في تفسير القرآن لعبد الله شبّر إنّ النبي يوسف عليه السلام لبث في البئر ثلاث سنوات ممكن توضيح (وجاءت سيارة) مسافرون من مدين إلى مصر بعد إلقائه في الجب بثلاث سنين تفسير شبر - السيد عبد الله شبر - الصفحة ٢٤١
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال في تفسير الامثل
الآيتان :20 - 19
وَجَآءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُوا وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ قَالَ يَـبُشْرَى هَـذَا غُلَـمٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَـعَةً وَاللهُ عَلِيمُ بِمَا يَعْمَلُونَ19 وَشَرَوْهُ بِثَمَن بَخْس دَرَهِمَ مَعْدُودَة وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّهِدِينَ20
التفسير: نحو أرض مصر: قضى يوسف في ظلمة الجب الموحشة والوحدة القاتلة ساعات مرّةً، ولكنّه بإِيمانه بالله وسكينته المنبثقة عن الإِيمان شع في قلبه نور الأمل، وألهمه الله تعالى القوة والقدرة على تحمّل الوحدة الموحشة، وأن ينجح في هذا الإِمتحان، ولكنّ ... المزید الله أعلم كم يوماً قضى يوسف في هذه الحالة؟ وقال بعض المفسّرين: قضى ثلاثة أيام، وقال آخرون: يومين، وعلى كل حال تبلج النّور (وجاءت سيّارة)(1)، وانتخَبت منزلها على مقربة من الجُبّ، وطبيعي أنّ أوّل ما تفكر القافلة فيه، في منزلها الجديد ـ هو تأمين الماء وسد حاجتها منه (فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه)، فانتبه يوسف إلى صوت وحركة من أعلى البئر، ثمّ رأى الحبل والدلو يسرعان الى النّزول، فانتهز الفرصة وانتفع من هذا العطاء الإِلهي وتعلق بالحبل بوثوق، فأحسّ المأمور بالإِتيان بالماء أن الدلو قد ثقُلَ أكثر ممّا ينبغي، فلمّا سحبه بقوة الى الأعلى فوجىء نظره بغلام كأنّه فلقة قمر، فصرخ وقال: (يا بشرى هذا غلام)، وشيئاً فشيئاً سرى خبر يوسف بين جماعة من أهل القافلة، ولكن من أجل أن لا يذاع هذا الخبر وينتشر، ولكي يمكن بيع هذا الغلام الجميل في مصر، أخفوه (وأسرّوه بضاعة)(2)، وبالطبع هناك احتمالات أُخرى في تفسير هذه الجملة منها أن الذين عثروا على يوسف أسرّوه وأخفوا خبره، وقالوا: هذا متاع لأصحاب هذا الجبّ أودعوه عندنا لنبيعه في مصر ، ومنها أنّ أحد إِخوة يوسف كان بين الحين والحين يأتي إلى الجبّ ليطّلع على يوسف ويأتيه بالطعام وحين اطلع إِخوة يوسف على مّا جرى أخفوا علاقتهم الأخوية بيوسف وقالوا: هذا غلامنا فرّ من أيدينا واختفى هنا، وهددوا يوسف بالموت إِذ كشف الستار عن الحقيقة، ولكن التّفسير الأوّل يبدو أقرب للنظر.
دمتم في رعاية الله
[1] ـ سمّيت القافلة «سيارة» لأنّها في سير وحركة دائمين.