السلام عليكم
سؤالي عن الاية الكريمة ان الله يرزق من يشاء وبغير حساب...هل الله سبحانه يختار من يرزقه او الشخص يعمل بجد ويرزقه الله بغير حساب ..ارجو التوضيح لان هناك اشخاص يقولون كل شيء يم الله يريد يرزق او يمنع يعتبرون الناس لاحول ولا قوة ومسيريين
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
ان الله تعالى هو الرزّاق وهو المعطي وهو يرزق من يشاء
ان شاء ان يعطيه ويرزقه وان شاء منع رزقه عنه
والله تعالى ابى ان يجري الاشياء الا باسبابها فلا يطلب شخص رزقا من الله تعالى وهو لا يهيئ اسبابه فمن يريد الذرية فعليه ان يتزوج ومن يريد المال فعليه ان يعمل ومن يريد العلم فعليه ان يسعى لطلب العلم وليس يعقل ان يرزقه الله الذرية وهو غير متزوج او ينام كل اليوم ويريد من الله ان يعطيه الرزق او يقضي يومه في الملاهي والمفاسد ويريد ان يتعلم العلم ويتوصل الى اعمق النظريات فهذا الجانب كله مشترك بين الله والانسان فالله تعالى يمد العباد بالارزاق ولكن على العباد ان يسعوا في الطلب وتهيئة اسباب الرزق والاستزادة منه فمن اراد ان يوسع الله عليه رزقه عليه ان يهيئ عملا اضافيا او ساعات اضافية في العمل فهذا الجانب كله ليس فيه أي جبر من الله على العباد بل هو مركون للعباد ((وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى * ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الأَوْفى))(النجم:39-40-41).
وهناك نوع اخر من الارزاق اسبابه غير هذه الاسباب الظاهرة ولكن لابد له من اسباب وهي ما يسمى عند البعض الحظ ويقولون هذا الرجل مرزوق او تجد شخصا يعمل من الصباح للمساء في محله ورزقه محدود وتجد شخصا اخر بنفس الامكانيات والوقت ولكن رزقه اوسع فهذا له اسبابه ولكن اسبابه ليست ظاهرة بل خفية وهو ما يمكن تسمتيه التوفيق في الارزاق فان التوفيقات لها اسبابها وليست هي بلا سبب
فاحد هذه الاسباب هي بعض الذنوب في دعاء كميل ((اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ)) فتجد شخص رزقه واسع والنعمة كبيرة عليه ولكن هذه تتغير لوجود بعض الذنوب ((ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَها عَلى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) (الأنفال:53) فالتغيير يأتي من الانسان من دواخله من اعماله فهناك تكافئ في الاعمال بعض الاعمال تمنع الارزاق وتغير الارزاق (الكلام في كل الارزاق التي تقدمت في اول الكلام)
وهناك وردت بعض الروايات في صلة الارحام فانها تطيل الاعمار وروايات اخرى تذكر ان قطيعة الرحم تقطع الآجال.
وغير ذلك مما ورد في زيادة الرزق او قلته وكما ورد في بعض المستحبات والمكروهات .
خلاصة القول ان الارزاق كلها بيد الله تعالى وابى الله ان يجري الارزاق الا باسبابها وبعض الاسباب واضحة ظاهرة على الانسان ان يسعى في تحقيقها وبعضها خفي وردت بعض الروايات في بيانها وغالبها يمكن استفادتها من المستحبات والمكروهات التي يتقيد بها الانسان فضلا عن المحرمات والواجبات .
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته