أبو الفضل - سوريا
منذ 4 سنوات

 التناسخ والحلول والتشبيه

ما هي حقيقة التناسخ ، وما هو رأي مدرسة أهل البيت(ع) في ذلك، مع ذكر الأدلة والمراجع المعتمدة، شاكرين ردكم


الأخ أبا الفضل المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته التناسخ يعني: انتقال النفس من بدن إلى بدن آخر في هذه النشأة , بلا توقف أبدا . وبطلان هذا القول يظهر من ملاحظة الأمور التالية : أ- انهم يقولون أن المصائب والآلام التي تبتلي بها طائفة من الناس هي في الحقيقة جزاء لما صنعوا في حياتهم السابقة من الذنوب عندما كانت أرواحهم متعلقة بأبدان أخرى , كما أن النعم واللذائذ التي تلذ بها الجماعة أخرى من الناس هي ايضاً جزاء أعمالهم الحسنة في حياتهم المتقدمة , وعلى هذا فكل يستحق لما هو حاصل له , فلا ينبغي الاعتراض على المستكبرين والمترفين , كما لا ينبغي القيام بالانتصاف من المظلومين والمستضعفين , وبذلك تنهدم الأخلاق من أساسها ولا يبقى للفضائل الإنسانية محال , وهذه العقيدة خير وسيلة للمفسدين والطغاة لتبرير أعمالهم الشنيعة . ب- إن هذه العقيدة معارضة للقول بالمعاد الذي أقيم البرهان العقلي على وجوبه ومن الواضح أن الذي ينافي البرهان الصحيح فهو باطل , فالقول بالتناسخ باطل . ج- إن لازم القول بالتناسخ هو اجتماع نفسين في بدن واحد وهو باطل. بيان الملازمة: انه متى حصل في البدن مزاج صالح لقبول تعلق النفس المدبرة له , فبالضرورة تفاض عليه من الواهب من غير مهلة وتراخ, قضاء للحكمة الإلهية التي شاءت إبلاغ كل ممكن إلى كماله الخاص به , فإذا تعلقت النفس المستنسخة به أيضا كما هو مقتض القول بالتناسخ , لزم اجتماع نفسين في بدن واحد . وأما بطلان اللازم: فلان تشخص كل فرد من الأنواع بنفسه وصورته النوعية , ففرض نفسين في بدن واحد مساوق لغرض ذاتين لذات واحدة وشخصين في شخص واحد, وهو محال , على إن ذلك مخالف لما يجده كل إنسان في صميم وجوده وباطن ضميره. (المصدر: محاضرات في الإلهيات, للشيخ السبحاني:423). ودمتم في رعاية الله

1