للعلامة الفيض الكاشاني الكثير من المؤلفات وبعضها ألفه في فترة حياته الأولى أيام كان متصوفا وقبل أن يتعلق بأهداب العترة وأحاديثهم فكيف نميز بين هذه المؤلفات؟
وماهي الكتب التي لاتصح قراءتها؟
وهل كتاباه نوادر الأخبار وحق اليقين من الطائفة الأولى أم الثانية ؟
الأخ سيف الدولة المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم يثبت عندنا أن الملا محسن المدعو بالفيض الكاشاني كان متصوفاً، بل كان من علمائنا الإمامية بالقطع واليقين. نعم، توجد في بعض كتبه آراء له يظهر أنه قد أخذها من أقوال الشيخ أبي حامد الغزالي يشم منها رائحة التصوف، وله تحقيقات استفادها من بعض محققي الصوفية كابن عربي، وربما نسب إليه القول بوحدة الوجود، وبعدم خلود الكفار في عذاب النار، وقوله أن فرعون مات مؤمناً تبعاً لملا صدرا الشيرازي حيث كان الفيض صهراً له وتلميذه المقرب , وغير ذلك.
وعلى العموم فإن آراءه تلك لم يعلم أنه قد عدل عنها حتى نستطيع التمييز بين فترتين من حياته وربما نستطيع أن نقسم مصنفاته إلى قسمين بلحاظ آخر, وهو أن كتب الملا محسن صنفين : كتب في الأخبار كالصافي والوافي والمحجة البيضاء، وكتب في الأسرار كحق اليقين وعين اليقين وقرة العيون والكلمات المكنونة، وكتب الأسرار هذه يغلب عليها الباطن والتأويل وربما وجد فيما يذكره فيها من مطالب أفكاراً صوفية لم ير الملا محسن فيها بأساً أو مصادمة لمذهب التشيع.
غير أن بعض من جاء بعده من العلماء قد انتقده على آراءه تلك ومنهم صاحب (لؤلؤة البحرين) حيث قال: ((إن له من المقالات التي جرى فيها على مذهب الصوفية والفلاسفة ما يكاد يوجب الكفر ـ والعياذ بالله ـ مثل ما يدل في كلامه على القول بوحدة الوجود، وقد وقفت له على رسالة قبيحة صريحة في القول بذلك قد جرى فيها على عقائد ابن عربي الزنديق وأكثر من النقل عنه، وإن عبر عنه ببعض العارفين ... المزید الخ)).
ومن جملة من كان ينكر عليه أيضاً من علماء زمانه الفاضل المحدث المولى محمد طاهر القمي، والشيخ علي الشهيدي العاملي في ذيل رسالته في تحريم الغناء حيث نسب إليه كثيراً من الأقاويل والآراء الباطلة العاطلة التي تفوح منها رائحة الكفر.
وللسيد المحدث الجزائري في كتابه (المقامات) دفاع عظيم عن الملا محسن الكاشاني يبرأة مما نسب إليه قال: ((كان من جهابذة المحدّثين، رمي بالتصوف وحاشاه ثم حاشاه، بل هو من العرفاء الأماجد، وإنما صنف في العلوم في مقام التتبع والتفتيش جرياً على مسالك أرباب الفنون، فتوهم من توهم ما توهم، ولا عاصم إلا الله)).
ودمتم في رعاية الله