الميرزا - عمان
منذ 4 سنوات

 التناسخ والحلول والتشبيه

بسمه تعالى عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد ابن الحسن الاشعري، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال : (الفيل مسخ، كان ملكا زناء، والذئب مسخ، كان اعرابيا ديوثا، والارنب، مسخ، كانت امرأة تخون زوجها، ولا تغتسل من حيضها، والوطواط مسخ، كان يسرق تمور الناس، والقردة والخنازير قوم من بني اسرائيل، اعتدوا في السبت، والجريث والضب فرقة من بني اسرائيل، لم يؤمنوا حيث نزلت المائدة على عيسى بن مريم، فتاهوا، فوقعت فرقة في البحر، وفرقة في البر ......) المصدر: الكافي ج 6 ص 246 س1: ما مدى صحة هذه الرواية؟ س2: أليست الرواية عجيبة؟ وكيف تفسرونها؟


الأخ الميزرا المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا الحديث من أجمع الأحاديث في المسوخ، وقد أورده أغلب من تطرق إلى ذكر المسوخ من علماء الشيعة ومفسريهم، وهو بالرغم من غرابته من جهة مضمونه فإنه لا إشكال فيه من جهة السند، وبعد التسليم بصحته لابد من فهم ما هو المقصود منه وكيف يتسق مع أخبار أخرى تؤكد على أن المسوخ لا تبقى أكثر من ثلاثة أيام، بل صريح بعض الأخبار أن المسوخ لم يتناسل منها شيء كما ورد ذلك في حديث عن الرضا (عليه السلام) في سؤال المأمون له؛ ولا بأس من ذكر موضع الحاجة من حديث الرضا المشار إليه، لأن فيه توضيح ماهو المراد من المسوخ الباقية التي ورد ذكرها في سؤالكم نقلاً عن الكافي، قال (عليه السلام): ((وإن المسوخ لم يبق أكثر من ثلاثة أيام حتى ماتت، وما تناسل منها شيء. وما على وجه الأرض اليوم مسخ، وإن التي وقع عليها اسم المسوخية مثل القردة والخنازير والدب وأشباهها إنما هي مثل ما مسخ الله على صورها قوماً غضب عليهم ولعنهم بإنكارهم توحيد الله وتكذيبهم رسله...)) الحديث كما في عيون أخبار الرضا ج2/245. وروي فيه أيضاً أن المأمون سأل الرضا (عليه السلام): ما تقول في المسوخ؟ قال الرضا (عليه السلام): ((اولئك قوم غضب الله عليهم فمسخهم فعاشوا ثلاثة ايام ثم ماتوا ولم يتناسلوا، فما يوجد في الدنيا من القردة والخنازير وغير ذلك مما وقع عليهم اسم المسوخية فهو مثل ما لا يحل أكلها والانتفاع بها)) الحديث (عيون أخبار الرضا ج1/218). فتبين إذن: أن هذه الاصناف من الحيوانات المذكورة في حديث الكافي هي على صور المسوخ وليست هي مسوخاً في نفسها، وانما أطلق عليها في بعض الأخبار أنها مسوخاً لمناسبة كونها مخلوقة على صورها فليس لها من حقيقة المسوخ سوى الاسم، فتنبه. وبذلك تنتفي غرابة الحديث المذكور، ويزول مافيه من المعنى العجيب الذي تعجبتم منه في السؤال. ودمتم في رعاية الله

1