رامي العلي - سوريا
منذ 4 سنوات

 التقمص وحقيقته

هل يمكن التوسع أكثر في النقطة (ج)؟ لم أستطع فهمها بشكل جيد ج- إن لازم القول بالتناسخ هو اجتماع نفسين في بدن واحد وهو باطل. بيان الملازمة.... بارك الله بكم


الأخ رامي العلي المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته النفس للبدن كالصورة للمادة, فإن المتصور بصورة معينة لا يقبل صورة أخرى ما لم تفارقه الأولى, أو كالحال في المحل, فإن الإناء الذي هو المحل الحاوي لما يحل فيه لا يستوعب شيئاً مالم يزاح الشيء الأول الذي كان حالاً فيه, مثل الماء في القدح فإنه شاغل للمحمل فلا يمكن أن يزاحمه سائل آخر إلا بخروج الماء, نعم يمكن أن يمتزج السائلان لكن المزيج منهما شيء جديد غيرهما. وهكذا البدن فإنه إذا كان محلاً لتعلق نفس ما فلا يقبل تعلق نفس أخرى, فإنه إذا تعلقت بالبدن نفسان النفس الأصلية والنفس المستنسخة فإنه يشبه اجتماع صورتين في مادة واحدة, أو حلول شيئين في محل واحد .. وقد ثبت بطلان ذلك. والنفس كائن بسيط, فلا نتصور إمكان تركيبها أو إمتزاجها مع نفس أخرى, فلو جاز ذلك لم تكن النفس نفساً وهذا خلاف المفروض من كون كل منهما نفساً . . على أن ذلك مخالف لما نجده في أنفسنا حين الشعور بها, فإننا لا نشعر إلا بنفس واحدة متعلقة بهذا البدن تعلق التدبير والرعاية, فلو تعلقت به نفسان فسد البدن وبطل التدبير وهذا كحال العالم أو الكون فإنه مخلوق لخالق واحد فلو تصورنا وجود خالقين أو إلهين لفسد الكون واضمحل, قال تعالى : (( لَو كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا )) (الأنبياء:22). ودمتم في رعاية الله

3