باحث في العقائد - ايسلندا
منذ 4 سنوات

 التناسخ والحلول والتشبيه

بسم الله الرحمن الرحيم انا درست الفلسفة الالهية والعرفان كما درست اللاهوت والديانات الشرقية السماوية منها وغير السماوية وكنت ومنذ صغري احب التفكر في هذا الكون وفي ملكوت الله سبحانه وتعالى وكنت متحيرا في بعض الامور لم خلقني رجلا ولم يخلقني انثى ولم خلقني في العراق وبهذا الزمن ولم خلقني من ابوين كانا من الاغنياء ثم افتقرا بعد مدة ثم بدا التفكر يزيد ويزيد لم خلق الله هذا حيوانا كلبا اجلكم الله او خنزيرا او غير ذلك ولم بعض الحيوانات تذبح وبعضها لا يذبح ولم يموت البعض بعمر لم يبلغ سن الحلم وبعضهم يرد الى ارذل العمر وحسب العقيده ذاك الصغير يرد الى الجنة بلا حساب وهذا يرى جد جد جده وممكن ان يدخل النار ولم اختار فلانا ان يكون نبيا لم لم يجعل لقمان نبيا وجعل داود عليه السلام نبيا لم لم يجعل الخضر نبيا وجعل موسى (ع) نبياً لماذا هل هو لمحاباة ام ماذا كل هذه الامور ممكن ان يجيب عنها التناسخ ويحلها ثم لماذا اخي الكريم تتصور ان التناسخ يبيح للظالم الغني ان يبرر طغيانه الا يعلم انه بناء على هذا الطغيان سيحاسب وفق قاعدة الاستحقاق اتمنى ان يكون الرد علي علميا وانا على استعداد للمناقشه والتحاورمع تقديري والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الأخ الباحث المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نذكر لك أيها الأخ الكريم أحد البيانات العلمية في بطلان التناسخ ونرجو أن تتأمل فيها ونحن على استعداد للمناقشة بعد مطالعتك الكريمة لهذا البحث. قال الشيخ جعفر السبحاني في كتابه (محاضرات في الإلهيات) في الفصل الرابع وتحت عنوان: براهين بطلان التناسخ: ((التناسخ هو انتقال النفس من بدن إلى آخر)) التناسخ هو أنتقال النفس من بدن إلى آخر في هذه النشأة, بلا توقّف أبداً، قال شارح حكمة الإشراق: ((إنّ شرذمة قليلة من القدماء ذهبوا إلى أمتناع تجرّد شيء من النفوس بعد المفارقة لأنّها جسمانية، دائمة الأنتقال في الحيوانات وغيرها من الأجسام ويعرفون بالتناسخية وهم أقّل الحكماء تحصيلاً)) . يرد على القول بالتناسخ أمور تالية: 1- أنّهم يقولون إنّ المصائب والآلام التي تبتلى بها طائفة من الناس هي في الحقيقة جزاء لما صنعوا في حياتهم السابقة من الذنوب عندما كانت أرواحهم متعلّقة بأبدان أخرى، كما أنّ النعم واللذائذ التي تلتذ بها جماعة أخرى من الناس هي أيضاً جزاء أعمالهم الحسنة في حياتهم المتقدمة، وعلى هذا فكلّ يستحقّ لما هو حاصل له، فلا ينبغي الأعتراض على المستكبرين والمترفين، كما لا ينبغي القيام بالانتصاف من المظلومين والمستضعفين، وبذلك تنهدم الأخلاق من أساسها ولا يبقى للفضائل الإنسانية مجال, وهذه العقيدة خير وسيلة للمفسدين والطغاة لتبرير أعمالهم الشنيعة. 