر من هذا البيض هذا أبو المحل ما يجيب شي زين ابدا) فانت أوصلت له الرسالة انك ياوليد عليك ان تختار البيض الكبير الجيد فانه في المرة القادمة سوف يبحث عن الشيء الجيد ولا يكون مهملا في اختياره
اختيار الكلمات شيء مهم في بناء الثقة عند الأولاد مع ان النتيجة التي تريدها ان تفي نظرك تتحق بل طريقة البناء تاتي ثمارها بخلاف طريقة التانيب
فاذا كسر ابنك شيئا فلا تؤنبه ولكن قل له ولدي (خو ما صار بيك شي هاي الأشياء واحد يكون حذر من يحملها) هذا الكلام يجعل ابنك يحبك اكثر لانك تسال عنه أولا وفي نفس الوقت تعلم ان يكون حذرا اما اذا اهنته انا وشتمته واسأت اليه فانه لن يتعلم من كل هذا الا اني لا احبه واني اهتم للشيء الذي كسره اكثر من اهتمامي به
لاحظ اخي الكريم كيف يبدا الأطفال بالانهيار من الداخل لسوء هذه التصرفات نحن نراها بسيطة ولكنها في الحقيقة هدمت الأطفال من الداخل.
رابعا: من عوامل زيادة ثقة الأولاد بأنفسهم هو مدحهم بما فيهم طبعا امام الاخرين ولاباس ان بالغت في بعض الأمور واياك وحذار ان تذكر أشياء لا يحب ان يعرفها الاخرون فهذا يزيد في عدم الثقة وانهياره امام الاخرين مما يجعل الإساءة بلحاظ هؤلاء شيء سهل عليه
الامر الثالث: مراقبة الأولاد
1- على مستوى البيت
2- على مستوى الأصدقاء: وهذه لعلها اخطر الأمور التي يمر بها المراهق وهي اكثر الأمور التي تؤثر عليه حاول ان تختار له الأصدقاء وليس المقصود ان تختار له بان تاتي له بشخص وتقول له ولدي هذا صديقك ليس هكذا لانه بلا شك لن يتخذه صديقا ابدا ولكن اذا عندك انت صديق مقرب منك وعنده أبناء طيبون حاول ان تزوره مع ولدك وهو يأتي عندكم مع ولده وشيئا فشيئا يرتبط معه كصديق حتى لو احتجت ان تنقله الى نفس المدرسة التي فيها الشخص الذي ترغب في مصادقته فان هذا يؤثر كثيرا
3- على مستوى المدرسة
4- على مستوى الخارج
ورصد الأمور السلبية التي يمر بها الأولاد كتعاملهم مع بعضهم تعامله مع أصدقائه قد يوجد هناك من يكون معه اكثر عدائية من اخوته او امه مثلا حاول معرفة سبب هذه العدائية لعل هذا الأخ يسيء اليه كثيرا بالكلام او الإهانة او أي شيء اخر لابد من وجود شيء يجعله مختلفا مع هذا دون غيره حتى مع أصدقائه وقد يتكلم في بعض الأحيان عن بعض الأصدقاء حاول ان تكون قريبا منه كي تعرف بعض مخاوفه بعض ما لا يريده هناك أمور يريد ان يحطم قيودها حاول ان تساعده في اتخاذ قراراته بعض الأحيان يتكلم عن حالة قضية شيء يمر به في يومه حاول ان تتفاعل معه وتساعده وهذه الحالة تجعلك قريبا منه فعنده تكون انت محط ثقته.
الامر الخامس: اوجد له القدوة الحسنة: هذا امر مهم خاصة مع المراهقين فانه اذا اتخذ من ليس اهلا قدوة فهذا يؤثر كثير في تغيير حركته من الحسن الى السيء وبالعكس في غالب الأحيان الأولاد يرون آباءهم هم القدوة ويتعظ بهم ولكن اذا وصلت القضية الى الضرب فان الاب لا يكون قدوة للابناء بل على العكس يحاول ان يبتعد عنه قدر ما يستطيع ولذا قلنا لابد من إعادة الثقة بالاب كيف ماكان القدوة الحسنة شيء مهم حاول ان تفهم من يميل اليه الابن من اساتذته من اشخاص يحبهم اعمامه اخواله أصدقائه في بعض الأحيان ومن القدوة تستطيع ان تتحكم بشيء من تصرفات الأبناء.
الامر السادس: السيطرة على المؤثرات: البيت هو احد العوامل التي تربي الأولاد ولكن هناك عوامل أخرى كثيرة قد يتمرد الأولاد على البيت لانهم خضعوا للعوامل الأخرى فهناك الشارع وهناك المدرسة وهناك الانترنت وهناك الألعاب وهناك الكثير ولا نقول احبسوا اولادكم عن كل هذا ولكن حاولوا ان تنظموا هذه الاامور كي لا تكون هي المؤثرة ا كثر منكم عليهم بالتالي يربي ابناءكم غيركم .
هذا ما يخطر في الذهن في حفظ الأولاد والامر الأخير ولعله اهم شيء هو ان تدعو الله بقلب صادق ان يوفق ابناءك لطاعته وان يوفقك لتربيتهم تربية يحبها الله تعالى ويرضاها لكم وان يعينكم بصبر وحكمة في إدارة حياتهم وايصالهم الى بر الأمان كي يسيروا واثقي الخطا في هذه الدنيا وهم قريبون م الله تعالى .
تحياتي لكم
دمتم بحفظ الله ورعايته