منذ 4 سنوات

 التناسخ والحلول والتشبيه

فيما يخص تناسخ الارواح اي الحياة السابقة للانسان وهي بمعنى ان روح الانسان كانت موجودة في جسد اخر قبل ولادته وعند ولادة هذا الشخص وبدء حياته يرى احلاما ومشاهدا كان قد شاهدها من قبل ولتوضيح سؤالي اكثر اليكم هذه القصة ولو طويلة بعض الشئ التي قرأتها على احد مواقع الانترنت ************************* "هناك الكثير من القصص لأشخاص ادعوا بأنهم عاشوا حياة سابقة، أي أنهم ماتوا ثم ولدوا من جديد في جسد إنسان أخر، وهذه القصص والحوادث النادرة عرفتها جميع الأمم والشعوب منذ أقدم العصور وقد نسبها القدماء إلى ما يعرف بعقيدة التناسخ، أي إن الأرواح تنتقل بعد الموت إلى جسد أخر فتولد من جديد وتبدأ حياة جديدة، وقد آمنت بعض الديانات، مثل البوذية والهندوسية، بالتناسخ بشدة حتى أصبح جزءا لا يتجزأ من معتقداتها الدينية، أما الأديان السماوية، أي اليهودية والمسيحية والإسلام، فرفضت هذه الفكرة تماما وآمنت بأن الإنسان لا يعيش سوى حياة واحدة يحاسب على أفعاله وأقواله خلالها، ولكن حتى هذه الأديان لم تخلو من فرق ومذاهب فرعية آمنت بالتناسخ بشكل أو بأخر، في حين ذهبت بعض المدارس الدينية إلى قبول قصص التناسخ التي يتداولها الناس لكنهم نسبوها إلى تقمص الأرواح ومس الجان، أما العلماء فيرفضون التناسخ جملة وتفصيلا لأنهم أصلا لا يؤمنون بوجود الروح، بل يزعمون أن النفس هي العقل بما يختزنه من مشاعر وانفعالات وذكريات وبموته ينتهي الجسد ويتحول إلى شيء جامد لا حياة فيه، أي مثل جهاز الكمبيوتر الذي تقطع عنه التيار الكهربائي فيتحول إلى مجرد قطعة معدنية جامدة. قصة الانكليزية جيني كوكيل (Jenny Cockell)، هي إحدى قصص "الحياة السابقة" المشهورة والتي كانت موضوعا لكتابين وعرضت في التلفزيون ونشرت حولها العديد من التحقيقات الصحفية، بعضها في جرائد وإذاعات عالمية مرموقة، طبعا هناك العديد من القصص الأخرى التي تتناولها الجرائد والمجلات بين الحين والأخر عن موضوع الحياة السابقة، وبعضها في منطقتنا العربية، لكننا اخترنا هذه القصة لأنها، بالإضافة إلى غرابتها، اتسمت ببعد أنساني مؤثر إذ أدت الى لم شمل مجموعة من الإخوة والأخوات بعد أن فرقتهم عاديات الزمان لأكثر من ستين عاما، وكذلك لأن هذه القصة موثقة بالأسماء والصور ولأنها جلبت أنظار المؤيدين والمشككين في آن واحد. ولدت جيني كوكيل عام 1953 في انكلترا، كانت طفلة حالمة تتخيل الكثير من الأمور التي ما كان لطفلة في مثل سنها حتى ان تفكر فيها، لكنها كانت تظن ان جميع الأطفال الآخرين لهم أحلام وخيالات مثل تلك التي تراودها بين الحين والأخر، احد الأحلام الذي رافق طفولتها وطالما قض مضجعها هو حلم مخيف عن موتها، كانت تتخيل نفسها في غرفة بيضاء شديدة الإضاءة فيها شباك وحيد قديم الطراز، وينتابها إحساس ثقيل بالغربة كما لو أنها بعيدة عن بيتها، وكانت تشعر بألم شديد في جسدها وصعوبة في التنفس، لكن ذلك الألم كان لا يقارن مع الشعور المرعب بدنو اجلها وحسرتها وخوفها على الأطفال التي ستتركهم خلفها، كان حلما غريبا حقا، خاصة بالنسبة إلى طفلة في عمر جيني. هذه الخيالات والرؤى كانت تزداد قوة ووضوح عاما بعد عام فتتحول في رأس جيني الصغير إلى صور لأماكن ووجوه لم ترها في حياتها، أكثر تلك الصور وضوحا كانت لكوخ صغير تحيط به الأشجار وتنتصب بالقرب منه مجموعة من الأكواخ البسيطة، كانت بلدة صغيرة وكان بإمكان جيني رسم خريطة لها على الورق، لكنها لم تكن تعلم أين تقع هذه البلدة في هذا العالم الواسع، لكن في المدرسة، كانت جيني تفتح أطلسها الجغرافي وتحدق بغرابة إلى رسم لخارطة ايرلندا ثم تمرر إصبعها فوق الرسم ببطء لتتوقف فجأة عند بقعة معينة كتب تحتها اسم مالهد، كانت بلدة صغيرة إلى الشمال من دبلن، ومع أن جيني لم تزر ايرلندا في حياتها لكن شعورا قويا لا يقاوم كان يشدها دوما إلى ذلك المكان البعيد. رغم الخيالات والأحلام، المزعجة أحيانا، التي كانت تتراءى لها من حين لأخر إلا إن جيني استمرت في حياتها حتى غدت شابة وتزوجت وأصبحت أما لطفلين، إلا أنها لم تتوقف يوما عن التفكير في ذلك الكوخ الصغير القابع في تلك البلدة الصغيرة من ايرلندا، بل إن إنجابها لأطفالها وشعورها بالأمومة جعل تلك الخيالات القديمة أكثر قوة ووضوحا، خاصة تلك المتعلقة بالأطفال الصغار الذين كانت تراهم في أحلامها والتي بدا واضحا بأنها كانت والدتهم في حياة أخرى، لقد شعرت بحنين وقلق كبير تجاه أولئك الأطفال إلى درجة أنها قررت أخيرا عام 1988 القيام بزيارة إلى بلدة مالهد في ايرلندا، وما أن وطئت أقدامها ارض تلك البلدة حتى أخذت أحلامها وخيالاتها القديمة تمتزج مع الواقع لتصبح حقيقة ماثلة للعيان، صحيح أن هناك بعض التغييرات طرأت على البلدة ولكنها في تفاصيلها العامة كانت مطابقة للصورة التي رسمتها جيني في عقلها، وكانت المفاجأة الكبرى عندما وجدت جيني الكوخ الصغير الذي طالما ظهر في أحلامها، كان مهجورا وخربا لكنها تمكنت من التعرف عليه بسهولة، ثم بدئت الصور والذكريات تنهال عليها، صور ارتسمت في ذهنها لعائلة تتكون من زوج وزوجة وثمانية أطفال، لكنها لم تستطع تذكر اسم العائلة ولا اسم تلك المرأة التي كانت تجسدها. قررت جيني ان تكتب رسالة إلى مالك الأرض التي ينتصب عليها الكوخ تطلب فيها مساعدته في التعرف على اسم العائلة التي كانت تسكنه طبقا للأوصاف والمعلومات التي كانت تراها في أحلامها، ويبدو أن الحظ قد ابتسم لها إذ لم تمض مدة طويلة حتى جاءتها برقية جوابية، لقد كتب إليها مالك الأرض ليخبرها بأن الأوصاف التي ذكرتها في رسالتها لا تنطبق إلا على عائلة جون وماري سوتون وأطفالهم الثمانية الذين كانوا يقطنون الكوخ في الثلاثينيات، وفي الحال أيقنت جيني من أن عائلة سوتون هي العائلة التي طالما رأتها في أحلامها وأن روح ماري سوتون هي التي حلت في جسدها، ثم قررت البدء بالبحث عن أطفال ماري سوتون فكتبت عدة رسائل إلى دور الأيتام والكنائس والمستشفيات في دبلن وضواحيها تستعلم فيها عن مصيرهم، وسرعان ما جاءها رد من احد القساوسة الذي وجد في سجلات كنيسته معلومات حول تعميد عدد من أطفال العائلة : جون (1923) فيلومنا (1925) كريستوفر (1926) فرانسيس (1928) بريجيت (1929) إليزابيث (1932)، كانت جيني على يقين من أن هناك طفلين آخرين لم ترد أسمائهم في سجلات الكنيسة، لكن رغم ذلك كانت المعلومات التي حصلت عليها بمثابة الخيط الذي أوصلها في النهاية الى معرفة ماذا حل بأطفال ماري سوتون. قامت جيني بنشر إعلان صغير في إحدى جرائد دبلن وضعت فيه أسماء الأطفال لغرض الحصول على معلومات عنهم، وكم كانت المفاجأة كبيرة عندما اتصل بها جون الابن الثاني لماري سوتون، لم تكن المكالمة مشجعة إذ إن جون لم يقتنع بمزاعم جيني، كان صعبا عليه أن يصدق، وهو عجوز ناهز الخامسة والستين، بأن امرأة في الخامسة والثلاثين من العمر تتصل به لتخبره بأنها النسخة الجديدة لروح والدته ماري التي توفت قبل 56 عاما، لكن مكالمة جون لم تخلو من فائدة إذ أعطى جيني رقمي هاتف أشقائه سوني (الابن الأكبر) وفرانسيس. لم يكن سوني سوتون يتخيل حتى في الأحلام ما سيسمعه في الهاتف مساء احد الأيام من عام 1990، لقد تحدث لفترة من الزمن مع امرأة انكليزية وعندما أغلق الهاتف بدا لوهلة مصدوما ومبهورا حتى ان زوجته سألته باستغراب : "ماذا جرى لك ؟ لماذا تبدو شارد الذهن ؟"، فأجابها سوني وهو يحدق إلى حائط الغرفة وقد بدت على وجهه معالم الدهشة : "اعتقد باني تحدثت للتو مع شبح" ثم أردف بصوت مرتجف "أنا متأكد من إني كنت أتحدث للتو مع أمي!!". لقد كانت بعض الأشياء والأمور التي ذكرتها جيني أثناء حديثها على الهاتف مع سوني على درجة من الخصوصية بحيث يستحيل على أي شخص في العالم أن يعلم بها باستثناء أمه ماري، لكن ما استعصى على سوني استيعابه هو كيف يمكن لامرأة ولدت بعد وفاة والدته بواحد وعشرين عاما وفي بلد أخر أن تعرف مثل هذه الأمور عن طفولته." ************************* اجيبونا جواكم الله خير الجزاء


الأخ احمد المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لابد من الاشارة إلى أنه لا دليل عقلي حتى الآن يثبت مزاعم من يعتقد بتناسخ الأوراح، وأما ما يتناقله البعض من القصص (لو سلمنا بصحة مضامينها) لإثبات التناسخ فهي لا تعدو أن تكون إسقاطا لظاهرة غريبة لا تفسير لها عندهم على معتقد يُظن كفايته في تبريرها، مع أنه يمكن تفسير هكذا ظواهر بتفسرات أخرى، ومنها على سبيل المثال اتصال عالم الجن بعالم الإنس، وذلك من خلال بعض الاشخاص الأصحاء ممن يتمتعون بروحانية عالية، وربما أيضا عن طريق بعض المرضى النفسانيين المصابين بمس من الجن... بل ثبت في حقل ما يسمى بعلم الباراسيكولوجي وجود ظاهرة من ظواهر الساي تدعى الارتجاع المعرفي وهي عكس ظاهرة التنبؤ بالمستقبل، حيث يتمكن معها الموهوب من قراءة الماضي والتعرف على بعض الوقائع القديمة والإخبار عنها، مثلما يتمكن نظيره المتنبيء من قراءة المستقبل والتنبؤ بما سيحدث فيه من الحوادث. فالقصة التي نقلتموها بخصوص هذه المرأة التي تدعى جيني كوكيل (لو فرضنا أنها قصة حقيقية لا مجرد خيال قصصي) يمكن أن يعود سببها إلى اتصال بعض الجن بها من خلال الرؤى أو الاحلام وابلاغها بتلك المعلومات التي تحققت هي بعد ذلك من صحتها، أو ربما يكون لدى هذه المرأة موهبة الارتجاع المعرفي حيث استطاعت عبر عملية مضادة لعملية التنبؤ بالمستقبل من معرفة كل تلك التفاصيل في الماضي، فهذه التفسيرات مقبولة جدا وأكثر واقعية من دعوى حلول روح شخص آخر في جسدها، مع أن الروح لا شأن لها بالمعرفة مهما كان نوعها، بل المعرفة هي من شؤون العقل أو النفس العاقلة، وهؤلاء الذين يعتقدون بالتناسخ لا يزعمون تناسخ العقول بل تناسخ الأرواح، وأن التناسخ هو استئناف لحياة جديدة في جسد جديد لأجل الجزاء على الاعمال السابقة، فربما حصلت الروح في جسد حيوان أو إنسان. ولمزيد الاطلاع إرجع إلى صفحتنا: حرف الحاء/الحلول والتناسخ ودمتم في رعاية الله

1