2- انّ لازم القول بالتناسخ هو اجتماع نفسين في بدن واحد, وهو باطل. بيان الملازمة أنّه متى حصل في البدن مزاج صالح لقبول تعلّق النفس المدبرة له، فبالضرورة تفاض عليه من الواهب من غير مهلة وتراخ، قضاءً للحكمة الإلهية التي شاءت إبلاغ كلّ ممكن إلى كماله الخاص به، فإذا تعلّقت النفس المستنسخة به أيضاً كما هو مقتضى القول بالتناسخ, لزم اجتماع نفسين في بدن واحد. وأمّا بطلان اللازم فلأنّ تشخصّ كلّ فرد من الأنواع بنفسه وصورته النوعية, ففرض نفسين في بدن واحد مساوق لفرض ذاتين لذات واحدة وشخصين في شخص واحد, وهذا محال، على أنّ ذلك مخالف لما يجده كلّ إنسان في صميم وجوده وباطن ضميره, قال المحقّق الطوسي: وهي مع البدن على التساوي. وقال العلاّمة الحلي في شرحه: ((هذا حكم ضروري أو قريب من الضروري، فأنّ كلّ إنسان يجد ذاته ذاتاً واحدة, فلو كان لبدن نفسان لكان تلك الذات ذاتين وهو محال)). فإن قلت: إنّ تعلّق النفس المنسوخة إذا كان مقارناً لصلاحية البدن لأفاضة نفس عليه، يمنع عن إفاضتها عليه، فلا يلزم اجتماع نفسين في بدن واحد. قلت: إنّ استعداد المادة البدنية لقبول النفس من واهب الصور يجري مجرى استعداد الجدار لقبول نور الشمس مباشرة وانعكاساً، فلا يكون أحدهما مانعاً عن الآخر، غير أنّ اجتماع النفسين في بدن واحد ممتنع عقلاً، والأمتناع ناشئ من فرض التناسخ كما لا يخفى. سؤالان وجوابهما 1- لو كان التناسخ ممتنعاً فكيف وقع المسخ في الأمم السالفة, كما صرّح به الذكر الحيكم ؟ . والجواب: أن محذور التناسخ المحال, أمران: أحدهما: اجتماع نفسين في بدن واحد. ثانيهما: تراجع النفس الإنسانية من كمالها إلى الحدّ الذي يناسب بدنها المتعلّقة به. والمحذوران منتفيان في المقام, فإنّ حقيقة مسخ الأمّة المغضوبة والملعونة هي تلبّس نفوسهم الخبيثة لباس الخنزير والقرد، لا تبدّل نفوسهم الإنسانية إلى نفوس القردة والخنازير، قال التفتازاني: ((إنّ المتنازع هو أنّ النفوس بعد مفارقتها الأبدان، تتعلّق في الدنيا بأبدان أخر للتدبير والتصرّف والأكتساب لا أن تتبدّل صور الأبدان كما في المسخ...). وقال العلاّمة الطباطبائي: ((الممسوخ من الإنسان، إنسان ممسوخ لا أنّه ممسوخ فاقد للإنسانية)). أما عن تلك الأسئلة والأشكالات التي أوردتها في سؤالك فنقول لك: ليس لنا أن نناقش لم خلقنا الله رجالاً وليس نساءً، ولا لم خلقنا بشراً وليس غير ذلك، ولا لم لم يجعلنا من الأنبياء أو غير ذلك.. فهذه الأسئلة وأمثالها لا طائل منها أمام الحقيقة الثابتة بدليلي العقل والنقل أن المولى سبحانه حكيم عادل، فالبحث المهم الذي عليك أن تبحثه أيها الأخ الكريم هو في الحكمة والعدالة الإلهية, فإذا ثبت عندك أن المولى سبحانه حكيم وعادل فأعلم أنّه لم يغمطك حقّك ولم يجعل لغيرك عليك في الخلق زيادة تمنعك من حظك ورزقك ووجودك.. فقد خلق المولى سبحانه الخلق واعطى كل شيء خلقه قدره إذ قال تعالى: (( إِنَّا كُلَّ شَيءٍ خَلَقنَاهُ بِقَدَرٍ )) (القمر:49) ,لا يوجد شيء أقل أو أكثر من قدره الذي قدّره له المولى سبحانه بحكمته وعدله، فإذا اثبت عندك أخي الكريم عدالة المولى بالدليل العقلي والنقلي وثبتت حكمته لا يضيرك ما تجهله ونجهله نحن أيضاً من أسرار الخلق، إذ ليس كل شيء معلوم لنا كي نعرف مبتداه ومنتهاه وإنما الذي علمناه إنما هو أمر يكفينا البناء عليه في عقائدنا وتدّنينا.. ولا يضرنا الذي جهلناه من غير ذلك.. هذا الجواب كقاعدة عامة عقلية, وأما الجواب التفصيلي عن كل ما يعرض لك من شبهات ووساوس ذكرت بعضها في سؤالك فتجد بعضها على صفحتنا والبعض الآخر غير الموجود أفرده بالسؤال حتى نفرد له الجواب بإذن الله. ودمتم في رعاية الله