بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل وسلم على اخر الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد واله وصحبه الطيبين الطاهرين
أخي العزيز
يبدو أنك لم تفهم كلامي جيدا أنا لم أقل أن الله سيحاسب البهيمة كما ادعيت وإنما قلت سيحاسب النفس (الروح إذا جاز التعبير) التي عاشت في الصورة البشرية على ما قامت به من أفعال كما قلت أما من حيث طريقة الحساب فلا يعلمها إلا سبحانه وتعالى لكن المحاسبة لن تتم على اللحم والعظم ففي النهاية من يدخل الجنة لن يدخلها بلحم وعظم وإنما بالروح الطاهره التي بثها اللله تعالى في الإنسان وليس بالجسد الترابي وقد يبرهن كلامي الاية الكريمة التالية (( وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون )) أما بشرح بعض الصحابة في قوله تعالى : (( ولهم فيها أزواج مطهرة ))
قال ابن أبي طلحة، عن ابن عباس (رضي الله عنه) : مطهرة من القذر والأذى .
وقال مجاهد : من الحيض والغائط والبول والنخام والبزاق والمني والولد .
وقال قتادة : مطهرة من الأذى والمأثم . وفي رواية عنه : لا حيض ولا كلف ويقصد هنا أيضا بالزواج بالزواج الروحاني وليس الإرتباط الجسدي ( الزواج الروحاني كعلاقة التلميذ بالمعلم (معلم الدين) ننهل من العلم من بعضنا بعضا في معرفة الخالق عز وجل والتقرب منه وهذا هو المقصود بالثمار وليس الثمرة العادية التي تؤكل
وهذا أمر تعرفه جيدا لذلك
أما ما تقوم به البهيمة من تصرفات وأفعال فهذا من طبيعتها وهذا لأنها معاقبة عقابا دنيويا والله تعالى لن يحاسبها لما تقوم به من ذلك حتما كما قلت أخي المسلم
أما من ناحية الحيوانات التي ذكرت في القران الكريم فهي ليست بهائم وأما هي مخلوقات أكرمها الله سبحانه وتعالى وينكر عنها الصورة الحيوانية البشعة فالإمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهة) لم يسمى أمير النحل لأنه أمير النحل بل (أمير المؤمنين) أو لا أعلم ما يفسر عنه فالرسول الكريم سماه بهذا الإسم بتشبيه النحل بالمسلمين المتاخين الذين يعملون ويتساندون ككتلة واحدة مثلهم كمثل خلية النحل التي تعمل بتعاون وانسجام ففي النهاية النحل من المسوخيةوما يقومون به فقط كدافع غريزي للبقاء على قيد الحياة أي هدهد ونملة سليمان وناقة صالح وحوت يونس هي مخلوقات مكرمة ولها ثواب أجر عند الله تعالى
والحد لله رب العالمين وأرجو الرد أخي المسلم لبقاء الكلام مفتوحا بيننا فكما قلت نحن كخلية واحدة وعليننا أن نتعلم من بعضنا البعض
والحمد لله رب العالمين
الأخ مؤمن مسلم المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حشر الأجساد من ضروريات الدين حتى وإن كان الحساب يقع على النفوس، ولكن ليس حساب النفس هو آخر حظوظ الإنسان من الجزاء، فيوم القيامة هو يوم حشر الأجساد وعودة النفوس إلى أبدانها، وهنالك يقع الثواب والعقاب ويدخل الإنسان الجنة أو النار بنفسه وبدنه. أما الإعتقاد على محاسبة النفس المجردة دون الإعتقاد بعودها إلى بدنها يوم القيامة فهو غير صحيح.
نعم، هنالك عالم قبل القيامة يدعى عالم البرزخ وقد وردت الأخبار بأن نفوس بني آدم تلقى جزاء بعض أعمالها فيه، ولكن حساب البرزخ المختص بالنفوس ليس هو الجزاء النهائي للإنسان، بل سينال حساباً آخر حين البعث والنشور يوم القيامة. أما قولكم ان الذي يحاسب النفس فقط دون البدن، وأن اللحم والعظم لا مدخلية لهما في محاسبة الإنسان، فهو صحيح من جهة، وخاطئ من جهة.
أما صحته، فكما قلنا ان أصل الجزاء يقع على النفس.
وأما خطأه، فإن هنالك جزاء آخر تناله النفس بتوسط البدن.
ودمتم برعاية الله